مفتي الجمهورية: لا يوجد في القرآن أو السنة ما يمنح الرجل سلطة التحكم في مال المرأة

منذ 29 أيام
مفتي الجمهورية: لا يوجد في القرآن أو السنة ما يمنح الرجل سلطة التحكم في مال المرأة

أكد فضيلة الدكتور نذير عياد، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لهيئات ومؤسسات الإفتاء في العالم، أن الإسلام أعطى المرأة ذمة مالية مستقلة، وهو حق يمنحها حق التملك والتصرف في أموالها دون تبعية للرجل سواء كان أباً أو زوجاً أو أخاً.

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني على فضائيتي دي إم سي والناس، حيث أكد أن هذا الحق خلق منذ أكثر من 1400 عام، وهو متوافق مع حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية الحديثة.

واستشهد المفتي بقول الله تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن) (النساء: 32). وأكد أن هذه الآية الكريمة تدل بوضوح على الاستقلال المالي للمرأة، وأنها تتمتع بالحرية المطلقة في إدارة أموالها، وإبرام العقود، والتجارة، والاستثمار دون حاجة إلى إذن وليها أو زوجها. وأشار أيضاً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام). وأكد أن الإسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة في هذا الشأن، كما لا يعطي الرجل حق التصرف في أموال المرأة أو السيطرة عليها بالقوة أو الإكراه.

أكد مفتي الجمهورية أن الإسلام لم يفرض على المرأة النفقة حتى لو كانت ثرية. بل إنه يطالب الرجال أن يفعلوا هذا. وأصل ذلك قوله تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله عليهم وبما أنفقوا من أموالهم) [النساء: 34]. وأكد أن الولاية في الإسلام ليست مسألة ولاية، بل هي مسؤولية مالية على الرجل تجاه المرأة.

وأضاف أن الإسلام أعطى المرأة حق العمل والحصول على دخل مشروع، ولم يفرض عليها عزلة اقتصادية. بل إنها فتحت لهم فرصًا للتجارة والاستثمار بطريقة تتناسب مع مكانتهم وقدراتهم. وفي هذا السياق ذكر قول القاضي المالكي ابن العربي: «إذا كان للمرأة مال، فلها التصرف فيه بما تراه مناسباً، ما لم تضر بنفسها أو بغيرها».

وفيما يتعلق بالزعم بأن الإسلام يجعل المرأة تابعة مالياً للرجل من خلال الميراث، أكد المفتي أن هذا مفهوم خاطئ، وأن توزيع الميراث في الإسلام يقوم على معايير عادلة، مما قد يؤدي أحياناً إلى أن تكون نسبة النساء أكبر من نسبة الرجال.

وأشار إلى أن بعض المحامين الذين يشترطون إذن الزوج في بعض المعاملات المالية يفعلون ذلك من باب النصيحة والمودة وليس كشرط قانوني ملزم، مشيرا إلى أن الشريكات يتصرفن بحرية في أموالهن.

وأضاف المفتي أن الإسلام أعطى للمرأة مكانة مالية مستقلة حتى قبل القوانين الحديثة. وأشار إلى أنه في بعض الحضارات الغربية لم تحصل المرأة على هذا الحق إلا في القرن التاسع عشر لأن ثروتها كانت تعتبر ملكاً لزوجها. لقد منحها الإسلام هذا الحق منذ أكثر من 1400 عام، مؤكداً أن راتبها ومالها ملك لها وحدها، ولا يجوز لزوجها أن يأخذ منها شيئاً إلا برضاها. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس).

واختتم كلمته بالتأكيد على أن الاستقلال المالي للمرأة لا يعني الخلاف بين الزوجين أو التخلي عن مبادئ المودة والرحمة. بل يجب أن يتم ذلك في إطار علاقة تكاملية قائمة على التعاون والتفاهم بين الطرفين ووفقاً لمقتضيات الشريعة الإسلامية لضمان الاستقرار الأسري والاجتماعي.


شارك