100% زيادة متوقعة في صادرات الأجهزة الكهربائية مع تراجع المنافسة التركية

• زكريا: تكلفة المنتج التركي أعلى من المنتج المصري بنسبة 50%. • تهدف الوزارة إلى زيادة صادرات القطاع بنسبة 20% بحلول نهاية عام 2025. • مبروك: برنامج تعزيز الصادرات الجديد يشكل نقطة ضعف كبيرة أمام المنتج المحلي.
ويتوقع قطاع الأجهزة الكهربائية والمنزلية زيادة كبيرة في صادراته، ربما تصل إلى 100% خلال العامين المقبلين، بعد تراجع نسبي في المنافسة من الشركات التركية (أقوى منافس لمصر في هذا القطاع). ويبدو ذلك واضحاً من خلال التوقعات التي أطلقها بعض التجار والمصنعين لصحيفة الشروق.
ويرجع التجار والمصنعون ضعف القدرة التنافسية للشركات التركية في الوقت الحالي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير، ما أدى إلى ارتفاع أسعار منتجاتهم بشكل كبير مقارنة بالمنتجات المصرية. ويعزون ذلك إلى ارتفاع أسعار الفائدة في تركيا، ولكن أيضا إلى أجور العمال، التي تزيد بنسبة 360 في المائة عن أجور زملائهم المصريين.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي إن الحد الأدنى للأجور الصافية الشهرية في تركيا سيصل إلى 22104 ليرة تركية، أو ما يعادل 630.36 دولار أمريكي، في عام 2025، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 30 في المائة عن عام 2024. وفي مصر، يبلغ الحد الأدنى للأجور الآن 7000 جنيه مصري (137 دولار أمريكي).
وفي تركيا، وصلت أسعار الفائدة إلى 42.5 بالمئة بعد أن قرر البنك المركزي التركي خفضها بمقدار 250 نقطة أساس في أوائل مارس/آذار. وصلت أسعار الفائدة في مصر الآن إلى 27.25% للودائع و28.25% للقروض.
تمثل أسعار الفائدة جزءًا من تكاليف الإنتاج التي تنتقل من الشركة المصنعة إلى المستهلك النهائي. ومن ثم فإن أسعار الفائدة المرتفعة تفرض ضغوطاً على أسعار السلع الأساسية.
قال جورج زكريا، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة تجارة الجيزة، إن الشركات المصرية لديها فرص واعدة خلال الفترة المقبلة لتصدير منتجاتها، خاصة إلى الأسواق العربية والإفريقية. ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار المنتج التركي في الآونة الأخيرة بنسبة تزيد عن 50%، وهو المنافس الأقوى في هذه الأسواق.
وأضاف زكريا لـ”الشروق” أن إمدادات الأجهزة الكهربائية التركية في الدول الإفريقية والعربية تراجعت بشكل كبير منذ بداية العام. وأشار إلى أن الشركات المصرية تسعى للاستحواذ على جزء من حصة السوق التركية من خلال زيادة صادراتها.
وأوضح أن الشركات المصرية في قطاع الأجهزة الكهربائية والمنزلية تصدر الآن ما بين 60 و70% من إنتاجها، لافتاً إلى أن 90% من الكميات المصدرة تتجه إلى أفريقيا والدول العربية لتعويض نقص المعروض من المنتجات التركية نتيجة ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن المصانع التركية حوّلت تركيزها خلال الفترة الأخيرة إلى إنتاج الأجهزة الكهربائية في مصر، مستفيدة من انخفاض تكاليف الإنتاج واتفاقيات التجارة الحرة مع عدد من التحالفات الإقليمية. وأضاف أن اتفاقيات التجارة الحرة بين مصر وعدد من التحالفات توفر سوقا استهلاكية تضم أكثر من ملياري عميل.
وتسمح اتفاقيات التجارة الحرة بين مصر والعديد من التحالفات مثل الكوميسا وأكادير وميركوسور بتبادل السلع معفاة من الرسوم الجمركية. ويساهم ذلك في خفض تكلفة بيع المنتجات المصرية للدول الأعضاء، ويساعد على تعزيز الصادرات إلى هذه الدول والواردات إليها.
افتتح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في سبتمبر الماضي، أول مجمع صناعي لشركة بيكو التركية للأجهزة الكهربائية، باستثمارات بلغت 110 ملايين دولار.
أكد حسن مبروك، رئيس شعبة المعدات الكهربائية بغرفة الهندسة الميكانيكية بجمعية الصناعات المصرية، أن الشركات المصرية لديها فرص واعدة لزيادة حجم صادراتها بشكل كبير خلال الفترة المقبلة. ومع ذلك، يقول إن برنامج الحكومة الجديد لتشجيع الصادرات يمثل نقطة ضعف كبيرة بالنسبة للمنتجات المحلية.
وأضاف مبروك لـ«الشروق» أن المصدرين المصريين يستطيعون منافسة المنتجات التركية والصينية في الأسواق الخارجية لأنهم يحصلون على دعم للصادرات يصل إلى نحو 10% من إجمالي التكلفة. لكن هذا الدعم انخفض إلى 3% فقط في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كما أضاف، مضيفا: “هذا التغيير في برنامج تعزيز الصادرات يمثل عقبة كبيرة أمام المستثمرين الراغبين في التوسع في الأسواق الخارجية”.
وتابع: «إذا كانت الشركات المصرية لديها فرص كبيرة لزيادة صادراتها، فذلك يرجع إلى الظروف الاقتصادية التي تواجه منافسيها». وشدد على ضرورة دعم الشركات المحلية والعودة إلى برنامج دعم الصادرات القديم الذي يقدم للمصدرين دعما ماليا يصل إلى 10% من إجمالي التكاليف.
من جانبه، قال بهاء دميتري نائب رئيس قطاع الأدوات الكهربائية بغرفة الصناعات الميكانيكية باتحاد الصناعات المصري، إن القطاع يستهدف زيادة صادرات القطاع بنسبة 20% خلال العام الجاري لتصل إلى 1.155 مليار دولار، مقابل 963.3 مليون دولار في عام 2024.
ويعتقد دميتري أن الزيادة المتوقعة في صادرات القطاع تعود إلى زيادة الاستثمار الأجنبي في السوق المحلية وارتفاع معدلات الإنتاج في الأسواق المحلية الراكدة. وأوضح أن ضعف مبيعات القطاع في السوق المحلية دفع الشركات إلى زيادة جهودها التصديرية.
وقال دميتري إن صادرات الأجهزة الكهربائية ارتفعت في يناير/كانون الثاني الماضي بنحو 65% مقارنة بالعام السابق، ويتوقع أن تستمر صادرات القطاع في النمو في الفترة المقبلة بسبب الركود المحلي.