جوع وعطش في غزة.. الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي يتحدثان عن مجاعة وكارثة إنسانية غير مسبوقة

منذ 29 أيام
جوع وعطش في غزة.. الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي يتحدثان عن مجاعة وكارثة إنسانية غير مسبوقة

وأكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، عدم وصول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. وهذه أطول فترة بدون إمدادات للسكان منذ بداية العدوان الإسرائيلي. وأشار لازاريني في بيان صدر مساء الخميس إلى أن ثمانية من موظفي الأونروا قتلوا بنيران المدفعية الإسرائيلية في قطاع غزة الأسبوع الماضي. وأكد أيضاً أن قطاع غزة شهد أيامه الأكثر دموية خلال العام والنصف الماضيين. وفي غضون أيام قليلة، قُتل أكثر من 500 شخص، بينهم نساء وأطفال.

وحذر ممثل الأمم المتحدة من أن الجوع في غزة يتزايد وأن هناك خطر انتشار الأوبئة في ظل القصف الإسرائيلي المستمر وإغلاق المعابر الحدودية. وأضاف أن “الآباء لا يستطيعون إطعام أطفالهم، والمرضى يضطرون للعيش على الأدوية، والأسعار ترتفع بشكل كبير”.

وأشار لازاريني إلى أن أكثر من 140 ألف شخص نزحوا بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من ظروف معيشية كارثية.

وأكد المفوض العام للأونروا على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة وإعادة فتح المعابر الحدودية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية. أوقفوا القصف واستأنفوا وقف إطلاق النار.

من جانبه، حذر برنامج الغذاء العالمي في بيان له من أن آلاف الفلسطينيين معرضون مجددا لخطر الجوع الشديد وسوء التغذية بسبب نقص الغذاء وإغلاق المعابر الحدودية. وقال البيان إن توسع العمليات العسكرية يعوق جهود الإغاثة بشكل خطير ويعرض حياة العاملين في المجال الإنساني للخطر.

وأكد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه لم تصل أي شحنات غذائية جديدة إلى غزة منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر الحدودية في الثاني من مارس/آذار، مما أدى إلى انخفاض خطير في مخزونات الغذاء.

وجاء في البيان: “المخزون المتبقي في غزة يكفي لأسبوعين فقط. 85 ألف طن من الغذاء مُخزّن خارج قطاع غزة وجاهز للاستيراد فور فتح المعابر. ويتطلب البرنامج 30 ألف طن شهريًا لتلبية احتياجات 1.1 مليون شخص في غزة”.

وشهد البرنامج أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار في قطاع غزة. وصل سعر كيس دقيق القمح (25 كيلوغراماً) إلى 50 دولاراً، بزيادة قدرها 400 بالمئة عن الأسعار قبل 18 مارس/آذار. كما ارتفعت أسعار غاز الطهي بنسبة 300 بالمئة مقارنة بشهر فبراير/شباط الماضي.

وتصاعدت الأزمة بشكل أكبر عندما رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية الالتماسات التي تطالب بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وقد أدى ذلك إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلا. ويقول المراقبون إن هذا القرار يوفر غطاء قانونيا لاستمرار سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل، والتي يصفها نشطاء حقوق الإنسان بأنها إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.

وفي ختام بيانه، دعا برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، وحماية العاملين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة، وتوفير الوصول الفوري للمساعدات المنقذة للحياة.

وأوضح البرنامج أنه يحتاج بشكل عاجل إلى 265 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لدعم جهوده الإغاثية لـ1.5 مليون شخص في قطاع غزة والضفة الغربية.


شارك