“تبريرات واهية”.. كيف حاولت إسرائيل التنصل من مجزرة بحر البقر؟

منذ 10 أيام
“تبريرات واهية”.. كيف حاولت إسرائيل التنصل من مجزرة بحر البقر؟

في صباح يوم الأربعاء الموافق 8 إبريل 1970م استيقظ أهالي قرية بحر البقر بمحافظة الشرقية على صوت طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف المدرسة الابتدائية. كانت هذه واحدة من أبشع المجازر في التاريخ الحديث. وأسفر القصف عن مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين، وتدمير المدرسة بالكامل.

1

مبررات إسرائيلية واهية وسخيفة

ولم تتردد إسرائيل في تقديم مبرراتها المعتادة للمذبحة. وزعم المتحدث باسم وزارة الدفاع حينها أن الهجوم كان يستهدف أهدافا عسكرية، وأن الطيارين الإسرائيليين كانوا ملتزمين بضرب المواقع العسكرية بدقة. وكان هذا التصريح أقل قسوة من تبرير وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان، الذي ادعى أن المدرسة كانت “منشأة عسكرية مموهة” وأن الأطفال كانوا يرتدون الزي العسكري ويتدربون على القتال. ولم تكن هذه التبريرات سوى محاولة للتهرب من جرائمه المعتادة ضد الأبرياء.

موقف مصر وردود الفعل الدولية

من جانبها، أدانت مصر المذبحة ووصفتها بأنها “عمل همجي لا يمت للإنسانية بصلة”. وهاجمت إسرائيل المدرسة عمداً بهدف الضغط على القاهرة لوقف إطلاق النار في إطار حرب الاستنزاف. وعلى المستوى الدولي كان الموقف الرسمي ضعيفا ومخزيا. ووصفت الولايات المتحدة الحادثة بأنها “أخبار مروعة” وأشارت إلى أن الحادثة كانت نتيجة مؤسفة لعدم الامتثال لقرارات مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.

صورة 2

ورغم تقاعس حكومات الدول رسميا عن اتخاذ أي إجراء، إلا أن الحادثة أثارت غضب السكان.

عالميًا، مما دفع إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون إلى تأجيل الصفقة.

تزويد إسرائيل بالطائرات الحديثة.

وفي أعقاب هذه المذبحة المشينة، التي لعبت فيها إسرائيل دوراً بطولياً، سارعت مصر إلى بناء “جدار الصواريخ” الذي بدأ العمل به في يونيو/حزيران 1970. ونجح هذا الجدار في إسقاط عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية، مما أدى إلى تغيير موازين القوى على الجبهة المصرية. وفي نهاية المطاف، اضطرت إسرائيل إلى قبول مبادرة روجرز، التي أنهت حرب الاستنزاف.

ذاكرة خالدة

ورغم مرور عقود على مذبحة بحر البقر، فإنها تظل شاهدا على وحشية إسرائيل. وتستمر عائلات الضحايا في السعي لتحقيق العدالة، حيث رفعت دعوى قضائية في عام 2013 تطالب بالتعويض المالي والمعنوي، بحجة أن جرائم الحرب لا تخضع لقانون التقادم.

إلى يومنا هذا، تظل كلمات الشاعر صلاح جاهين، التي غنتها شادية، صرخة احتجاج في وجه الصمت العالمي: “انتهت الدروس، اجمعوا دفاتركم، على ورقها يسيل الدم، في قصر الأمم المتحدة، مسابقة رسم الأطفال، ما رأيك في البقع الحمراء، يا ضمير العالم، يا حبيبتي، هذه لفتاة مصرية، سمراء البشرة، كانت من ألمع طالباتي، رسمت دماؤها زهرة، رسمت راية ثورية، رسمت وجهاً، رسمت شخصية قوية، رسمت ناراً، رسمت عاراً، عن الصهيونية والاستعمار والعالم الصابر عليهما والصامت على أفعال الشياطين، انتهت الدروس، اجمعوا دفاتركم”.


شارك