شعائر اليوم الأخير بغزة.. رحل رمضان وما زار العيد عوّاده

منذ 28 أيام
شعائر اليوم الأخير بغزة.. رحل رمضان وما زار العيد عوّاده

اقتصرت طقوس اليوم الأخير من شهر رمضان المبارك في خيام النازحين بمنطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، على “إنهاء الجوع والعطش الشديد خلال النهار”، في ظل المجاعة التي خنقت أمعاءهم بالجوع طوال الشهر الفضيل.

وتلاشت أصوات التكبير والهتافات بين خيام النازحين ومنازل الثكالى. ولم تخرج زوجاتهم لتهيئة المكان لاستقبال المهنئين. لن يكون هناك عيد يطرق أبواب القماش الممزق، وفي ظل حرب الإبادة المستمرة ضد قطاع غزة، لن يكون هناك أحباء حاضرين لتعزيتهم في صباح اليوم الأول من العيد.

لليوم الثاني عشر على التوالي، تواصل إسرائيل عدوانها وحرب الإبادة على قطاع غزة، وتنفذ غارات جوية وقصفا مدفعيا على مناطق مختلفة.

يودع سكان قطاع غزة شهر رمضان، في حين تستمر الإبادة الجماعية منذ 18 يناير/كانون الثاني، وأغلقت المعابر منذ اليوم الأول من رمضان.

لقد دفنوا طقوسه

وقال النازح شادي عرمانة لوكالة صفا للأنباء: “لا يوجد عيد، والجميع يعلم أننا نسينا معنى كلمة عيد منذ عامين”.

وأضاف: “دارت حربا إبادة في عيدين لله أكبر، عيد مليء بالدماء والشهداء والتفجيرات والإرهاب. كيف نحتفل بشعائر الله أكبر واليهود يقتلون أبناءنا وأطفالنا ونسائنا؟”

ظهرت صورة قاتمة بين الخيام. لم يكن هناك سمك عيد في الأسواق، وكانت الرفوف والأكشاك فارغة، ولم يكن هناك كعك أو حلوى تركية. وفي هذه الأثناء، كان الأطفال متناثرين في الخيام، عراة ويرتدون ملابس ممزقة، وجوههم شاحبة وأجسادهم منهكة من رعب الحرب وضوضاء الصواريخ.

كانت واقفة في غير مكانها، مرتدية شال صلاتها، عند باب إحدى الخيام، وتغطيه بأصابعها التي تحمل علامات دخان الحطب واشتعال النار التي أشعلتها لإعداد الطعام لأطفالها، “عندما يرسلني الله”.

نحن في بلد واحد والعيد في بلد واحد

وأشارت إلى المكان: «كما ترون المكان غير مناسب لاستقبال أحد، وليس لدينا ما نقدمه لمن يريد زيارتي».

بدأت المجاعة في قطاع غزة تظهر رسميا أولى علاماتها الأسبوع الماضي بعد أن فقد نحو مليوني شخص أمنهم الغذائي بسبب إغلاق المعابر الحدودية من قبل قوات الاحتلال.

حزن الأمهات

ما يؤلم الأم تهاني الشاعر أنها “عجزت عن توفير كسوة العيد لأطفالها”.

وقالت لوكالة صفا للأنباء: “يعلم الله أنني حاولت أن أنسى أطفالي أجواء الحرب وأوفر لهم ملابس احتفالية، لكننا فشلنا. الوضع صعب ومخيف”.

صاحب بسطة الكعك يخجل من فتح تكبيرات العيد في ظل المجازر والإبادة المستمرة في غزة.

وقال لوكالة صفا للأنباء: “نحاول توفير ما لدينا للناس، حتى لو كان كل شيء مخفيًا بسبب إغلاق المعبر الحدودي. هذه الأصناف تُنتج في الغالب محليًا”.

ويضيف: «أحدنا يخجل حتى من أن يبدأ بتكبيرة العيد بسبب الدماء والأشلاء المقطعة وصوت الصواريخ المستمر من حولنا».

منذ 18 مارس/آذار، استأنفت إسرائيل حرب الإبادة ضد غزة، منسحبة من وقف إطلاق النار لمدة 58 يوما واتفاقية تبادل الأسرى مع حماس التي توسطت فيها قطر ومصر وبدعم من الولايات المتحدة.

منذ 18 مارس/آذار الماضي، قُتل 896 مواطناً وجُرح 1984 آخرون، 70% منهم من النساء والأطفال وكبار السن.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 162 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 14 ألف مفقود.


شارك