ما دلالة الاتصال الهاتفي بين ترامب وقادة مصر وفرنسا والأردن قبيل لقاء نتنياهو؟

قبل ساعات من اجتماع مقرر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن العاصمة، تحدث ترامب هاتفيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والملك الأردني عبد الله الثاني خلال قمة ثلاثية في القاهرة.
وجاءت المكالمة في الوقت الذي كان فيه نتنياهو في الولايات المتحدة لمناقشة قضايا مختلفة، بما في ذلك الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب مؤخرا على إسرائيل والحرب المستمرة في قطاع غزة. وكان التطور المهم هو إلغاء المؤتمر الصحفي الذي كان من المقرر عقده في البيت الأبيض بين ترامب ونتنياهو عقب الاجتماع. وهذا يثير تساؤلات حول معنى وتوقيت المكالمة الهاتفية.
قالت الدكتورة إكرام بدر الدين، أستاذة العلوم السياسية: “تكتسب هذه الدعوة أهمية بالغة نظرًا لتوقيتها. كما تكتسب زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة أهمية بالغة، إذ تأتي في وقت يتصاعد فيه العدوان الإسرائيلي على غزة، لا سيما بعد انتهاك دولة الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس/آذار، واستئناف عملياتها العسكرية، ومنعها دخول المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى تدهور كارثي في الوضع الإنساني”.
وأضاف بدر الدين في حوار مع ايجي برس أن الاتصال يتزامن مع زيارة نتنياهو الثانية للولايات المتحدة في أقل من ثلاثة أشهر، ويأتي في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد وتطورات خطيرة، منها الحشد العسكري الأمريكي بحريا وجويا وتزايد التهديدات ضد إيران.
وحول الرسالة التي حملها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تلك المكالمة الهاتفية، يرى بدر الدين أن الرسالة الأهم هي أن “الولايات المتحدة ليست وحدها في معالجة القضية الإقليمية، وأن لفرنسا دوراً مؤثراً يمكن أن يحقق التوازن والاعتدال في الوضع، خاصة في ظل مكانة باريس ونفوذها في القارة الأوروبية وعلى الساحة الدولية”. ولهذا السبب، يعتقد أن المكالمة الهاتفية لها أهمية خاصة في الوقت الحالي.
واستبعد بدر الدين أن يكون الاتصال الهاتفي تم تنسيقه مسبقاً بين الرئيسين ترامب وماكرون، مشيراً إلى أنه كان هناك تنسيق بين رؤساء الدول الثلاثة على نطاق أوسع.
هناك تقارير متضاربة حول من بادر بإجراء المكالمة: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما ذكر قصر الإليزيه، أم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما ذكر موقع أكسيوس؟ يرى بدر الدين أن “الأهم من إقامة الاتصال هو حدوثه في هذه اللحظة الحرجة، لا سيما وأن تداعياته تتضح بسرعة. وقد أُعلن مؤخرًا عن إلغاء المؤتمر الصحفي المقرر لترامب ونتنياهو، مما يؤكد أهمية هذا التواصل بين الزعيمين”.
يقول الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا تتميز بدرجة عالية من التجاوب، حيث برزت مواقف إيجابية خلال زيارات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للولايات المتحدة. ويقول إن هذه العلاقة ليست تنافسية.
وفي حديثه مع ايجي برس، يرى فهمي أن توقيت المكالمة مهم. وأكد مجددا دعم فرنسا لمصر والأردن في كفاحهما ضد مشروع الطرد الأميركي. ولذلك فمن الممكن أن تلعب باريس دوراً في الفترة المقبلة، ربما بالتنسيق مع الولايات المتحدة، إذا سارت الأمور على ما يرام.
وأضاف: “كما يدعم النداء الموقفين المصري والأردني المعارضين للطرد، ويعبّر عن دعم أوروبي. فرنسا لا تمثل نفسها فحسب، بل تمثل الاتحاد الأوروبي بأكمله. لذا، فإن أي موقف يدعم خطة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة ويرفض طرد الفلسطينيين سيكون مهمًا في الفترة المقبلة. وهذا يتطلب حشد المزيد من الأصوات لمعارضة خطط الطرد الأمريكية والإسرائيلية”.