غزة وسوريا ولبنان.. ماذا ناقش السيسي وماكرون في مباحثاتهما؟

السيسي لماكرون: قناة السويس تتأثر بالحرب في قطاع غزة.
السيسي وماكرون يبحثان ملفات سوريا ولبنان والسودان ويتوصلان لاتفاق بشأن غزة وقضايا إقليمية.
السيسي وماكرون يوقعان إعلاناً لرفع العلاقات المصرية الفرنسية إلى شراكة استراتيجية.
الرئيس السيسي: الشراكة مع فرنسا تعكس تاريخاً طويلاً من التعاون المثمر.
وقع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون إعلانا مشتركا في قصر الاتحادية لرفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وشهدا أيضًا توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين مصر وفرنسا في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ودعم التعاون المشترك في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة رسمية رفيعة المستوى. وتضمن الحفل استقبالا رسميا تم خلاله عزف النشيد الوطني وتفكيك حرس الشرف.
وشملت الاتفاقيات التي وقعها الجانبان مجالات التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتنمية الشباب وبناء القدرات. تم توقيع مذكرة تفاهم واتفاقية تعاون في قطاع الصحة بين الأكاديمية الوطنية للتدريب والمدرسة الوطنية للإدارة في فرنسا. كما تم توقيع اتفاقية لإعادة إنشاء الجامعة الفرنسية في مصر، وإنشاء وتطوير مركز جوستاف روسي للأورام في القاهرة، وتوسيع خارطة الطريق للتعاون في تنفيذ الخط السادس لمترو الأنفاق بالقاهرة.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن الشراكة الاستراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030. بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع اتفاقية تمويل لدعم برامج الحماية الاجتماعية. وقع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان الدكتور خالد عبد الغفار والبروفيسور فابريس بارليزي مدير المعهد الفرنسي للأورام “جوستاف روسي” اتفاقية إنشاء وتطوير مركز “جوستاف روسي” لعلاج الأورام بالقاهرة.
كما وقع نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل كامل الوزير، ووزير الاقتصاد والمالية والصناعة والسيادة الرقمية الفرنسي إيريك لومبارد، تمديد خارطة الطريق للتعاون في تنفيذ الخط السادس لمترو الأنفاق. كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي التعليم العالي في البلدين، وقعها عن الجانب المصري الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وعن الجانب الفرنسي فيليب بابتيست وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
تم التوقيع على إعلان مشترك لتجديد التعاون الفني والمالي لتنفيذ المشاريع ذات الأولوية. ووقع الاتفاقية من الجانب المصري الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ومن الجانب الفرنسي إيريك لومبارد وزير الاقتصاد والمالية. كما تم التوقيع على إعلان مشترك بشأن أربعة مشاريع استثمارية تضامنية. ووقع على الاتفاقية من الجانب المصري الدكتورة رانيا المشاط، ومن الجانب الفرنسي جان نويل بارو وزير أوروبا والشؤون الخارجية.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء 100 مدرسة ناطقة بالفرنسية في مصر. ووقع الاتفاقية عن مصر الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، وعن فرنسا جان نويل بارو وزير أوروبا والشؤون الخارجية. وخلال حفل التوقيع، أكد الجانبان عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، والتزامهما بمواصلة التنسيق والتشاور المشترك بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين، وتعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وعقد الجانبان مؤتمرا صحفيا أكد فيه الرئيس السيسي على ضرورة العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ورفض أية دعوات لطرد الفلسطينيين. وأكد أيضاً على أهمية إعادة إعمار قطاع غزة بالتنسيق مع فرنسا وعقد مؤتمر لإعادة الإعمار بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأشار إلى أن توقيعه والرئيس ماكرون على الإعلان المشترك الذي يرفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية يعد خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك وفتح آفاق جديدة تلبي مصالح البلدين وتطلعات الشعبين الصديقين. وأشاد بالعلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا.
وأكد ضرورة تكثيف العلاقات في كافة المجالات وأهمية تكثيف الاستثمارات وعمل الشركات الفرنسية في مصر استناداً إلى خبراتها المتراكمة. وأشار إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي لمصر تجسد بوضوح تاريخاً طويلاً من التعاون الثنائي المثمر بين البلدين في كافة المجالات التي تخدم مصالح البلدين الصديقين، وأن ذلك يتوج اليوم بالإعلان عن “الارتقاء” بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وخلال المؤتمر، أعلن الرئيسان أنهما سيرفعان العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وأكدا على أهمية فتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات، وخاصة في مجالات الاقتصاد والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والطاقة والتعليم التقني. وأشارا إلى أن زيارة ماكرون تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون المشترك، وأشادا بالعلاقات التاريخية بين البلدين. وأكد ضرورة توسيع الاستثمارات الفرنسية في مصر والبناء على نتائج المنتدى الاقتصادي المصري الفرنسي بالقاهرة.
وأكد السيسي أيضا أهمية مساعدة مصر في مواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية، حيث تستضيف البلاد أكثر من تسعة ملايين لاجئ. ورحب بالدعم الفرنسي لمساعدة البرلمان الأوروبي في الموافقة على الشريحة الثانية من حزمة المساعدات المالية التي تبلغ قيمتها أربعة مليارات يورو التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لمصر. وأكد الرئيسان على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، لكنهما رفضا كل المحاولات لطرد الفلسطينيين من أرضهم.
وقال السيسي: “بدون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط”، وجدد دعم مصر لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وركزت المناقشات أيضًا على الوضع في سوريا ولبنان. وأكد الجانبان على أهمية وحدة الأراضي السورية ودعم العملية السياسية الشاملة. وفيما يتعلق بلبنان، أكد السيسي وماكرون دعمهما للرئيس والحكومة الجديدة في جهودهما لتحقيق الاستقرار والالتزام بالقرار الأممي 1701.
كما تناول اللقاء التطورات في مجال الأمن المائي. وأكد السيسي التزام مصر بالتعاون مع دول حوض النيل وفقا للقانون الدولي، مشددا على أن النيل هو شريان الحياة للشعب المصري. وأشار السيسي إلى أن مصر ستتكبد خسائر بقيمة سبعة مليارات دولار بسبب تراجع حركة الملاحة في قناة السويس عقب هجمات مضيق باب المندب في عام 2024، داعيا إلى اتخاذ إجراءات مشتركة لضمان الاستقرار البحري.
واختتم الرئيس السيسي كلمته قائلاً: “إننا ندخل مرحلة واعدة من تعزيز علاقات التعاون التي تؤدي إلى تحقيق منافع متبادلة. وفي صميم هذه المرحلة تعزيز الصداقة التاريخية بين الشعبين المصري والفرنسي. ومن المتوقع أن تعزز هذه الزيارة تعاونًا أوسع نطاقًا في القضايا الاستراتيجية الرئيسية، مما يعزز دور مصر المحوري في المنطقة، مدعومًا بالشراكة المتنامية مع فرنسا”.