الجزائر وفرنسا تتفقان على استئناف التعاون الأمني والهجرة وسط توترات دبلوماسية

منذ 2 شهور
الجزائر وفرنسا تتفقان على استئناف التعاون الأمني والهجرة وسط توترات دبلوماسية

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الاثنين، محادثة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وفي هذا السياق، ناقشا بطريقة “منفتحة وودية” العلاقات الثنائية والتوترات التي تراكمت بين البلدين في الأشهر الأخيرة، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.

وأكد تبون وماكرون على ضرورة العودة إلى “حوار على قدم المساواة” بين الجزائر وفرنسا، بالنظر إلى الروابط التاريخية والإنسانية التي تجمع البلدين، فضلا عن مصالحهما الاستراتيجية والأمنية المشتركة في أوروبا والبحر الأبيض المتوسط وأفريقيا.

وفي ظل التوترات الدبلوماسية بين البلدين، أعلن الرئيسان اتفاقهما على استئناف التعاون الأمني بين البلدين على الفور، وكذلك التعاون بشأن الهجرة. وأكدا أن هذا التعاون يجب أن يكون “موثوقًا وسلسًا وفعالًا” وأن جميع جوانب حركة الأشخاص بين البلدين يجب أن تتم معالجتها بنهج موجه نحو النتائج يخدم مصالح الطرفين.

وبحسب البيان، تناول الاتصال أيضا تقدم اللجنة المشتركة للمؤرخين التي أنشئت سنة 2022 لمعالجة القضايا التاريخية العالقة بين البلدين، مثل إعادة رفات أبطال الثورة الجزائرية والاعتراف بمسؤولية فرنسا عن اغتيال شخصيات جزائرية بارزة مثل علي بو منجل والعربي بن مهيدي.

واتفق الجانبان على أن اللجنة ستستأنف عملها “فورا”. ومن المقرر عقد اجتماع قريبًا في فرنسا. وسوف يعرض النتائج قبل صيف عام 2025.

وتم الاتفاق أيضا على استئناف التعاون القضائي بين الجزائر وفرنسا. واتفق الرئيسان على استكمال الزيارة المقبلة لوزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانان إلى الجزائر. ويعبر هذا عن رغبة الجانبين في إعادة تفعيل التعاون القانوني الذي توقف مؤخرا.

وعلى الصعيد الاقتصادي، وعد الرئيسان بتعزيز التعاون التجاري والاستثماري. وأكد ماكرون دعم فرنسا لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، وهي قضية حساسة في العلاقات بين الجانبين.

وفي سياق منفصل، طلب الرئيس الفرنسي من نظيره الجزائري القيام بـ”لفتة إنسانية” تجاه الكاتب بوعلام صنصال، المعروف بمواقفه المثيرة للجدل في الجزائر، نظرا لسنه وحالته الصحية.

ولضمان تنفيذ هذه الاتفاقيات، سيقوم وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بزيارة إلى الجزائر يوم 6 أبريل/نيسان بدعوة من نظيره الجزائري أحمد عطاف. بهدف وضع خارطة طريق واضحة لتحسين العلاقات الثنائية.

واتفق الرئيسان أيضا “من حيث المبدأ” على عقد اجتماع في المستقبل القريب، وهي خطوة قد تكون حاسمة لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وتأتي هذه الدعوة في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائر وباريس توتراً متزايداً. وتتعدد الأسباب وراء ذلك، من بينها تصريحات المسؤولين الفرنسيين بشأن الوضع في الجزائر، وقضايا الهجرة، والتعاون الأمني.

ويرى مراقبون أن الرئيسين يحاولان وضع العلاقات على أرضية أكثر استقرارا، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية المتزايدة في المنطقة.


شارك