مبعوث الأمم المتحدة: النظام الاقتصادي العالمي يترنح.. ونظام جديد في الأفق

أكد محمود محيي الدين المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة أن العالم يشهد ما أسماه “المسمار الأخير في نعش النظام الاقتصادي الدولي”.
وفي تصريحات لبرنامج “الكلمة الأخيرة” مع الإعلامية لميس الحديدي على قناة “أون إي”، أشار رسميا وبشكل صريح إلى أن الوضع الحالي يشير بوضوح إلى حرب تجارية عالمية.
وأضاف محي الدين أن كافة قواعد الحرب التجارية أصبحت موجودة، وهذا يعكس تغييرا جذريا في النظام الذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
قال محي الدين إن النظام الدولي الذي “ورثناه” قد تهشّم بفعل الأزمة المالية العالمية عام 2008. وأشار إلى أننا سنشهد هذا العام نهاية النظام الاقتصادي كما عرفناه، وأن التطورات الحالية في الأسواق تشير إلى حالة من الترقب والترقب لنظام اقتصادي عالمي جديد لم تتضح معالمه بعد.
وأضاف المبعوث الأممي أن الأحداث في الأسواق المالية تثير القلق بين المراقبين والمستثمرين. ولكن الأمر الأكثر خطورة هو تأثيرات الوضع الاقتصادي على البلدان النامية. وأشار إلى القضايا الأكثر تأثيرا مثل التضخم والنمو والبطالة وفرص العمل والديون.
وأشار إلى أن انخفاض أسعار النفط كان محط الأنظار في الآونة الأخيرة.
وأكد أن الخطاب الاحتفالي للرئيس الأميركي بشأن أسعار النفط وتراجعها سيكون له آثار اقتصادية قد تفيد الاقتصاد الأميركي على المدى القريب، مقارنة بالعواقب المحتملة على المدى الطويل.
وأوضح محمود محي الدين ذلك بمثال: «يبدو الأمر وكأن أحدهم يحتفل بإطلاق صاروخ يضيء السماء ثم يسقط فجأة على الضحايا».
وأضاف أن مثل هذه القرارات قد تؤدي إلى عواقب غير متوقعة، وحذر من ضرورة التمييز بين ما يستحق الاحتفال وما لا يستحق في ظل حالة الحرب الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالاقتصاد العالمي، أكد محي الدين أنه لا ينبغي لنا أن نسمح لأنفسنا بالتأثر بمفاهيم شائعة مثل “الفوضى الخلاقة”. وأشار إلى أن ما يحدث ليس فوضى، بل تدمير اقتصادي متعمد له عواقب سياسية واقتصادية معقدة.
وأكد أن المنظمات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بحاجة إلى إعادة النظر، خاصة في ضوء التغيرات في السياسات المالية حول العالم.
وأضاف أن الدول التي تعتمد على المساعدات الدولية سوف تتأثر بشدة، مثل جنوب السودان الذي يعتمد بشكل كبير على المساعدات المالية.
وأوضح محيي الدين أن هناك احتمالا كبيرا لدخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود. وبحسب التوقعات، قد تصل معدلات الركود إلى ما يصل إلى 60%. وسيكون لهذا تأثير مباشر على الاقتصاد العالمي، الذي يلعب الاقتصاد الأميركي دورا كبيرا فيه.
وأضاف أن هناك جهوداً تبذل في الدول الآسيوية لتشكيل تحالفات اقتصادية جديدة. وتجري اتصالات ومباحثات بشأن اتفاقيات اقتصادية جديدة بين دول الخليج والصين.
وأشار محيي الدين إلى أن الدول الأفريقية بدأت تتخذ خطوات نحو التعاون الاقتصادي غير المسبوق داخل القارة، وهو ما يمثل اتجاهاً جديداً نحو تعزيز التعاون بين الدول الأفريقية.
اقرأ أيضاً:
بدأت أسواق الأسهم الآسيوية في التعافي من الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وتتحول إلى الإيجابية.
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% بعد خفض الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
وصل مؤشر الخوف في وول ستريت إلى أعلى مستوى له منذ جائحة فيروس كورونا.