النائب هشام الحاج علي: زيارة ماكرون لمصر جاءت في لحظة فارقة

قال عضو مجلس الشيوخ هشام الحاج علي إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي تحمل في طياتها أبعاداً تاريخية وثقافية وسياسية معقدة، لا تأتي في فراغ، بل في لحظة حرجة من تاريخ المنطقة، حيث تتقاطع جراح قطاع غزة مع مؤامرات التهجير، وتغلي مياه البحر الأحمر، ويتساءل الجميع عن نوايا بعضهم البعض. وفي هذه اللحظة بالذات قررت باريس أن تتوجه إلى القاهرة.
في بيانٍ له اليوم، أضاف: “لم يأتِ ماكرون لرؤية الأهرامات، بل لفهم الواقع. أخذه الرئيس السيسي إلى قلب مصر، لا إلى أطرافها، من خان الخليلي إلى الجمالية، ومن الحسين إلى مقهى نجيب محفوظ، ومن المترو إلى جامعة القاهرة. هذا ليس طريقًا… بل طريقٌ ذو معنى”.
وأوضح أن صورة الرئيسين محاطين بالناس وسط حشود الشوارع المصرية، كانت في الحقيقة إعلاناً عن “مصر آمنة رغم العواصف، ومصر قوية رغم المؤامرات، ومصر واثقة رغم الضغوط”. والدبلوماسية هنا لا تعني الابتسام في الصالونات المغلقة، بل التحدث في الشارع، بعيون واثقة وقلب مفتوح.
وأكد الحاج علي أنه في هذه اللحظة التاريخية التي نعيشها، فإن الالتفاف الشعبي حول الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يمكن فصله عن المشهد الإقليمي الأوسع الذي يتم فيه إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية بعنف، وتحاك فيه المؤامرات ضد الشعوب التي تجبر على التخلي عن أراضيها وتاريخها.
وأوضح أن تزامن زيارة ماكرون مع هذه الحالة من التوتر الإقليمي ودعم مصر الصريح للثوابت الوطنية ووقف إطلاق النار في قطاع غزة أعطى الزيارة بعدا استثنائيا. ولم يشاهد العالم ماكرون في مصر فحسب، بل شاهد أيضاً كيف تصرفت مصر وكيف كانت قيادتها محاطة بحب وثقة شعبها رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهتها.
وأوضح أن التأثير الإعلامي والسياسي لهذه الزيارة في المنطقة والعالم يتجاوز مجرد الصور والكلمات. وأوضح للعالم أن مصر ليست دولة يحكمها الخارج ولا شعب يحكمه الخوف. بل هي أمة تتخذ قراراتها بناء على ضمير شعبها وتقدم للعالم نموذجا في اتخاذ القرارات السيادية واحترام التاريخ.