بعد تصريحات رئيس الوزراء.. هل يتولى القطاع الخاص إدارة المدارس الفنية قريبا؟

في خطوة جديدة لتعزيز التعاون مع القطاع الخاص وتطوير التعليم الفني الصناعي، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن الحكومة مستعدة لتسليم أي مدرسة للتدريب الفني الصناعي للمستثمرين الصناعيين من القطاع الخاص لتطويرها وإدارتها. وأكد أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الدولة لدعم الصناعات ورفع كفاءة التعليم الفني لتلبية متطلبات سوق العمل.
جاء ذلك خلال اجتماع رئيس الوزراء مع أعضاء اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات، حيث تم مناقشة نتائج عمل اللجنة فيما يتعلق بصناعة الملابس الجاهزة والنسيج والمنتجات الزراعية والقطاع الصحي. وحضر اللقاء الوزراء والمسؤولون المعنيون.
وأشار مدبولي إلى أن الاجتماع جاء استكمالاً لما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات السابقة. وفي هذه الاجتماعات، تم استعراض وثيقة تنمية الصادرات التي أعدها أعضاء اللجنة، وتم التركيز على عقد اجتماعات فنية محددة لكل قطاع لمناقشة احتياجاته وفرص دعمه.
وأوضح رئيس الوزراء أن الاجتماع الحالي يركز على ثلاثة قطاعات رئيسية هي الملابس الجاهزة والغزل والنسيج والمنتجات الزراعية والقطاع الصحي لما لها من أهمية كبيرة في تعزيز الصادرات ودعم الاقتصاد الوطني.
وخلال المناقشات، بحث أعضاء اللجنة فرص زيادة صادرات الملابس الجاهزة والغزول والمنسوجات، مشيرين إلى مزايا مصر مثل موقعها الجغرافي واتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمتها مع العديد من الأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، تم تقديم خطة طموحة لزيادة صادرات الملابس الجاهزة إلى 11.5 مليار دولار خلال السنوات الست المقبلة. وسيتم تنفيذ هذه الخطة من خلال توفير 5.5 مليون متر مربع من الأراضي الصناعية في المنطقة الواقعة بين الفيوم وقنا، واستغلال الأصول غير المستغلة للشركات المملوكة للدولة، ومراجعة برنامج رد ضريبة الصادرات.
وناقشت اللجنة أيضا ضرورة إنشاء مدارس فنية ومهنية متخصصة لتأهيل الكوادر لسوق العمل. كما تم اقتراح تسهيل استقدام العمالة الأجنبية الماهرة وتخفيض الرسوم المرتبطة بها، على غرار ما يتم في دول أخرى لجذب المستثمرين الأجانب ودعم قطاع الغزل والنسيج.
من جانبه أكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية على بذل الجهود لتحسين برنامج استرداد الصادرات بالتشاور مع المستثمرين. من جانبه أشار وزير الصناعة والنقل إلى توافر الأراضي اللازمة لإنشاء مدينة نسيجية متكاملة في المنيا، مؤكداً استعداده الفوري لتوفير التسهيلات اللازمة.
وشدد رئيس الوزراء على ضرورة تسريع تنفيذ هذه المشاريع وضرورة التنسيق مع المستثمرين لضمان تلبية احتياجاتهم. وسوف يؤدي هذا إلى التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل جديدة في صعيد مصر.
وأكد مدبولي استعداد الحكومة لتسليم أي مدرسة للتدريب الفني الصناعي للقطاع الخاص لتطويرها وإدارتها، مؤكداً أن هذا التوجه جزء من استراتيجية الدولة للنهوض بالتعليم الفني ومواءمته مع احتياجات السوق.
وفيما يتعلق بقطاع الصناعة الطبية، بحث رئيس الوزراء مع أعضاء اللجنة إمكانيات توسيع الصادرات الطبية المصرية، خاصة في مجالات الأدوية والأجهزة الطبية والمستلزمات الصحية، مشيرا إلى النمو المتزايد لهذا القطاع عالميا.
وقدّم أعضاء اللجنة عدداً من التوصيات لدعم هذا القطاع، وعلى رأسها إدخال آلية تسعير عادلة ومرنة للأدوية، مما يساعد على جذب المزيد من الاستثمارات وإطلاق خطوط إنتاج جديدة. وأكدوا أيضًا على أهمية نقل التكنولوجيا إلى صناعات الأدوية واللقاحات البيطرية لزيادة خلق القيمة المحلية.
من جانبه، أكد رئيس هيئة الدواء المصرية، أن هناك جهوداً مكثفة تبذل لجذب الاستثمارات في هذا القطاع وتوطين الصناعة وزيادة الصادرات، بما يعزز دور مصر كمركز إقليمي لصناعة الدواء في أفريقيا والشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بالقطاع الزراعي، أكدت اللجنة الاستشارية لتنمية الصادرات أن هذا القطاع يعد ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد المصري، مشيرة إلى الإنجازات الكبيرة التي تحققت خلال السنوات الأخيرة بفضل المشروعات الزراعية القومية.
وأشارت اللجنة إلى أن التحديات التي تواجه القطاع أقل حدة من تلك التي تواجه القطاعات الصناعية. ولكن معالجة هذه التحديات قد تؤدي إلى زيادة الصادرات سنويا بنسبة تتراوح بين 10 و15%، وخاصة من خلال توفير الأراضي للمستثمرين بأسعار معقولة وتبسيط إجراءات التصدير.
واقترحت اللجنة تخصيص ما بين 300 ألف و500 ألف فدان من الأراضي للقطاع الخاص، بشرط الانتهاء من استصلاحها خلال مدة أقصاها ثلاث سنوات. واقترحت اللجنة أيضًا دعم أسطول الشحن الجوي التابع لشركة مصر للطيران وتبسيط إجراءات إنشاء محطات التعبئة والتبريد.
من جانبه أكد وزير الزراعة أن الدولة تقدم دعما كبيرا للمزارعين والمصدرين وأن القطاع الزراعي لديه القدرة على مضاعفة صادراته خلال الفترة المقبلة. وأشار إلى وجود لقاءات مستمرة مع المستثمرين الزراعيين لتحقيق هذا الهدف.
وفي ختام اللقاء أكد رئيس الوزراء دعم الدولة الكامل لجهود تنمية الصادرات، وأكد أن الحكومة ستعمل على إزالة كافة العوائق أمام المستثمرين مع مواصلة التنسيق معهم لضمان تحقيق الأهداف المشتركة.
وأضاف أن العديد من المقترحات التي طرحت خلال الاجتماع تم قبولها ويجري تنفيذها، فيما يجري دراسة باقي التوصيات من قبل الجهات المعنية لتحقيق طفرة حقيقية في الصادرات المصرية.