الهلال الأحمر الفلسطيني يطالب بتحقيق دولي في استهداف طواقم الإسعاف برفح

دعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم، إلى إجراء تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين عن استهداف قافلة إسعاف في منطقة الحشاشين برفح جنوب قطاع غزة. وأسفر الهجوم عن مقتل ثمانية من المسعفين. واعتبرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني هذه الحادثة جريمة حرب مكتملة الأركان.
وأكدت الجمعية في بيان لها أن قوات الاحتلال تعمدت مهاجمة سيارات الإسعاف، رغم أنها كانت تحمل علامات واضحة وأضواء طوارئ مضاءة، أثناء توجهها لإخلاء المصابين من منزل تم قصفه في المنطقة. وأشارت إلى أن الفيديو الذي وثقه رأفت رضوان أحد المسعفين الذين سقطوا، يظهر تعرض الموكب لإطلاق نار مباشر لمدة خمس دقائق تقريباً مع استمرار إطلاق النار. كما قامت الجمعية بمراقبة اتصالات الطاقم بمركز الاتصال لمدة ساعتين حتى تم قطع الاتصال بشكل كامل.
وبحسب الجمعية فإن العملية لم تكن هجوماً عشوائياً أو خطأ فردياً، بل هجوم متسلسل على عدة سيارات إسعاف، بما في ذلك سيارات الهلال الأحمر والدفاع المدني. وأكدت أن المنطقة لم تكن مصنفة “حمراء” وقت العملية، وأن الطواقم لم تلاحظ أي تواجد عسكري إسرائيلي قبل الهجوم. وتأكّد ذلك أيضًا من خلال سير الموكب في الطريق لمدة 15 دقيقة دون سابق إنذار أو تدخل.
واتهمت الجمعية أيضا قوات الاحتلال بمنع فرق الإنقاذ من دخول الموقع لمدة خمسة أيام، وسمحت لهم أولا بانتشال جثة أحد عناصر الدفاع المدني، ثم أجبرتهم على الانسحاب. في 30 مارس/آذار، عُثر على جثث 14 شخصاً، بينهم مسعفون وموظفون في الحماية المدنية وموظف في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في مقبرة جماعية داخل كيس شبكي أسود. لقد تم دفنهم بطريقة وحشية وغير إنسانية.
وأفاد شهود عيان أن سيارات الإسعاف دمرت بالكامل ودُفنت تحت الأنقاض، ما يشير إلى وجود نية متعمدة لتدميرها وتعطيل عمل خدمات الطوارئ. وكشف تقرير الطب الشرعي أيضًا أن الضحايا أصيبوا بطلقات نارية متعددة في الجزء العلوي من الجسم، مما يدعم فرضية القتل العمد.
ودعت الجمعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري وإطلاق تحقيق محايد ومستقل. وأكد أن الصمت الدولي لا يمثل تجاهلا لمعاناة الفلسطينيين فحسب، بل يشكل تهديدا مباشرا لنزاهة العمل الإنساني على مستوى العالم.