هل تتجه العلاقات بين تركيا وسوريا نحو مسار التطبيع؟ تطورات جديدة تلمح إلى ذلك
وفي خطوة تشير إلى بداية حقبة جديدة من التقارب، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن طموحاته لإعادة ضبط العلاقات بين تركيا وسوريا، بما في ذلك إجراءات استعادة الحوار والتقارب الاستراتيجي. وجاء هذا الإعلان في سياق زيارة محتملة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا وتصريحات لزعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل حول نيته زيارة دمشق، ما يعكس مساراً جديداً في العلاقات بين البلدين.
* دعوة الأسد لزيارة تركيا
نقلت قناة “إن تي في” التلفزيونية التركية، اليوم الجمعة، نقلاً عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله إن زيارة محتملة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا يمكن أن تمهد الطريق لعصر جديد من التقارب التركي السوري.
وقال أردوغان للصحافيين في رحلة عودته من كازاخستان، حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون: “يمكننا دعوة بوتين و(الرئيس السوري) بشار الأسد معه إذا تمكن الرئيس بوتين من زيارة تركيا”. وقال تقرير لرويترز: “قد تكون هذه بداية محاكمة جديدة”.
وأضاف أردوغان أن مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي أو الجماعات الكردية فقط هم الذين يعارضون تطبيع العلاقات التركية السورية.
* زيارة مرتقبة لدمشق لزعيم المعارضة التركية
إلى ذلك، أعلن زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، أنه سيزور دمشق الشهر الجاري للقاء الرئيس بشار الأسد.
وقال أوزيل في تصريحات لصحيفة جمهوريت التركية، إن الزيارة ستكون على رأس وفد، وأنه سيتوجه إلى دمشق عبر لبنان.
وأضاف أوزيل: «سأبذل جهودًا كبيرة لضمان جلوس تركيا والأسد على الطاولة وحل مشكلة اللاجئين وإيجاد الموارد من أوروبا».
وأظهرت تصريحات أردوغان والأسد الأسبوع الماضي أن حقبة جديدة في عملية التطبيع بين أنقرة ودمشق يمكن أن تبدأ.
وبدأت هذه العملية أواخر عام 2022 لكنها توقفت العام الماضي بسبب إصرار الأسد على شرط انسحاب القوات التركية من شمال سوريا قبل أي عملية حوار.
وبعد اجتماعه مؤخراً مع المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، أكد الأسد أنه “منفتح على أي مبادرات تتعلق بالعلاقات السورية التركية وسيادة الدولة السورية” على كامل الأراضي. ومكافحة الإرهاب وتنظيماته”.
*أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا
وكانت هناك حملات ضغط وتشويه ضد اللاجئين السوريين في تركيا في الأيام الأخيرة.
وقبل بضعة أيام، وقعت هجمات على ممتلكات سورية في قيصري، وتبع ذلك حوادث مماثلة في غازي عنتاب وكيلس وأنطاليا.
وبعد هجمات قيصري والغضب اللاحق الذي سيطر على المشهد في شمال سوريا، قال أردوغان إن هناك فائدة كبيرة في فتح قبضتيه المشدودتين في السياسة الخارجية والداخلية.
وأضاف: “لن نمتنع عن اللقاء مع أحد، كما كان الحال في الماضي”، مؤكدا: “وفي ذلك سنأخذ في الاعتبار مصالح تركيا أولا وقبل كل شيء، لكننا لن نسمح لأي شخص “يثق به” وأضاف: “يلجأ إلينا أو يعمل معنا ليكون ضحية لهذه العملية. تركيا ليست ولن تكون دولة تتخلى عن أصدقائها”.
وانقطعت العلاقات بين دمشق وأنقرة بعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، التي دعمت فيها تركيا جماعات المعارضة المسلحة التي تسعى للإطاحة بالأسد.