دراما رمضان.. تعدد “لجان المراجعة” والهدف واحد

منذ 29 أيام
دراما رمضان.. تعدد “لجان المراجعة” والهدف واحد

يقترب شهر رمضان الحالي من نهايته، تاركاً وراءه لجاناً من المفترض أن تقوم بـ”مراجعة وتقييم وتعديل” الدراما بشكل أو بآخر.

جاء ذلك بعدما أبدى الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا رغبته في إعادة النظر في المشهد المسرحي بأكمله وتقديم أعمال إيجابية ترتقي بالذوق العام.

ومع ذلك، فإن هذه اللجان مثيرة للجدل فيما يتعلق بدورها، وتداخل مسؤولياتها، والمخاوف من أنها قد تشكل “وصاية على الفن”.

وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي، تحدث رئيس الوزراء مصطفى مدبولي عن تشكيل لجنة جديدة عقب تصريحات الرئيس السيسي بشأن المسلسلات والدراما التليفزيونية. قال: «خلال شهر رمضان، تُعرض أعمال لا تعكس بأي حال من الأحوال حقيقة المجتمع المصري أو واقعه. لذلك، هناك توجيه رئاسي سنعمل على تنفيذه فورًا، وهو تشكيل فريق عمل متخصص لصياغة رؤية واضحة لمستقبل المسرح».

وكما ذكرنا، ستضم هذه اللجنة جميع الجهات المعنية بقطاع الإعلام والمسرح في مصر، مثل وزارة الثقافة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام، فضلاً عن الشركات المشاركة في عملية الإنتاج، بما في ذلك مجموعة يونايتد ميديا، وعدد من المتخصصين.

وأكد أن هذا “لا يقيد بأي شكل من الأشكال حرية الإبداع والفكر، بل الهدف هو إنتاج أعمال درامية تعكس الواقع، وتعالج القضايا الاجتماعية، وتعزز القيم، وتعزز الشعور بالانتماء للدولة”.

ولم تكشف أي من الجهات المذكورة أعلاه والتي شاركت في تشكيلها عن مزيد من التفاصيل حول هذه اللجنة أو عملها.

ولكن شركة يونايتد ميديا سيرفيسز، المسؤولة عن إنتاج أغلب المسرحيات المصرية، أعلنت هي الأخرى عن تشكيل لجنة. وأوضحت أنها بدأت بتشكيل لجنة متخصصة للمحتوى لوضع خطط الإنتاج المسرحي ومتابعة وتقييم إنتاجات الشركة لمعرفة نقاط القوة والضعف فيها. ومن المتوقع الإعلان عن التأسيس خلال الأيام المقبلة.

Main Photo

من حيث المبدأ، هناك لجنة للمسرح تابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. تم تشكيل هذه اللجنة في عام 2018 لمراقبة جميع الأعمال الفنية المعروضة خلال شهر رمضان ورفع تقرير للمجلس. رغم وجود هيئة الرقابة على المصنفات الفنية (وهي جهة حكومية مسؤولة عن إصدار التصاريح للمسلسلات والأفلام المعروضة).

وفقًا للإعلان، فإن مهمتهم هي “تقديم توصيات للأعمال الدرامية، وضمان احترام المؤلفين والمنتجين للذوق العام، وتجنب الفوضى في الشوارع، ومعالجة القضايا الاجتماعية التي تمس الناس. وفي هذا الصدد، ينبغي عليهم مراعاة الظروف والتحديات الاستثنائية التي تواجه البلاد، وعدم عرض الأعمال الدرامية دون موافقة هيئة الرقابة على المصنفات الفنية”. دون توضيح بعض المصطلحات مثل “الذوق العام أو فوضى الشارع”.

وبعد فترة وجيزة من تأسيسها، حدثت استقالة جماعية مفاجئة لرئيسها المخرج محمد فاضل، والناقدة خيرية البشلاوي، والمخرج عمر عبد العزيز، وآخرين. وذكر الكاتب الراحل مكرم محمد أحمد (رئيس المجلس آنذاك) أن أسبابهم تعود في الأساس إلى “ازدواجية العمل بين لجنته ولجنة مراقبة أخرى بالمجلس”، فرد مكرم بأن الأمر “ليس ازدواجية في العمل، وإنما تنوع في مصادر المعلومات التي تصل إلى المجلس”.

