هل تتسبب قرارات ترامب في ركود اقتصادي كبير؟

ويرى خبراء اقتصاديون، أجرى ايجي برس مقابلات معهم، أن سياسات ترامب الحالية من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، وهو ما قد ينذر بركود الاقتصاد الأمريكي إذا استمر الوضع بالوتيرة الحالية.
وعلى الرغم من اختلاف آراء المؤسسات الدولية؛ وفي حين تتأثر بعض القرارات بالاعتبارات السياسية والعوامل الاقتصادية، يقول المحللون إن الركود الاقتصادي هو السيناريو الأكثر احتمالا.
زاد بنك جولدمان ساكس من احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة، حيث من المرجح أن يكون لأجندة ترامب الحمائية آثار سلبية على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية.
في المقابل، أكد صندوق النقد الدولي أنه لا يتوقع حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، رغم خطط الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على السيارات. بحسب المتحدثة باسم الصندوق، جولي كوزاك.
وينتظر العالم تأثير القرار السلبي الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من دول مثل كندا والمكسيك والصين. من المرجح أن يدخل الاقتصاد الأميركي في حالة ركود، وهو ما قد يكون له عواقب مدمرة محتملة على بقية العالم، بالنظر إلى مكانة الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم.
مخاوف التضخم والركود
وأكد الخبير الاقتصادي أحمد خازيم أن الأوضاع يتم تقييمها بشكل مختلف في تقارير المؤسسات الدولية. وتتأثر بعض مؤسسات التصنيف الائتماني، مثل وكالات فيتش وموديز، بالاعتبارات السياسية بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية.
وأكد أن الاقتصاد الأميركي من المرجح أن يدخل في حالة ركود إذا استمرت معدلات التضخم في الارتفاع نتيجة القرارات المتخذة خلال الأشهر الستة الماضية.
وأضاف أن التأثير المحتمل سيعتمد على الإجراءات التي تتخذها الدول كل على حدة، لكن المؤشرات الحالية تشير إلى ارتفاع الأسعار وأزمة متوقعة في الدولار.
وأشار خازيم إلى أن الإعلان الأخير عن أول لقاء بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، يعد تطوراً كبيراً سيؤثر على قيمة الدولار، خاصة وأن اليابان حليف أساسي للولايات المتحدة.
وأضاف أن أوروبا بدأت أيضا في تقليص اعتمادها على الرعاية الاقتصادية الأميركية، ما يشير إلى تغيرات كبيرة في العلاقات الاقتصادية العالمية.
وأوضح خازيم أن الحرب التجارية الناجمة عن فرض الرسوم الجمركية من شأنها أن تؤدي بالدرجة الأولى إلى ارتفاع معدلات التضخم العالمية.
وأكد أن هذا التضخم جاء بسبب الحرب التجارية التي أعلنها الرئيس الأميركي ضد الصين وأوروبا والمكسيك وكندا ودول أخرى. ويؤدي هذا إلى إدخال الاقتصاد العالمي في أزمة خطيرة، وخاصة بسبب المشاكل المستمرة على الطرق البحرية، والتي أدت إلى ارتفاع تكاليف النقل والشحن.
وأشار خازيم إلى أن زيادة التعرفة تأتي في وقت صعب، خاصة مع تزايد صعوبة الوضع الاقتصادي. وأوضح قائلاً: “تواجه بعض السلع الأساسية، مثل القمح، تحديات كبيرة بسبب الأزمة المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، وهما من أكبر منتجي القمح في العالم. علاوة على ذلك، إذا تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، فمن المرجح أن ترتفع أسعار النفط بشكل كبير، مما يزيد الضغوط الاقتصادية العالمية”.
وأضاف أن هذه الحرب التجارية ستؤدي إلى اتخاذ دول مختلفة إجراءات حمائية لحماية صناعاتها المحلية، وهي النقطة التي أكد عليها رئيس المفوضية الأوروبية.
ورأى أن ترامب يريد أن ينسب فرض الرسوم الجمركية إلى الأزمة التي تعيشها الولايات المتحدة بسبب دينها الوطني الذي وصل الآن إلى 36 تريليون دولار.
وأشار خازيم إلى تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الذي أكد أن المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة تشير إلى تباطؤ اقتصادي وفقدان الوظائف وارتفاع أسعار الفائدة. وأوضح أن الدولار سيظل محافظا على مكانته كعملة احتياطية رئيسية لـ80 دولة حول العالم، إلا أن الأزمات الناجمة عن هذه السياسة قد يكون لها تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي.
الركود الاقتصادي حقيقي.
وقال الخبير الاقتصادي علي الإدريسي إن تقرير صندوق النقد الدولي استبعد حدوث ركود وأشار فقط إلى تباطؤ في النمو. ويرجع ذلك إلى أن الولايات المتحدة، باعتبارها أحد أكبر الاقتصادات في العالم، تتمتع بنفوذ وقوة كبيرين، وبالتالي تحتل مكانة مهيمن في مواجهة الصندوق.
وأكد أن قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن الركود الاقتصادي أصبح محتملا الآن.
وأضاف الإدريسي أنه بالنظر إلى الوضع بشكل منطقي فإن كافة المؤشرات تشير إلى أن الحرب التجارية ضد عدد من الاقتصادات الكبرى مثل الصين وكندا والمكسيك، بالإضافة إلى الإجراءات ضد الاتحاد الأوروبي، ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع بسبب زيادة الرسوم الجمركية بنسبة 25%.
وأضاف الإدريسي أن ذلك سيؤدي بدوره إلى ارتفاع معدلات التضخم، خاصة وأن الاقتصاد الأميركي يعاني بالفعل من عدة أزمات متتالية ولم يتعافَ بعد من الصدمات السابقة.
علاوة على ذلك، تواجه الولايات المتحدة التوترات الجيوسياسية والصراعات العسكرية في العديد من مناطق عملياتها – وخاصة في الشرق الأوسط – مما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي.
وأضاف علي الإدريسي أن هذه العوامل ستؤدي إلى اضطرابات في سلسلة التوريد للعديد من الشركات. ويؤدي هذا إلى خلق بيئة اقتصادية تعاني من الركود التضخمي.
وأكد الإدريسي أن الركود التضخمي أكثر تعقيداً من الركود العادي، إذ أن السياسات التي تهدف إلى مكافحة التضخم تؤدي إلى تكثيف الركود والعكس صحيح. أصبحت التأثيرات الاقتصادية أكثر حدة في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن الاقتصادات الناشئة سوف تتأثر بشكل أكبر في ظل معاناتها من انخفاض قيمة عملاتها، واختلال التوازن في موازناتها المالية، والاضطرابات في أسواقها المالية. ومن المتوقع أن تؤدي قرارات ترامب أيضاً إلى هروب الاستثمارات من الأسواق المالية العالمية إلى الذهب. وقد لوحظ هذا الاتجاه بالفعل في الأيام الأخيرة، عندما وصل المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية مرتفعة بسبب المخاوف بشأن سياسات ترامب.
وأوضح أن السيناريو الأكثر احتمالا بالنسبة للولايات المتحدة هو الركود الاقتصادي، خاصة في ظل السياسات المتبعة حاليا.
ومع ذلك، إذا تم تغيير هذه الإجراءات وعكس بعضها، فقد يكون من الممكن تجنب الركود وزيادة فرص النمو الاقتصادي، حسب قول الإدريسي.
اقرأ أيضاً:
الأسهم أم الذهب: أيهما أظهر نموا أفضل منذ بداية العام؟
لماذا لم تتم تغطية طرح شركة بلتون القابضة بنسبة 100%؟