تحقيق.. نقاد يرصدون أهم ظواهر دراما 2025

طارق الشناوي: الشغب في مناطق غير معلنة.. و«لم شمسية» الأكثر جرأة فنياً عصام زكريا: المخرجون الجيدون هم الذين يخرجون عن حدود التصوير في الميدان.
والاستوديوهات للشارع المصري.. وعامل الوقت لا يزال ظاهرة سلبية صفاء الليثي: تأثير المخرجين واضح في كثير من نجوم الأعمال.. وأداء الطفل الممثل علي البيلي رائع.
أشرف غريب: لا يوجد مسلسل كبير يتفق عليه الجمهور. يجب إعادة النظر في المحتوى الدرامي المقدم. ماجدة خيرالله: أشهرها “80 باكو” و”لام شمسية”، والأسوأ “شباب امرأة”. رامي عبد الرازق: كم من المسلسلات التلفزيونية أصبحت ظاهرة سلبية؟ تألق أحمد السعدني في “لم شمسية”، ودياب في “قلبي ومفتاحه”، وطه الدسوقي هو الفائز بالموسم الحالي.
بعد سباق متنوع، أسدل الستار على ماراثون الدراما الرمضانية لهذا العام. تم عرض ما يقرب من 35 عملاً، بعضها بلغ 15 حلقة، والبعض الآخر 30 حلقة، من أنواع الكوميديا والدراما الاجتماعية والرومانسية والغموض والخيال التاريخي. سألت الشروق النقاد عن أبرز الظواهر التي شهدتها دراما رمضان هذا العام، سواء الإيجابية أو السلبية، ورأيهم في الأعمال والنجوم، وكذلك الوجوه الجديدة التي تألقت ونالت الإعجاب. قال الناقد طارق الشناوي: “الملفت للنظر هذا العام كثرة الأعمال الجيدة، وتشويهها لمجالات مسكوت عنها، مثل “أولاد الشمس”، و”لم شمسية”، و”إخوتي”، و”80 باكو”، و”قلبي ومفتاحه”، و”منتهى الصلاحية”، و”قهوة المحطة”. هناك العديد من الأعمال المهمة التي قد تُسبب فوضى فنية، وأتصور أنها ناقشت مواضيع عديدة. أستغرب الهجوم الشرس على الأعمال هذا العام، وأرى أن دراما عام 2025 هي أكثر دراما في العشرين عامًا الماضية، لكن لا شك أن هناك أعمالًا سيئة أيضًا، وهذا هو الوضع الفني العام”. وتابع: هناك وجوه جديدة ونجوم شباب أثبتوا أنفسهم، منهم أحمد غازي، وأحمد مالك، وطه دسوقي، وفاتن سعيد، وعلي قاسم، والطفل علي البيلي. رغم وجود أعمال جيدة كثيرة، إلا أنني أرى أن فيلم «لم شمسية» هو الأفضل، والذي يتميز بالجرأة الفنية لكريم الشناوي كمخرج.
ويرى الناقد عصام زكريا أن من أبرز الظواهر الإيجابية التي تميز هذا الموسم هو تنوع الأعمال المعروضة. وبالإضافة إلى ذلك فإن صناع بعض الأعمال المتميزة يكسرون قيد التصوير في المجمعات والاستوديوهات، حيث نجد أكثر من عمل يتم تصويره في وسط القاهرة، وفي الريف، وفي صعيد مصر. وتعتبر فكرة الذهاب إلى الأماكن من العناصر المهمة في الدراما، إذ تعطي إحساساً بالواقعية والمصداقية وتجعل الممثلين يظهرون بشكل طبيعي أكثر، بالإضافة إلى كونها جريئة في تقديم مواضيع جديدة في الدراما مثل “لم شمسية” و”أولاد الشمس”. هناك العديد من الأعمال الجيدة التي نالت استحسان الجمهور هذا الموسم، مثل “قلبي ومفتاحه” و”أولاد الشمس” و”إخوان” و”80 باكو” في النصف الأول، وإلى حد ما “النص” و”ظلم المصطبة” و”لم شمسية” في النصف الثاني.