مصرع قائد مروحية أثناء محاولة إخماد حرائق غابات كوريا الجنوبية

لقي طيار مروحية حتفه، الأربعاء، أثناء محاولته مكافحة حرائق الغابات الهائلة في جنوب شرق كوريا الجنوبية.
وسرعان ما تحولت مهمة الإنقاذ الروتينية إلى مأساة عندما تحطمت المروحية التي كان يقودها الضابط أثناء محاولته السيطرة على الحريق. تستمر الحرائق منذ خمسة أيام وأودت بحياة 18 شخصًا على الأقل، فيما لا يزال شخص آخر في عداد المفقودين. وبالإضافة إلى ذلك، أصيب عشرة أشخاص، اثنان منهم في حالة حرجة، بحسب آخر إحصاء رسمي.
ولم تتسبب الحرائق في تدمير أكثر من 17 ألف هكتار من الغابات فحسب، بل دمرت أيضًا 209 منازل ومنشأة صناعية، بالإضافة إلى معبد جيونسا القديم في أويسونغ، والذي يعود تاريخه إلى عام 681 بعد الميلاد، في عهد مملكة سيلا القديمة.
وتم الحفاظ على بعض الكنوز الوطنية المخزنة في المعبد بفضل إجراءات الإخلاء السريعة، لكن المبنى التاريخي نفسه عانى من أضرار كبيرة، حسبما ذكرت روسيا اليوم.
ويرجع الخبراء الانتشار الكارثي للحرائق إلى عاملين رئيسيين: الرياح القوية التي تجاوزت سرعتها 70 كيلومترا في الساعة، والطقس الجاف مع نسبة رطوبة منخفضة للغاية.
بدأ تفشي المرض لأول مرة يوم الجمعة الماضي في مدينة سانشونج، بمقاطعة شمال جيونج سانج، ثم انتشر إلى المدن المجاورة بمعدل ينذر بالخطر، بسبب الظروف الجوية القاسية.
استجابت كوريا الجنوبية للكارثة بتعبئة ضخمة، فأرسلت، من بين أمور أخرى، 5000 جندي و146 طائرة هليكوبتر لدعم رجال الإطفاء المنهكين.
وخشية انتشار الحريق، تم إجلاء نحو 500 سجين من أحد سجون المنطقة. ورغم هذه الجهود، حذرت السلطات من أن عمليات مكافحة الحرائق قد تستغرق عدة أيام أخرى قبل السيطرة الكاملة على الوضع، خاصة في ظل الظروف الجوية السيئة المستمرة.
في هذه الأثناء، وصف الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية هان دوك سو الكارثة بأنها “الاختبار الأصعب الذي تواجهه البلاد هذا العام”، وأكد أن الحكومة ستدفع تعويضات للمتضررين وستعيد بناء المباني التي دمرها الحريق.
وفي الوقت نفسه، بدأت الدول المجاورة مثل اليابان والصين في إرسال إمدادات الإغاثة العاجلة، بما في ذلك معدات مكافحة الحرائق الحديثة، لمساعدة سيول في التغلب على هذه الأزمة البيئية والإنسانية.