مصر وفرنسا توقعان اتفاقية لبناء وتشغيل محطة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة 7 مليارات يورو

منذ 11 أيام
مصر وفرنسا توقعان اتفاقية لبناء وتشغيل محطة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بتكلفة 7 مليارات يورو

• تشمل التكاليف المراحل الثلاث للمشروع لإنتاج مليون طن سنويًا.

على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر وفي إطار التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين، تم توقيع اتفاقية تعاون لتطوير وتمويل وإنشاء وتشغيل مصنع متكامل لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته بما في ذلك الأمونيا الخضراء في منطقة رأس شقير.

تم توقيع الاتفاقية بين هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بالشراكة مع تحالف الوقود الأخضر الذي يتكون من شركة EDF Renewables الفرنسية وشركة Zero Waste المصرية الإماراتية.

وحضر مراسم التوقيع الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وإيريك لومبارد وزير الاقتصاد والمالية والسيادة الصناعية والرقمية الفرنسي.

وقع الاتفاقية اللواء محمد عبد الرحيم رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر، والمهندس إيهاب إسماعيل رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والسيد عمرو الصواف رئيس مجلس إدارة شركة زيرو ويست، والسيدة بياتريس بوفون رئيسة شركة إي دي إف رينيوابلز.

وصرح الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، بأن هذه الاتفاقية تأتي تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية الرامية إلى تعزيز وتدعيم جهود توطين صناعة الهيدروجين الأخضر ومشتقاته وتهيئة مناخ استثماري مناسب، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي للطاقة والوقود الأخضر. كما يجسد العلاقات المحترمة والقوية التي تربط القيادة السياسية في البلدين والشعبين الصديقين، ويعكس تطلع الجانبين إلى تكثيف التعاون بينهما بما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق التنمية والازدهار للشعبين الصديقين.

وأضاف أن المشروع يهدف إلى إنتاج مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويا على ثلاث مراحل تبدأ في عام 2029 لدعم أهداف الدولة في توفير الوقود النظيف لتزويد السفن بالوقود بالإضافة إلى التصدير إلى الأسواق العالمية.

وأشار إلى أن هذا التعاون يعزز مكانة مصر في مشروعات الطاقة المتجددة ويدعم جهودها في التحول إلى الاقتصاد الأخضر. وأضاف أن هذا المشروع يختلف عن المشاريع المماثلة في مصر من حيث أن الدولة غير ملزمة بتوفير البنية التحتية للمكونات التي يحتويها. علاوة على ذلك، فإن النظام لا يعتمد على منشآت شركات الكهرباء لنقل الطاقة اللازمة لتشغيله، ولا يترتب عليه أي التزامات مالية على الدولة. وأضاف أن هذا المشروع يعد من المبادرات القليلة التي ينفذها القطاع الخاص بالكامل ويحتاج إلى شركات ذات قدرة مالية وفنية عالية، كما أنه استثمار طويل الأمد يتطلب فترات استرداد تصل إلى حوالي خمسين عاماً.

وأكد الوزير أن وزارة النقل ستقوم بالتنسيق مع الوزارات والهيئات والجهات ذات العلاقة لاستكمال كافة الإجراءات والموافقات القانونية اللازمة مع شركة المشروع وضمان تنفيذ المشروع وفق المعايير المطلوبة.

وأضاف وزير الصناعة والنقل ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية أن المشروع له فوائد اقتصادية مباشرة. وسيتألف ذلك من الإيرادات التي ستحققها الدولة من رسوم الخدمات التي تدفعها شركة المشروع، ورسوم التراخيص اللازمة لبناء وتجديد المشروع، ورسوم استخدام الأراضي المخصصة لمحطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والأراضي المخصصة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته والأمونيا الخضراء. وستستفيد البلاد أيضًا من الرسوم المفروضة على كل طن يتم تصديره، فضلاً عن الضرائب المختلفة، والتي يتم دفعها جميعها بالدولار.

وسلط نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل الضوء على التأثيرات غير المباشرة للمشروع، والتي تشمل توفير مجموعة واسعة من فرص العمل، بدءاً بالقوى العاملة اللازمة خلال مرحلة البناء، ثم القوى العاملة التشغيلية خلال مرحلتي التشغيل والإنتاج.

