النفط يهبط لليوم الخامس على التوالي مع دخول رسوم ترامب حيز التنفيذ

هبطت أسعار النفط لليوم الخامس على التوالي، اليوم الأربعاء، إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير/شباط 2021، وسط مخاوف بشأن الطلب بسبب تصاعد حرب الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم، وارتفاع توقعات الإمدادات، حسبما ذكرت رويترز.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.04 دولار، أو 3.25 بالمئة، إلى 60.78 دولار للبرميل، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.86 دولار، أو 3.12 بالمئة، إلى 57.72 دولار.

وخسرت العقود كلا السعرين ما يصل إلى 4% قبل أن تعوض بعض خسائرها.

انخفضت أسعار النفط الخام برنت وغرب تكساس الوسيط على مدى أيام التداول الخمسة الماضية منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات. ويثير هذا مخاوف من أن تؤدي حرب تجارية عالمية إلى الإضرار بالنمو الاقتصادي وإبطاء الطلب على الوقود.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى 98 دولارا للبرميل مقارنة بالعقد المبرم بعد ستة أشهر، وهو أدنى مستوى منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني. وانخفضت هذه القسط من 3.53 دولار منذ الإعلان عن الرسوم الجمركية في الثاني من أبريل وتصاعد الحرب التجارية مع الصين.

ويشير تشديد سوق برنت، وهو هيكل السوق الذي تكون فيه أسعار العقود الآجلة الفورية أعلى من المعروض من العقود الآجلة، إلى أن المستثمرين يشعرون بقلق متزايد إزاء انخفاض الطلب على النفط الخام واحتمال حدوث فائض في المعروض.

دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين بنسبة 104 بالمئة حيز التنفيذ يوم الأربعاء. ويمثل هذا زيادة بنسبة 50 بالمئة بعد فشل بكين في رفع الرسوم الجمركية الانتقامية على السلع الأميركية بحلول الموعد النهائي الذي حدده ترامب بعد ظهر الثلاثاء.

تعهدت بكين بعدم الرضوخ لما وصفته بالابتزاز الأميركي بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على السلع الصينية إذا لم ترفع البلاد الضريبة الانتقامية البالغة 34%.

وقال يي لين، نائب رئيس أسواق السلع النفطية في ريستاد إنرجي، إن “الرد الصيني العدواني يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق سريع بين أكبر اقتصادين في العالم ويغذي المخاوف المتزايدة من حدوث ركود اقتصادي عالمي”.

وأضافت: “إن نمو الطلب على النفط في الصين بمقدار 50 إلى 100 ألف برميل يوميا معرض للخطر إذا استمرت الحرب التجارية، ولكن الحوافز الأقوى لتعزيز الاستهلاك المحلي قد تخفف الخسائر”.

وتفاقم انخفاض أسعار النفط عندما قررت أوبك+ -التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، بما في ذلك روسيا- الأسبوع الماضي زيادة إنتاجها بمقدار 411 ألف برميل يوميا في مايو/أيار. ويعتقد المحللون أن هذه الخطوة من المرجح أن تدفع السوق إلى منطقة الفائض.

وتتوقع جولدمان ساكس الآن أن تنخفض أسعار النفط الخام برنت وغرب تكساس الوسيط إلى 62 و58 دولارا للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025 و55 و51 دولارا للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر/كانون الأول 2026.

مع انخفاض أسعار النفط، انخفض سعر النفط الخام الروسي إسبو إلى ما دون سقف السعر الغربي البالغ 60 دولارا للبرميل للمرة الأولى يوم الاثنين.

ومن العلامات الإيجابية للطلب أن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت بمقدار 1.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الرابع من أبريل/نيسان، وفقا لمعهد البترول الأميركي. لكن استطلاعا لرويترز كان توقع زيادة بنحو 1.4 مليون برميل.