فيما يتعلق بالظواهر السلبية، قال عصام زكريا: “عامل الوقت وعرض المسلسلات، حتى مع عدم اكتمال التصوير، وأحيانًا لم ينتهِ السيناريو. يجب إعداد الأعمال الدرامية التلفزيونية وكتابة السيناريو، فهي ليست مسلسلات كوميدية. في مثل هذه الأعمال، تعيش الشخصيات حياةً بلا نهاية، بينما للمسلسل بداية ونهاية وحبكة درامية. لا تُكتب بداية المسلسل إلا بعد تحديد نهايته، ولا يُصوَّر أي مشهد إلا بعد تحديد نهايته. علاوةً على ذلك، تُعد مرحلة ما بعد الإنتاج من أهم خطوات إنتاج الأفلام والمسلسلات، حيث يتم تصحيح 80% من أخطاء التصوير من خلال المونتاج والمؤثرات الخاصة والموسيقى وغيرها. إلا أن عامل الوقت يؤدي إلى أخطاء في المونتاج والكتابة”.وأضاف زكريا: “الممثلون هذا الموسم جيدون، منهم محمود حميدة، طه دسوقي، أحمد مالك، ريهام عبد الغفور، إياد نصار، وفتحي عبد الوهاب الذي أعتقد أنه يحافظ دائمًا على مكانته المتميزة، بالإضافة إلى محمد شاهين الذي تألق في “لم شمسية”. الدور يتطلب أداءً قويًا ويتطلب ممثلًا موهوبًا يجسد المعنى ونقيضه في آنٍ واحد، وقد نجح في ذلك بامتياز. دور الطفل علي البيلي مميز، وهناك العديد من الوجوه الجديدة الجيدة، وخاصة دنيا سامي، المتميزة التي فاجأتني ببراعة أدائها. تُجسد ثلاث شخصيات مختلفة تمامًا: زوجة “نصف”، والفتاة المتحررة في “نصف الشعب اسمه محمد”، ومصففة شعر ريفية في “80 باكو”.
قالت الناقدة صفاء الليثي: “كان موسمًا ناجحًا جدًا لدراما رمضان. كان قرار توزيع معظم الحلقات على 15 حلقة قرارًا صائبًا، إذ وفر تنوعًا في المواضيع والإيقاع دون إطالة أو تطوّر في الأحداث يوميًا. شهدنا تنافسًا بين العديد من الأبطال، سواءً في الأدوار الرئيسية أو الثانوية. حرصنا على أدق التفاصيل، بدءًا من شارة البداية التي قُدّمت بطريقة جديدة، بعضها يعتمد على الرسومات والغرافيكس. الأغاني، سواءً أكانت قديمة أم جديدة، تُعيد إلى الأذهان زمنًا كنا ننتظر فيه بفارغ الصبر شارة البداية. كما أن وجود مخرجين يقدمون صورة جيدة، يصوّرون في شوارع حقيقية، ويُظهرون لنا مصر في أماكن مثل قلب المدينة، وفي أحياء ومناطق حقيقية في القاهرة والبحري والصعيد، وفي مواقع تصوير مميزة، أتاح لنا فرصة معايشة الواقع المصري الأصيل الذي نعشقه.” يتم تقديم المواضيع في أشكال درامية وليس بطريقة مباشرة. “المنهج عميق، والمواضيع والأشكال الفنية متنوعة ومتعددة، والمواضيع مقدمة بعمق وجمال فني كبير.”وتابع الليثي: “أهم ظاهرة إيجابية لهذا العام هي التأثير الواضح للمخرجين على هذا الموسم. إنهم نجومه. كل مخرج يقدم لنا الفكرة بكل عناصرها الفنية: الموقع، الشخصية، الصورة، وأداء الممثلين. بدأنا الحديث عن التأثيرات الواضحة للمخرجين، ومنهم شادي عبد السلام في “أولاد الشمس”، وتامر محسن في “قلبي ومفتاحها”، ومحمد علي وهاني خليفة في “ظلم المصطبة”، وكريم الشناوي في “لم شمسية”، ومي ممدوح في “حسبة عمري”، وكوثر يونس في “80 باكو”. نقول دائمًا إن المخرج في السينما هو من يجذب الانتباه أكثر، وفي الدراما التلفزيونية عادةً ما يكون المؤلف هو من يلعب الدور الرئيسي. في دراما رمضان هذا العام، المخرج هو رأس العمل، وهذا يضمن تكامل العمل في جميع عناصره”.وعن أبرز أعمال هذا الموسم قالت: «في النصف الأول هناك «قلبي ومفتاحه»، و«أطفال الشمس»، و«النصف»، وأنا أنتظر الجزء الثاني بفارغ الصبر». أما النصف الثاني من الفيلم فيتضمن فيلم “لام شمسية”، وفي رأيي أن العمل الأبرز لهذا العام هو فيلم “ظلم المقعد”.
