قصواء الخلالي تتضامن مع صحفيي المواقع الإلكترونية: “في الحبس مدعيين وفي النقابة منسيين”

منذ 4 أيام
قصواء الخلالي تتضامن مع صحفيي المواقع الإلكترونية: “في الحبس مدعيين وفي النقابة منسيين”

قالت: “أحترم فكرة الدفاع عن حقوق الزملاء في أي مهنة. دائمًا ما ننجو ونزدهر بفضل بعضنا البعض. تواصل معي بعض الزملاء الصحفيين، وتحدثنا عن ظلم حقيقي يواجهونه، ووجدوا أملًا جديدًا”. بعد أن اجتمعت مجموعة من الزملاء الصحفيين ورؤساء تحرير المواقع الإلكترونية الصحفية المعروفة في إطار “جمعية الصحفيين” لمناقشة مشكلة صعبة تؤرقهم وزملاءهم العاملين تحت قيادتهم، أصدروا بياناً أمس يطالبون فيه بمنح الصحفيين العاملين في المواقع الإلكترونية حق القيد في قوائم العاملين في “جمعية الصحفيين” واعتبارهم “صحفيين” رسمياً!! كما أعرب عدد من رؤساء تحرير الصحف الورقية عن تضامنهم معهم، إيماناً منهم بحق هؤلاء الزملاء في حياة مهنية آمنة وعمل عادل!!

وأضاف قصوة: “المحررون الذين يمارسون الصحافة الإلكترونية ويؤثرون على الرأي العام في جمهورية مصر العربية يمارسون مهنة الصحافة، ويخضعون لضوابطها، ويتحملون عواقب ممارستهم، التي قد تشمل انتهاك حرياتهم وتدمير مصادر رزقهم. وليس لهم الحق في التسجيل الرسمي لدى نقابة الصحفيين عبر مواقعها الإلكترونية. وبالتالي، يمكن اتهام أي شخص يدّعي أنه صحفي رسمي بالتزوير في الهوية”.

سألت نفسي: ما هو تصنيفهم؟! ما هو اتحادكم؟! ما هو وضعهم الإنساني والتأميني؟

فأجابت ساخرة: «يمكنك أن تعتبرهم مغامرين في فراغ، لأنهم لا يتمتعون بأي صفة نقابية». وقد يعملون أيضًا تحت مسميات إدارية ومهنية مختلفة عن المهنة التي يمارسونها ويتحملون مخاطرها، مما يسمح لهم بالتسجيل باستخدام وثيقة ورقية بعد محنة طويلة!

وتابعت: “هذا أبشع صور ازدواجية المعايير! الصحافة، التي تدافع عن حقوق الجميع، عاجزة أمام حقوق مواطنيها، معرضةً إياهم لشتى أنواع التمييز والتهديد الأخلاقي والمهني والمادي! لذا اعتبر الكثيرون هذه الحادثة فرصة سانحة، إذ تُجري نقابة الصحفيين انتخابات، وعليها أولاً اختيار رئيسها القادم. لذا، من حق الصحفيين المشاركة في النقابة وتجديد مطالبهم في هذا الوقت، كما هو الحال في كل فترة انتخابية. لذا، من الأولويات دراسة إمكانية تعديل القوانين واللوائح لمنحهم هذا الحق!”
وتابع قصوة: “لكن هناك تيارًا داخليًا ذا رأي مشروع يعارض انضمام صحفيي المواقع الإلكترونية إلى “جمعية الصحفيين” خوفًا من فتح الباب أمام غير المؤهلين. وهناك مخاوف أخرى من إمكانية التلاعب بـ”قانون جمعية الصحفيين”، الذي يوفر مساحة واسعة لحرية العمل الصحفي، مما قد يؤدي إلى تقييد حرية الصحافة. ولدى معارضي هذا الأمر مخاوف أكبر، خاصة خلال فترة الانتخابات! ولكن من منظور مختلف وعملي؛ فإن قانون “جمعية الصحفيين” يعاني من خلل جوهري يُفسده تمامًا، إذ يعود تاريخه إلى فترة كان العمل فيها رسميًا تحت ستار “الاشتراكية”. إنه قانون معيب، وإذا أراد حزبٌ الطعن رسميًا في العضوية أو حتى الانتخابات أو أي شيء آخر، فإن القانون وعيوبه يمنحه مساحةً واسعةً للتصرف! وهذا أمرٌ خطير! لدى الصحافة قانونٌ نقابيٌّ معيبٌ فيه انتهاكٌ جسيمٌ يسمح لها بإغراق سفينتها، وجمهورها يخشى إصلاحه، وهذا فضحٌ ضروري!

