لم تبرأ من دم المخاض.. استشهاد جمانة في حضن توأميها بعد 3 أيام من ولادة صعبة

منذ 1 شهر
لم تبرأ من دم المخاض.. استشهاد جمانة في حضن توأميها بعد 3 أيام من ولادة صعبة

لم تتعاف والدتها بعد من دماء المخاض ولم يكن لدى والدها الوقت الكافي لرفع عينيه عنها. بل تم اختطافهم بسرعة وبدون عدالة أو مبرر من قبل الاحتلال الإسرائيلي المجرم.

آيسل وآسر طفلان توأمان من قطاع غزة المتضرر. كان من المفترض أن يعيشوا لمدة ثلاثة أيام فقط قبل أن يلقوا في أحضان والدتهم الدكتورة. استشهاد جمانة عرفة لتشهد إبادة المدنيين في قطاع غزة.

وأظهرت أبشع صورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس الثلاثاء، الأب الشاب للطفلين محمد أبو القمصان، وهو يقف بحالة من الحزن ويحمل شهادات ميلاد طفليه وعيناه تغرورقان بالدموع.

لم يتخيل محمد قط أن فرحته بتوأميه ستتحول إلى حزن وقهر لا يوصف بعد أن أراقت إسرائيل دماءهما عندما كانا في طفولتهما بمهاجمة شقة سكنية في مدينة دير البلح قلب قطاع غزة.

مثل كل زوجين في غزة، هرب محمد وزوجته الشهيدة جمانة من القصف عندما كانت حاملاً بتوأمهما. وفروا من شمال قطاع غزة إلى مدينة دير البلح، حيث رحبوا بتوأمهم. صبي وفتاة، قبل ثلاثة أيام فقط بعد إجراء عملية قيصرية صعبة، كما نشرت في الصحف الفلسطينية.

وفور وصول الملكين، ملأ الفرح قلوب الزوجين وعائلتيهما، وتبادلت والدتهما، التي كانت تعمل طبيبة، التهاني مع أصدقائها عبر الفيسبوك.

وفي صباح اليوم الرابع بعد ولادة الطفلين، سارع والدهما محمد للحصول على شهادتي ميلاد لهما. وفور ولادته تلقى اتصالاً قلب حياته رأساً على عقب، فقصف الاحتلال الإسرائيلي منزله الذي تسكنه الأم وطفلاها وعائلة الأب شرق دير البلح.

وهرع محمد إلى المستشفى وهو في حالة من الصدمة والرعب، وهو يحمل شهادتي ميلاد طفليه. وأعرب عن أمله في سماع أخبار تدحض استشهادهم: “لم أتوقع أن أجدهم جميعا شهداء سبقوا العزل واستشهدوا جميعا، وتركوه وحيدا مصدوما، مثل آلاف آخرين من سكان غزة”.

وبمجرد أن رأى عائلته واقفة أمام أبواب المشرحة، انفجر في البكاء، ولم يتمكن من السيطرة على نفسه، وفقد أعصابه من الصدمة.

لم تكاد تخرج أية كلمات بسيطة من فم الأب المكلوم وهو ينظر إلى الشهادتين، وقال: «لقد أصدرت مؤخرًا شهادة ميلاد آيسل وآسر. لقد ولدوا قبل يومين فقط.. والله لم يحالفني الحظ”.


شارك