وترى صفاء الليثي أن من الظواهر السلبية هذا العام وجود بعض الأعمال التي لا يزال نجومها يعتمدون على شهرتهم، وأن المسلسل عمل جماعي، لذلك يجب أن يتخلوا عن شهرتهم وينظروا إلى العمل ككل وليس فقط أدوارهم، مثل محمد هنيدي ومصطفى شعبان. وعن أهم نجوم هذا الموسم، قالت: “بالتأكيد الشاب علي البيلي في “لم شمسية” وإبراهيم سعيد، وكذلك مينا أبو الدهب في “أولاد الشمس”. كما أكد نجوم مثل أمينة خليل، ريهام عبد الغفور، انتصار، فتحي عبد الوهاب، إياد نصار، آسر ياسين، أحمد مالك، طه دسوقي، ومحمود حميدة الذي كان رائعًا، شهرتهم. حمزة العيلي في “الناس” كان أيضًا أكثر من رائع”. وتابعت: “العمل الذي صدمني وأحزنني لعدم نجاحه هذا العام هو مسلسل «الغوي»، وأعتقد أنه أحد إخفاقات دراما رمضان هذا العام”. قالت الناقدة ماجدة خيرالله: “أعتقد أن موسم دراما رمضان 2025 لم يحدث في السنوات العشر الماضية. لدينا أعمال في غاية الأهمية والجرأة وفي نفس الوقت جميلة، مثل “لم شمسية” و”قهوة المحطة” و”ظلم المصطبة”، سواء في فكرتها أو تنفيذها أو في تمثيلها وإخراجها. هذه الأعمال تكاد تكون مثالية، وهو أمر نادر في الفن. كما يقدم مسلسل “حسبة عمري” فكرة غير مسبوقة، وكذلك “ولد الشمس” و”قلبي ومفتاحه” و”إخوتي” و”الناس” و”80 باكو”. مستوى التمثيل جيد جدًا، وهناك عقول مبدعة ازدادت جمالًا هذا الموسم، منهم محمد شاهين وأمينة خليل ويسرا اللوزي وريهام عبد الغفور وإياد نصار وفتحي عبد الوهاب وبيومي فؤاد وأحمد غازي، الذين أعتبرهم اختراعًا، و “الممثل الطفل علي البيلي أكثر من رائع.”
وتابع خيرالله: «الظاهرة الإيجابية الرئيسية لهذا الموسم هي الجرأة الشديدة في تقديم «لم شمسية»، بينما يمكن تلخيص الظواهر السلبية في الأداء الضعيف في العديد من الحلقات، وتصوير الشر بطريقة كاريكاتورية، والصوت المرتفع بشكل مبالغ فيه». إن النماذج المقدمة في أربع سلاسل لها ما يمكن أن نسميه طابعًا عامًا، ولكن ما تم تقديمه هو بالتأكيد بعيد كل البعد عن هذا. وترى ماجدة خيرالله أن المسلسلات الأكثر شعبية هذا العام هي “80 باكو” و”لم شمسية”، كما قدم أحمد مكي “الغاوي” بأسلوب مختلف عن “الكبير قوي”. قدم دراما شعبية ومسلسل أكشن بمنطق مختلف تماما، وأسوأ المسلسلات هو “شباب امرأة” من حيث الصياغة والسيناريو والتمثيل وحتى الديكورات والأزياء، وكأنهم مصممون على تقديم شيء رديء في كل عناصره. قال الناقد أشرف غريب: “هذا الموسم، لا يوجد مسلسل كبير يأسر الجمهور، ولا مسلسل مثير يُثير جدلاً في المجتمع. ولعل أقرب ما يكون إلى ذلك هو مسلسل “لم شمسية”. ورغم غياب الفنان محمد رمضان عن دراما رمضان لعامين متتاليين، واتهامه الدائم بنقل العنف إلى الشاشة الصغيرة بعد أن كان من أكبر المحرمات، إلا أن الشاشة الكبيرة كانت دائمًا مسرحًا للعنف والحركة. كان للتلفزيون بعض المخاوف الأخلاقية والاجتماعية، إذ دخل كل بيت دون استئذان. ورغم غيابه، لم تختفِ هذه الظاهرة، بل حاضرة في مسلسلات عديدة، منها “فهد البطل” و”سيد الناس” و”الأطاولة”. يحتاج المحتوى الدرامي المُقدم إلى إعادة نظر، وهذا تحديدًا ما تطالب به الدولة مؤخرًا.