وتابعت: والأهم من ذلك هو؛ مدركين أنه لا يجوز لأحد أن يصدر أي قانون يتعلق بنقابة الصحفيين إلا بموافقة النقابة وجمعيتها العمومية ومجلسها الحالي أو المستقبلي، وأنه لا يجوز لأي صحفي مهما كان توجهه أو موقعه في أي مجلس أو جمعية عمومية أن يسمح بإلغاء حرية الصحافة رسمياً أثناء فترة رئاسته حتى لو مات!!

قالت: وأما المفيد؛ تم وضع ضوابط قانونية وتنظيمية جيدة لضمان حصول نقابة الصحفيين على “اختيار جيد من العناصر المهنية” التي تنضم رسميًا إلى النقابة.
وأيضا؛ – السعي إلى تحديث وتعديل “قانون نقابة الصحفيين” في الوقت المناسب بما يمنح الصحفيين حريات وحقوقاً أوسع وأكثر انسجاماً مع التطورات المعاصرة، دون حرمان الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين من حقها في زيادة العضوية؛ أن نصبح كتلة مجتمعية أكثر شمولاً وتأثيراً وقوة، ولا نحرم الصحفيين من حق ممارسة مهنتهم؛ رسميًا فقط لأنهم اختاروا طريقًا أكثر حداثة في الصحافة الإلكترونية !!!

وأضافت: “كذلك لا يحق لأحد أن يحرمهم من حقهم في “البدلات” وعلاجهم وتأمينهم وحقوقهم الإنسانية والمادية والمهنية، ويخضعهم للملاحقة الأمنية في كل مكان بحجة كونهم “صحفيين مزيفين بلا هوية”!!!” لا تثقلوا كاهل صحافيي المواقع الإلكترونية بمخاوف لا يتحملون مسؤوليتها، وافتحوا الباب للمستقبل والنقاش!!

وقد أشادت “قصوة” بموقف هؤلاء الزملاء. قالت: “من حقهم ألا يُذكروا إلا بعد اعتقالهم، ثمنًا لممارستهم مهنتهم وحماية الحريات الاجتماعية. ثم نُسميهم صحفيين مسجونين ونطالب بالإفراج عنهم، مع أنهم لا يملكون حتى تأمينًا صحيًا أو راتبًا أو بطاقة نقابية!” فلنعمل معًا على حل وضعهم، لا سجنهم خارج نقابة الصحفيين.

وختمت بالقول: “إن كل من دافع عن حقوق هؤلاء الزملاء وأيضا عن حريات نقابة الصحفيين قام بعمل جيد”. إن البيان الأنسب من مجلس نقابة الصحفيين هو البيان التوضيحي والدعم والتشجيع على نقاش داخلي موضوعي يستمع ويوضح حقوق الصحفيين في مهنتهم ويحترم إنسانيتهم ويحاول تجنيبهم هذا الظلم، وفي الوقت نفسه يدعم حقوق النقابة ويعمل مع جميع الأطراف لتطبيقها!! «الإعلام والصحافة» هي المهنة التي تهدف إلى تحقيق الحقيقة ونشر العدالة «دون تمييز»، وأقرب الناس إليهم يستحقون ذلك إلى حد أكبر.


شارك