الرئيس الألماني يدعو أوروبا إلى تعزيز الجهود من أجل أمنها ودفاعها

ودعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أوروبا إلى بذل المزيد من الجهود من أجل أمنها ودفاعها.
وفي افتتاح مؤتمر ويستفاليا الثاني للسلام يوم الجمعة في مونستر، قال شتاينماير: “يتعين علينا نحن الأوروبيين الآن أن نفكر فيما هو مهم بالنسبة لنا، ويجب أن نولي اهتماما أكبر لحماية أنفسنا”.
وفي كلمته، تحدث شتاينماير عن “تحول جذري مزدوج”، في إشارة إلى سياسات حكومتي موسكو وواشنطن.
وأضاف أن دول الاتحاد الأوروبي تستثمر حاليا 326 مليار يورو سنويا في الدفاع، لكن هذا ليس كافيا في ضوء المشهد المتغير للتهديدات. وقال: “نحن نعلم أنه يتعين علينا معًا أن نبذل المزيد من الجهود لردع أنفسنا والدفاع عن أنفسنا”.
وأكد أنه من الجيد أن تحرز ألمانيا تقدماً على هذا المسار. وأصبح هذا ممكنا بفضل القرارات البرلمانية الأخيرة التي سمحت بتخفيف القيود المفروضة على الديون في الدستور، ومكنت من الحصول على مليارات الدولارات في شكل قروض للإنفاق الدفاعي.
وأوضح شتاينماير أن أوروبا بحاجة إلى قوات مسلحة ألمانية قادرة على تقديم مساهمة موثوقة في الردع من خلال تزويدها بأحدث التقنيات وإعادة تسليح نفسها. واعتبر أن الإعلان عن “موت حلف شمال الأطلسي” أو استبداله بالهدف الغامض المتمثل في إنشاء جيش أوروبي موحد كان خطأ. وفي الوقت نفسه، أكد أن اتخاذ خطوات حاسمة نحو الدفاع الأوروبي المشترك أمر ممكن وضروري.
وفيما يتعلق بالنقاش الدائر حاليا حول إعادة فرض التجنيد الإجباري، والذي تم تعليقه لسنوات، قال شتاينماير إنه يعتبر أن الالتزام بالخدمة في القوات المسلحة أو في المؤسسات الاجتماعية “من أجل خدمة بلدنا لفترة زمنية معينة” أمر ممكن وضروري. وأكد أن قدرة كل من يسعى إلى تأمين السلام أو استعادته على الدفاع عنه والمثابرة يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس الألماني على أهمية السياسة الخارجية النشطة: “إن العزلة والافتقار إلى الحوار لا يمكن أن يكونا الحل لأزمات عصرنا”. وحذر من مغبة سقوط الدبلوماسية في العالم بأيدي الطغاة. لا ينبغي لأوروبا أن “تدفع نفسها باستمرار إلى دور هامشي على طاولة صغيرة على المسرح العالمي” ولا أن “تقلل من شأن نفسها باستمرار”.