وعن أبرز مسلسلات هذا الموسم، قال غريب: «لم شمسية» تجربة جريئة وموضوع دراما تلفزيونية، وأسوأ المسلسلات بلا شك «فهد الباطل» و«شباب امرأة» لأن الممثلين في أسوأ حالاتهم. ويرى الناقد رامي عبد الرازق أن من الظواهر الإيجابية لهذا العام تنوع الأعمال والموضوعات، وكذلك اختلاف مقارباتها، وهو ما يعتبر عنصرا إيجابيا للموسم. ومن الأمثلة على ذلك مسلسل “أولاد الشمس” الذي يتناول دور الأيتام، و”لم شمسية” والتحرش، و”ظلم المصطبة” والمشاكل الاجتماعية التي تؤدي إلى خلل في النظام الإنساني والعاطفي، و”منتهى” الذي يتناول المراهنات الإلكترونية. ومن اللافت للنظر أيضًا عودة التصوير في شوارع وسط القاهرة وأماكن أخرى خارج المجمعات السكنية والاستوديوهات. في السابق، ورغم وجود الاستوديوهات الكبرى ومدينة الإنتاج، كانت الكاميرا حاضرة في الشارع المصري، وتم تقديم مجموعة متنوعة من الأنواع الدرامية، مثل الدراما الاجتماعية والرومانسية والكوميدية والفانتازيا التاريخية في “الناس”، والأكشن والغموض في “الشرناقة”.
وأضاف: “أعتقد أن مسلسل “جودر… ألف ليلة وليلة” عومل بشكل غير عادل عندما قرر صناعه عرضه على جزأين. وكما هو الحال مع جميع تجارب ألف ليلة وليلة التي يتشبث بها الجمهور، تُعرض القصة في موسم واحد، لكن فكرة تقسيم العمل إلى موسمين أضرت بالعمل. في العام الماضي، كان الجمهور متعلقًا جدًا بـ”جودر”. أما هذا الموسم، فلم يُتابع بنفس الطريقة. لا يزال العدد الكبير من المسلسلات ظاهرة سلبية. لا أفهم لماذا يعتبر صناع المسلسل عرض 30 أو 40 مسلسلًا خلال موسم رمضان مصدر إيرادات للموسم. يجب على الصناعة تغيير ذلك. فكرة تجميع الأعمال في شهر واحد غير مجدية وغير مفيدة. هناك أعمال تُعامل بشكل غير عادل وأعمال غير مناسبة للعرض في رمضان. هذا ليس بسبب اعتبارات أخلاقية أو دينية، بل لأن طبيعة المواضيع وشكلها لا يتناسبان مع حالة الإرهاق التي تفرضها الصناعة على المشاهد الذي يحاول مشاهدة أكبر عدد ممكن من المسلسلات. وفي نظري، كانت هذه ولا تزال الظاهرة السلبية الأكثر إثارة للدهشة. إيقاع المسلسل، حتى مع تقليص عدد حلقاته من 30 إلى 15، لا تزال مواضيعه… لا تتناسب حتى مع إيقاع الـ 15 حلقة، نفس الإهمال، والثرثرة، والحلقات الكاملة دون أحداث جديدة. هذا يُظهر أن صناع المسلسل لم يتجاوزوا فكرة الشكل الثابت وعدد الحلقات. تنص القاعدة في الدراما على أن الموضوع يجب أن يتناسب مع عدد الحلقات. ونجد أيضاً مشكلة حقيقية في الكتابة، فرغم وجود مواضيع جيدة وجذابة، إلا أن الكتابة تتسم بالكثير من البدائية والسطحية والسذاجة والمصادفات. برأيي انتهى مسلسل “أبناء الشمس” بالحلقة السابعة، ثم تم تمديده من دون سبب. معظم الأحداث مبنية على الصدفة، كما هو الحال في “أخواتي”.
وعن أبرز أعمال هذا الموسم قال عبد الرازق: «قلبي ومفتاحه» عمل جيد، وكذلك «ظلم المصطبة». أعتقد أن مسلسل هشام ماجد لا يزال يحتل مكانة عالية بين مسلسلات الكوميديا، على الرغم من أن سيناريو مسلسل أشغال يدوية شقة جداً كان ضعيفاً وضعيفاً في بعض الحلقات. ولكنه استطاع أن يحافظ على جاذبيته وتفاعله مع باقي فريق العمل، بالإضافة إلى العمل الجاد لأحمد داوود في “الشرنقة”، وتميز أحمد السعدني في “لم شمسية”، ودياب في “قلبي ومفتاحه”. ولا بد أن أشيد أيضاً بتميز طه الدسوقي، بدءاً من «الصفارة» و«حالة خاصة» ثم «أولاد الشمس». ويعد طه الدسوقي أحد الصفقات الجديدة للموسم الحالي.