وتم إعادة تشكيل اللجنة بعد ذلك وضمت شخصيات مختلفة من أساتذة وخبراء وممثلين عن مؤسسات مختلفة، حتى وصلت إلى تشكيلتها النهائية بعد ثلاثة أيام فقط من خطاب الرئيس السيسي. ودعا في هذا الخطاب إلى “تقديم الأعمال الدرامية الإيجابية التي تعزز القيم وتبني الأمة، والابتعاد عن الأمور التافهة والتافهة”.

وتتولى الكاتبة والناقدة الفنية ماجدة موريس رئاسة اللجنة، بعد اعتذار الكاتبة علا الشافعي (رئيسة تحرير جريدة اليوم السابع) «لعدم وجود شبهة تضارب مصالح بين عملها في الشركة المتحدة كرئيسة لقسم المحتوى الدرامي ورئاستها لهذه اللجنة»، على حد قولها.

وبقيت مهام اللجنة دون تغيير وهي “متابعة العمل ومراقبة مدى الالتزام بالمعايير والقواعد (المدونات) المكتوبة التي اعتمدها المجلس بقرار رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام رقم 62 لسنة 2019”.

في هذه الأثناء، يواصل المجلس القومي لحقوق الإنسان، للعام الخامس عشر، رصد وتقييم الأعمال الدرامية الرمضانية و«توافقها مع معايير حقوق الإنسان»، من خلال لجنته المستقلة برئاسة الناقد طارق الشناوي. ويقول الشناوي: «شهدنا هذا العام معالجات درامية لقضايا اجتماعية حساسة، وهو ما يعكس تطوراً إيجابياً في العلاقة بين الدراما والواقع المصري».

Main Photo (1)

يختلف عمل اللجان الفردية. هكذا يرى زين العابدين خيري (عضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام) قضية تعدد اللجان. أما المجلس، فيقتصر دوره على التعليق على المسلسل، على عكس لجنة الشركة المتحدة التي تراجع النصوص والحلقات قبل بثها. ستعمل اللجنة التي يعينها رئيس الوزراء كهيئة تخطيط أوسع لتشكيل المستقبل.

ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه اللجان المختلفة قادرة على التأثير على حرية الفكر والإبداع، كما يشير الناقد أحمد سعد الدين: “لم يتم تحديد دورها بعد، وما إذا كانت هذه اللجان ستتولى وظيفة رقابية مزعجة أم ستكتفي بنشر الملاحظات”.

ولكن الناقدة ماجدة خيرالله ترى الأمر بشكل مختلف. وترى أن اللجان والتوصيات لا معنى لها، لأنها في رأيها تشكل “تهديدًا للعملية الإبداعية”. وترى أن السؤال يبقى «متروكاً للمشاهد، فهو يرفض الأعمال السيئة بنفسه ولا أحد يفرض عليه شيئاً».

وفي الوقت نفسه، يتطلع هؤلاء والعديد من صناع المسرح إلى مؤتمر “مستقبل الدراما في مصر” المقرر انعقاده الشهر المقبل. وأعلن الكاتب أحمد المسلماني (رئيس الهيئة الوطنية للإعلام) عن المؤتمر “استجابة لرؤية الرئيس السيسي”، على حد قوله.

في الموسم الرمضاني الحالي، تنافست حوالي 40 عملاً بين النصف الأول والثاني. وتعرضت بعض العروض لانتقادات بسبب “المبالغة” و”الأداء العالي” و”اللغة غير اللائقة”. وتناولت أعمال أخرى مواضيع مهمة مثل “لم شمسية” الذي تناول قضية إساءة معاملة الأطفال، و”ولد الشمس” الذي تناول حياة الأيتام، و”نهاية السلاح” الذي تناول تاريخ المراهنات عبر الإنترنت.

اقرأ أيضاً:

دراما رمضان 2025.. المسلسلات الأكثر مشاهدة تضيع بين جوجل ووسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الأخرى.


شارك