أسواق المال العالمية والعربية تعاود الارتفاع بعد موجة الهبوط الكبير

• نبيل: استمرار الاتجاه الصعودي للأسواق يعتمد على مدى استمرار فرض ترامب للرسوم الجمركية.
تعافت أسواق الأسهم العالمية والعربية من الانخفاضات الحادة التي شهدتها خلال أيام التداول الأخيرة، بعد فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسوماً جمركية على عدد من الدول، ما أدى إلى تصعيد الحرب التجارية العالمية.
قال محلل أسواق المال ريموند نبيل إن التعافي الذي شهدته الأسواق العالمية اليوم أمر طبيعي بعد التراجع الحاد في أيام التداول السابقة، خاصة أن “مؤشر الخوف” وصل إلى ذروته. وأوضح أن موجة التراجعات الحادة التي أسفرت عن خسائر تراوحت بين 13 و17 في المئة في بعض الأسواق العالمية، سوف يتبعها بطبيعة الحال عمليات توحيد وانتعاش صعودي. ولكن مدى التعافي واستمرار الانتعاش العالمي يعتمدان على مدى استكمال ترامب لسياسة التعريفات الجمركية والتزامه بها أو تراجعه عنها.
وأضاف نبيل أن سوق الأسهم المصرية كانت الأقل تأثراً والأكثر مرونة بين كل الأسواق العربية. طالما بقي السوق فوق مستوى 29600 نقطة فإنه سيظل يتحرك بشكل جانبي على المدى المتوسط ولكن في اتجاه تصاعدي على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن مؤشر على الحركة الهبوطية في السوق سيكون إغلاق السعر دون مستوى 29500 نقطة، وهو ما لم يحدث حتى الآن. وتوقع أن يواصل السوق المصري أداءه الجيد خلال الجلسات المتبقية من الأسبوع، ولكننا لن نشهد ارتفاعا قويا.
استأنفت البورصة المصرية مسارها الصعودي بعد أن شهدت انخفاضات كبيرة خلال جلسات التداول الثلاثة الماضية. وجاء ذلك نتيجة تعافي الأسواق المالية العالمية والعربية بعد أن أبدى الرئيس الأميركي مرونته بشأن الرسوم الجمركية. ارتفعت مؤشرات البورصة المصرية في ختام تعاملات اليوم، وأغلق المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” مرتفعا بنسبة 0.64% عند مستوى 30648.98 نقطة.
ورغم أن ترامب كان قد أكد في وقت سابق أنه سيفرض الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، إلا أنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية تغيير هذه القرارات مرة أخرى. في تصريحات جديدة، قال: “قد تصبح الرسوم الجمركية على الصين دائمة، وينطبق الأمر نفسه على المحادثات الجارية. نأمل في التوصل إلى اتفاق، وإذا أمكننا، فسيكون ذلك رائعًا. وإن لم يتحقق، فلا بأس أيضًا”.
من جانبه، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسانت إن ترامب بدأ محادثات بشأن الرسوم الجمركية في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا يوم الاثنين. وأشار إلى أن نحو 70 دولة تواصلت مع الحكومة الأميركية بشأن الرسوم الجمركية الأخيرة. وقال بيسانت إنه يأمل أن تساهم المفاوضات مع الشركاء التجاريين في خفض التعريفات الجمركية، مؤكدا أن جميع القضايا قابلة للنقاش.
تعافت الأسواق المالية العالمية، كما ارتفعت الأسواق الأوروبية أيضاً. وأنهى ذلك سلسلة خسائر استمرت أربعة أيام بسبب التوترات العالمية المتزايدة بشأن الرسوم الجمركية.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الإقليمي بنحو 1%، حيث سجلت جميع القطاعات تقريبا وجميع البورصات الرئيسية أداء إيجابيا. وارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 1% إلى 20002 نقطة، كما ارتفع مؤشر فوتسي البريطاني بنسبة 1.53% إلى 7820 نقطة، وقفز مؤشر كاك الفرنسي بنسبة 0.99% إلى 6995 نقطة.
تعافت أسواق الأسهم الآسيوية بعد أن سجلت أسوأ يوم لها على الإطلاق أمس. أنهى هذا موجة بيع عالمية ناجمة عن مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي بسبب الحرب التجارية.
وارتفعت الأسهم في اليابان وأستراليا، في حين أشارت العقود الآجلة في هونج كونج إلى المزيد من الخسائر بعد أن انخفض مؤشر الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بأكثر من 5% في أعقاب تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الواردات الصينية. وتراجع الدولار أيضا مقابل العملات الرئيسية.
استقرت سندات الخزانة الأميركية بعد عمليات بيع حادة يوم الاثنين، في حين ارتفعت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية.
تعافت أسواق الخليج في ختام تعاملات اليوم من التراجعات الحادة التي شهدتها في اليوم السابق، والتي خسرت خلالها 182 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد. وكان السبب في ذلك هو الخسائر التي شهدتها أسواق الأسهم والنفط العالمية. مع تعافي الأسواق العالمية، تمكنت الأسواق من تعويض بعض خسائرها خلال اليومين الماضيين.
أغلق المؤشر الرئيسي للسوق المالية السعودية (تداول) تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 0.97% ليصل إلى 11302 نقطة. وارتفع مؤشر السوق الأول في بورصة الكويت بنسبة 3% إلى 8302 نقطة، في حين ارتفع مؤشر بورصة قطر بنسبة 1.34% ليغلق عند 9896 نقطة.
أغلقت سوق أبوظبي للأوراق المالية تعاملات اليوم على ارتفاع بنسبة 0.44% عند 8,989 نقطة، في حين ارتفع مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 1.90% إلى 4,890 نقطة.
وسط المخاوف المتزايدة بشأن سياسة التعريفات الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، شهدت أسواق الأسهم العالمية تقلبات حادة في الأيام الأخيرة.