تجريم التطبيع.. نائب تونسي: أقول لعموم شعبنا لا تعولوا كثيرا على هذا المجلس ولا على نوابه

وفي كلمة له أمام مجلس النواب التونسي، الاثنين، تحدث النائب الطاهر بن منصور عن القانون الذي يجرم التطبيع مع إسرائيل ويثير جدلا في تونس لعدم إقراره. قال النائب التونسي الطاهر بن منصور في كلمة نشرها المجلس على قناته على يوتيوب: “للأسف، يصادف اليوم، 7 أبريل/نيسان 2025، نداءً لإضراب عالمي لوقف الإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين. اليوم، يشارك في هذا الإضراب جميع أحرار العالم، من شرقه إلى غربه، منظمات وأنظمة وجمعيات وأفراد”.
وأضاف بن منصور: “تأتي هذه الدعوة العالمية للإضراب في وقتٍ يُعرض علينا فيه مشروع قانون يُجرّم تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، وهو راكدٌ في أدراج مجلس النواب منذ نحو عام ونصف. وهذه ممارسةٌ غير مسبوقة في تاريخ البرلمانات العالمية، وتُمثّل التفافًا على إرادة الشعوب”.
وتابع قائلاً: “بعد التصويت على العنوان والفصلين الأول والثاني، وفي انتهاك لكل قواعد وأبجديات فصل السلطات، كما ناقش ذلك مونتسكيو في كتابه “روح القوانين” منتصف القرن الثامن عشر، تم رفع الجلسة بعد تدخل الرئيس التنفيذي، كما أعلن رئيس مجلس النواب في الجلسة العامة المذكورة”.
وأضاف النائب: “منذ هذه الحادثة اكتفى المجلس بإصدار البيانات التي تدين وتنكر وتنكر المجازر اليومية المستمرة بحق شعبنا في فلسطين، أو قراءة الفاتحة على أرواحهم وأرواح الشهداء، وهو ما يعد شكلاً من أشكال ازدواجية المعايير وتعبيراً عن العجز”.
وأضاف النائب التونسي: “لذلك أقول لكل شعبنا: لا تضعوا ثقة كبيرة في هذا البرلمان أو ممثليه”.
واختتم حديثه قائلاً: “أمامهم جميع أشكال النضال السلمي، ولعل أهمها المقاطعة الاقتصادية لجميع المؤسسات الداعمة لهذا الكيان، ومقاطعة جميع المنظمات والأنظمة والأفراد الذين يتعاملون معه ويطبعون معه. والهدف هو الضغط عليهم لقطع علاقاتهم مع هذا الكيان الغاصب وسحب جميع أشكال الدعم المادي والسياسي منه، باعتباره كيانًا دنيءًا، غريبًا عن الجغرافيا والتاريخ”.
في 2 نوفمبر 2023، أقر البرلمانيون الفصلين الأولين من مشروع القانون رقم 14 لسنة 2023، الذي يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني والاعتراف به والتعامل معه، قبل رفع الجلسة إلى يوم الجمعة 3 نوفمبر 2023.
واستؤنف الاجتماع بعد تأجيله بسبب اختلاف مواقف الأعضاء بشأن الاقتراح. وأوضح رئيس مجلس النواب إبراهيم بودربالة للنواب أولا موقف الرئيس التونسي من مشروع القانون، مشيرا إلى أن “هذا القانون سيضر بالمصالح الخارجية لتونس وأن الرئيس أكد أنه اعتداء على الأمن الخارجي للبلاد وأن الأمر اتخذ طابعا انتخابيا”.
ودعا حينها رئيس المجلس إبراهيم بودربالة، حسب تقارير إعلامية تونسية، إلى عدم الانزلاق إلى حالة عدم اليقين في البلاد.
وقرأ إبراهيم بودربالة بعد ذلك طلبا من 18 نائبا بإعادة مشروع القانون إلى لجنة الحقوق والحريات لاستكمال كافة الإجراءات وتقديم تقرير جديد من تلك اللجنة للتأكد من أن القانون يتوافق مع دستور البلاد الجديد. تم رفض هذا الاقتراح وفشل بعد أن صوت 68 نائبا ضده و60 لصالحه و9 امتنعوا عن التصويت.