وأوضح الوزير أن التحالف بين شركة EDF Renewables الفرنسية وشركة Zero Waste المصرية الإماراتية سيوفر 2 مليار يورو استثمارات مباشرة لتمويل المرحلة الأولى من هذا المشروع المتكامل لإنتاج 300 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويا. وتبلغ التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمراحل الثلاث 7 مليارات يورو، لتحقيق إجمالي إنتاج سنوي يبلغ مليون طن، بتمويل كامل من شركة المشروع.

وأضاف الفريق مهندس كامل الوزير أن التحالف أعد دراسة جدوى أولية لتحديد المتطلبات الأساسية للمشروع. وبالنسبة للمراحل الثلاث للمشروع، تم التخطيط لمساحة 368 كيلومترا مربعا لمناطق الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في رأس شقير، و1.2 مليون متر مربع لبناء المحطة المخطط لها في المراحل الثلاث، وخط نقل كهرباء بطول 7 كيلومترات وعرض 100 متر. كما ستقوم شركة المشروع ببناء محطة لتحلية مياه البحر لتوفير المياه اللازمة لجميع مراحل المشروع.

وستقوم شركة المشروع أيضًا بتمويل وتطوير رصيف تحميل بطول 400 متر وعمق 17 مترًا لصالح هيئة موانئ البحر الأحمر وتركيب جميع المرافق اللازمة.

وأكد أن هذا المشروع يعكس التزام مصر بتعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة النظيفة وجذب الاستثمارات في الاقتصاد الأخضر. وبذلك، ستساهم الدولة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل المنافسة العالمية لتوطين صناعة الوقود الأخضر والاستفادة من فوائدها العديدة. ويعد هذا المشروع أيضًا جزءًا من الجهد العالمي للتحول إلى الطاقة النظيفة وسيمكن مصر من الوفاء بالتزاماتها الدولية بموجب اتفاقية باريس للمناخ ومؤتمر الأطراف COP27 والمساهمة بشكل فعال في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون محليًا وعالميًا.

وأكد الوزير أيضا على أهمية المشروع وأثره الاقتصادي والبيئي، سواء من خلال إنشاء محطات توليد الكهرباء من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أو من خلال خفض انبعاثات الغازات الدفيئة. وسيساهم ذلك في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبالتالي تخفيف الضغط على احتياطيات الغاز الطبيعي من خلال خلق بدائل مستدامة للصناعة والطاقة. وبالإضافة إلى ذلك، سيتم خلق الآلاف من فرص العمل خلال مراحل التطوير والبناء والتشغيل، مما يعزز الاقتصاد المحلي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن تصدير الوقود الأخضر إلى الأسواق العالمية يولد عائدات تصدير سنوية. كما سيساهم المشروع في إنشاء ميناء بحري جديد على ساحل البحر الأحمر، تابع لهيئة موانئ البحر الأحمر، دون تحميل الدولة أي أعباء مالية. وبالإضافة إلى ذلك، يتم توطين الصناعات الموردة مثل إنتاج أجهزة التحليل الكهربائي والوحدات الشمسية وطواحين الهواء تدريجيا، مما يؤدي إلى زيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الشركة بتزويد السفن المارة بقناة السويس بالوقود الأخضر، مما يساعدها على مواكبة متطلبات الملاحة العالمية والتكيف مع التغيرات البيئية المستقبلية.

وأشار إلى أن شركة المشروع ستتولى تدريب وتأهيل العمالة المصرية، بهدف الوصول تدريجياً إلى 95% من إجمالي القوى العاملة المشاركة بشكل مباشر في المشروع، وهو ما سيساهم في تطوير قوى عاملة محلية متخصصة في قطاع الطاقة النظيفة.

ويعد هذا المشروع خطوة حاسمة في تأمين مستقبل الطاقة النظيفة في مصر وتعزيز مكانتها كمركز عالمي لتجارة الوقود الأخضر. ويفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والتعاون الدولي في هذا المجال المهم.


شارك