شيخ الأزهر من ماليزيا: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر

منذ 5 شهور
شيخ الأزهر من ماليزيا: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر

الطيب: نسأل الله الفرج والنصر المبين لهذا الشعب المرابط في القريب العاجل

شيخ الأزهر: فصل القرآن عن السنة يفتح باب التلاعب بآيات القرآن وضوابطه وشرائعه

 

الامام الاكبر د. وقال أحمد الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين، إنه لا يمكن لأي متحدث أن يغادر هذا الاجتماع القرآني المهيب دون أن يتوقف عند مأساة الشعب الفلسطيني، بل عند مأساة الشعبين: العربي والإسلامي، وحتى مأساة العالم الحر في كل قارة من قارات العالم، شرقاً وغرباً، ممثلة بجريمة الإبادة الجماعية، التي تجاوزت بشاعة كل الحدود، ولا يسعنا في هذه الحالة إلا أن نسأل الله -سبحانه- ونتضرع إليه، من خلال وقدسية كتابه الكريم، ليمنح هذا الشعب المقيد فرجًا عاجلًا ونصرًا مبينًا، لتستوي موازين العدل بزوال الظلم والعدوان، ليس فقط في أراضيهم المحتلة؛ ولكن دع هذه المعجزة تحدث في جميع أنحاء العالم.

وقال الطيب خلال كلمته في مؤسسة دار القرآن الكريم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور إن القرآن نزل احتراما للإنسان وشرفه وأولويته على سائر المخلوقات يؤكد ذلك. ويفتح له آفاق العلم وأبواب المعرفة اللامحدودة، ويحفزه على التفكير والتأمل والبحث والتأمل، ويحرر عقله فيها من أغلال الجهل والجمود والتقليد والتقليد الأعمى بلا دليل ولا دليل، مضيفة أن القرآن أعلن حرية المرأة وأعاد لها كرامتها وإنسانيتها وحقوقها التي صادرتها الأنظمة الاجتماعية في ذلك الوقت وما زالت تصادر منها حتى اليوم.

وذكر شيخ الأزهر في كلمته أن القرآن يحمل معه فلسفة جديدة للحكم تقوم على العدل والمساواة والشورى والديمقراطية الرشيدة ومنع الاستبداد وتحريم الظلم على الناس شؤون المجتمعات والعلاقات الدولية، والعقوبات، في الأسرة، وفي الشأن العام، وغير ذلك من الأمور، بالإضافة إلى ما يقوله من الإيمان والعبادات والمعاملات بمختلف صورها، والباطنة، والآخرة.

وأضاف شيخ الأزهر أن هذا الكتاب “التمييز بين الحق والباطل” في عصرنا هذا لا يزال يتعرض لحملات تضليل من قبل بعض المؤلفين الذين ينتمي مؤلفوهم إلى الإسلام والذين يؤمنون بالمذاهب الأدبية النقدية في الغرب خاصة. ما يسمى التأويل ويشير إلى أن هذه التعاليم مبنية على قواعد أنشأوها بأنفسهم. وتشمل هذه إلغاء أي حقيقة دينية متعالية، والالتزام بالذاتية البشرية باعتبارها المصدر الوحيد للمعرفة، وأن البشر وحدهم هم القادرون على امتلاك الحقيقة. وهو وحده معيار الصواب والخطأ ومقياس كل حق، ولا سلطة أعلى منه أو من العالم، وربما تتساءل عن مصير نص إلهي مثل نص القرآن الكريم. وبأبديته وثوابته وغيبياته، لو اقتربت منه القراءة الحداثية بهذا المشرط الذي لا يفرق بين الله والإنسان، ولا بين الخفي والمشهود… لا تفعل: في هذه المرحلة، هل يُطلب منك التخلي عن هذا الكتاب، الذي لم يعد موجودًا في هذا المنظور؟ القراءة وحي إلهي صالح لكل زمان ومكان؟!

وأكد أن طبيعة الارتباط بين القرآن والسنة واعتبارهما أساس شرعيتهما وسلطتهما وسلطتهما في حياة المسلمين وتشريعهم، يقتضي الرجوع إلى شكل قديم متجدد من المادة، وهي هذه الاتجاهات التي استمرت في التشكيك في قيمة السنة النبوية وإنكار صحتها وصلاحيتها وإهدار قيمتها التشريعية في الإسلام، حتى أن القرآن وحده هو مصدر التشريع، ولا يوجد غيره. مصدر مثل هذا. ويتجاهل إجماع المسلمين على ضرورة بقاء السنة إلى جانب القرآن وإلا ضاع ثلاثة أرباع الدين، وفصل القرآن عن السنة يفتح باب التلاعب بالآيات والأحكام. لذلك القرآن وتشريعاته.


شارك