القطاعات الدفاعية في بورصة مصر.. أين يضع المستثمرون أموالهم في أوقات الأزمات؟

في ظل التقلبات المتزايدة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة في الأسواق المالية لحماية استثماراتهم من الانخفاضات الحادة. وهنا يأتي مفهوم “القطاعات الدفاعية” كواحدة من الاستراتيجيات التي يعتمد عليها المستثمرون لتقليل المخاطر في أوقات الأزمات.
ويرى المحللون الذين تحدثوا إلى ايجي برس أن أهم القطاعات الدفاعية هي الأدوية والتعدين والأغذية والمشروبات.
تتزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي وسط مخاوف من احتمال دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود. والسبب في ذلك هو قرارات الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من الصين وكندا ودول أخرى، وكذلك على واردات الخشب والسيارات والألمنيوم والصلب.
وبما أن أمريكا هي أكبر اقتصاد في العالم، فإن أي تقلبات اقتصادية تؤثر على اقتصادات بقية العالم.
يعد قطاع الأدوية القطاع الأكثر استقرارا.
أوضحت رشا محسن، مدير عام شركة سفير لتداول الأوراق المالية، أن هناك قطاعات في البورصة المصرية تشهد استقراراً نسبياً في مواجهة الأزمات الاقتصادية، وخاصة قطاع الأدوية الذي يعتبر من أكثر القطاعات استقراراً. بسبب الطلب المستمر على الأدوية والمستلزمات الطبية بغض النظر عن الوضع الاقتصادي.
وأشارت إلى أن قطاع الأدوية يتميز بقلة عدد الأسهم المطروحة مقارنة بالقطاعات الأخرى. ويرجع ذلك إلى أن الشركات تضع نسبة صغيرة من أسهمها في التداول الحر، وبالتالي تتأثر بدرجة أقل بالتقلبات القوية.
ويضم قطاع الرعاية الصحية والأدوية 18 شركة، أبرزها شركة الإسكندرية للأدوية والصناعات الكيماوية (النيل)، وشركة العربية للأدوية والصناعات الكيماوية، وشركة ممفيس للأدوية والصناعات الكيماوية، وشركة جلاكسو سميث كلاين. بحسب موقع البورصة المصرية.
يعد قطاع التعدين أحد القطاعات الأكثر مرونة.
وأضاف محساب أن الشركات في قطاع التعدين (النفط والغاز الطبيعي) من القطاعات التي يمكنها الصمود في وجه الأزمات. ويرجع ذلك إلى أهميته المتزايدة في مواجهة التحديات والأزمات الاقتصادية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار عند زيادة الطلب، حيث يعتبر هذا القطاع استثماراً مستقراً على الرغم من تضخم الأسعار عالمياً.
ويضم قطاع الطاقة والخدمات المساندة شركتين: شركة خدمات البترول الملاحية وشركة الإسكندرية للزيوت المعدنية. بحسب موقع البورصة المصرية.
ويعد قطاع الأغذية والمشروبات قطاعًا دفاعيًا مدعومًا بالطلب المستمر.
وأضافت رشا محسوب أنه على الرغم من أن قطاع الأغذية والمشروبات لا يعتبر قطاعاً دفاعياً بالمعنى التقليدي، إلا أن الطلب على الغذاء يبقى ثابتاً رغم التقلبات الاقتصادية، ما يمنح الشركات العاملة في هذا القطاع فرصة تحقيق الأرباح حتى خلال فترات الركود الاقتصادي.
وأشارت إلى أن بعض شركات الأغذية تواجه تحديات تتعلق بتكاليف الإنتاج (بسبب ارتفاع نسبة المكونات الأجنبية في الإنتاج)، إلا أنها تظل من بين القطاعات الأقل تضرراً مقارنة بالقطاعات الأخرى.
ويضم قطاع الأغذية والمشروبات والتبغ 30 شركة أبرزها: الدلتا للسكر، وإيديتا للصناعات الغذائية، والشركة الشرقية للدخان، ومصر للزيوت والصابون، وعبور لاند للصناعات الغذائية، والصناعات الغذائية العربية، ودومتي. بحسب موقع البورصة المصرية.
وأكد حسام الغايش، العضو المنتدب لشركة إدارة محافظ وصناديق استثمارية، أنه يجب الاعتماد على هذه القطاعات خلال التقلبات الاقتصادية.
وأضاف أن القطاع المصرفي يعد أيضا من القطاعات التي تتمتع باستقرار نسبي في أوقات الأزمات. بفضل السيولة العالية ومعدلات الاستثمار القوية للمؤسسات المالية؛ وهذا ما يجعله قادرًا على الصمود في أوقات الأزمات.
وأضاف أن هناك شركات في قطاعي البتروكيماويات والأسمدة تحقق أرباحاً مستدامة وتدفع توزيعات أرباح سخية لمساهميها بفضل الطلب المستمر على منتجاتها.
ويضم القطاع المصرفي 12 بنكاً، أبرزها البنك التجاري الدولي، وبنك قناة السويس، وبنك قطر الوطني.
معايير اختيار الأسهم الدفاعية في مصر
وأوضح الغييش أن المؤشر المكون من 30 عضواً يضم أقوى 30 شركة في البورصة المصرية، والتي تتمتع بسيولة عالية ومعدلات استثمار مرتفعة من صناديق الاستثمار المحلية والأجنبية. ولذلك فإن أسهم هذه الشركات هي الأفضل في أوقات الأزمات.
ونصح باختيار أسهم الشركات التي تتمتع بميزانيات قوية وأرباح منتظمة حتى تتمكن من الصمود بشكل أفضل في وجه التقلبات الاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأسهم التي تقدم أرباحًا نقدية منتظمة أو أسهمًا إضافية تكون أكثر جاذبية للمستثمرين لأنها تقدم عائدًا مستقرًا حتى أثناء تقلبات السوق.