مستثمرون فرنسيون: نعتزم ضخ استثمارات جديدة في مصر بمشروعات تدعم التحول الأخضر

منذ 8 أيام
مستثمرون فرنسيون: نعتزم ضخ استثمارات جديدة في مصر بمشروعات تدعم التحول الأخضر

وزيرة البيئة تلتقي وفداً من جمعية رجال الأعمال الفرنسية MEDEF International لتشجيع الاستثمارات لدعم التحول الأخضر في مصر.

وأشاد الوفد الفرنسي بجهود الحكومة المصرية في توفير بيئة داعمة للاستثمار الأخضر وتمهيد الطريق للتحول الأخضر.

التقت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد بوفد من جمعية رجال الأعمال الفرنسيين MEDEF International، والتي تضم عدداً من الشركات الفرنسية الكبرى التي ترغب في توسيع استثماراتها في مصر. خلال الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة، سيتم مناقشة فرص التعاون لزيادة الاستثمارات لدعم التحول الأخضر في مصر من خلال مشاريع بيئية ومناخية مختلفة. وسيرأس الاجتماع ووتر فان ويرش، نائب الرئيس التنفيذي لشركة إيرباص ورئيس البعثة الاقتصادية الفرنسية.

الدكتور موضع تقدير. ناقشت وزيرة البيئة ياسمين فؤاد التعاون الشامل مع فرنسا على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف، فضلاً عن التعاون المتميز في المجالات البيئية والمناخية، حيث قادت مصر المجموعة الأفريقية في اتفاقية باريس عام 2015. كما سلطت الضوء على قضية التنوع البيولوجي، حيث لعبت مصر دورًا محوريًا كدولة مضيفة لمؤتمر التنوع البيولوجي COP14، مما ساهم في تطوير خارطة الطريق للإطار العالمي للتنوع البيولوجي وسلطت الضوء على العلاقة بين التنوع البيولوجي والقطاعات المختلفة، وخاصة القطاعين المالي والتجاري.

قدمت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد لمحة عامة عن المسار الذي اتخذته مصر في السنوات الأخيرة لتغيير المفاهيم البيئية. ومن خلال تغيير الحوار حول البيئة وربطه بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، تم إرساء أسس مسار التحول الأخضر. وفي عام 2019، وافق مجلس الوزراء على إدراج معايير الاستدامة البيئية ضمن خطة الاستثمار في الدولة. مع هدف طموح يتمثل في تحقيق 100% من المشاريع الخضراء في الميزانية الإجمالية بحلول عام 2030 من خلال عملية تدريجية تطوعية.

وأضاف وزير البيئة أن الأهمية المتزايدة لتغيرات المناخ دفعت الحكومة المصرية إلى تغيير وضع المجلس القومي لتغيرات المناخ ووضعه تحت رئاسة رئيس مجلس الوزراء ومشاركة وزارات مختلفة. وشملت النتائج الرئيسية لهذا الإصلاح تطوير الاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050 والتحديثات المتكررة لخطة المساهمات المحددة وطنيا لعام 2030. وسيتضمن التحديث الأخير إدراج الحلول القائمة على الطبيعة والحفاظ على الشعاب المرجانية، ويستند إلى المبادرة التي أطلقها الرئيس في عام 2018 والتي تدعو إلى التآزر بين اتفاقيات ريو الثلاث (المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر) كنهج متكامل لتحقيق الاستدامة.

وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مصر، باعتبارها دولة ذات انبعاثات أقل من 1%، تعطي الأولوية للتكيف، خاصة في ظل تحديات الأمن الغذائي وندرة المياه. وتم إعداد استراتيجية وطنية للاستثمار في المناخ، تركز على قطاعي المياه والزراعة بالشراكة مع القطاع الخاص، وتشجيع القطاع المصرفي على التدخل للحد من مخاطر الاستثمار بالنسبة للقطاع الخاص. ويجري حاليا إعداد وثيقتين هامتين: الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الدائري، والاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الأزرق، خاصة وأن مصر ستستضيف مؤتمر اتفاقية برشلونة لمكافحة التلوث في البحر الأبيض المتوسط نهاية العام. وسوف يركز أحد محاوره على آليات إشراك القطاع الخاص في حماية البيئة البحرية وتعزيز الاقتصاد الأزرق.

وأشار وزير البيئة إلى أن جزءاً من الدخل الوطني يعتمد على قطاع السياحة. وقد استلزم هذا الأمر طرح عدد من المبادرات للحفاظ على الموارد الطبيعية الساحلية وحماية البيئة البحرية. وتشمل هذه المبادرات مبادرة الحفاظ على الشعاب المرجانية بالتعاون مع القطاع الخاص لتعزيز السياحة المستدامة. ويجري العمل حالياً على إنشاء صندوق للطبيعة بالتعاون مع أحد البنوك الوطنية وشركاء التنمية بهدف تقليل مخاطر رأس المال للقطاع الخاص عند الاستثمار في أنشطة السياحة البيئية وتوفير الفرص للقطاع الخاص لتنفيذ الأنشطة في المناطق المحمية. عملت وزارة البيئة على إنشاء سوق متكامل لمنتجات السياحة البيئية وتشجيع الاستثمار في الطبيعة.

وفي مجال إدارة المخلفات، أشار وزير البيئة إلى أن مصر حققت نجاحاً كبيراً بإقرار أول قانون ينظم إدارة المخلفات، والذي يعتمد على مفهوم الاقتصاد الدائري وإشراك القطاع الخاص. كما تقوم هيئة تنظيم إدارة النفايات التابعة للوزارة بوضع الإجراءات التنظيمية وإعداد عقود التشغيل وتطوير التقنيات المناسبة وعرض فرص الاستثمار ونماذج الأعمال، كما أكملت البنية التحتية لإدارة النفايات لتوفير فرص الإدارة للقطاع الخاص. وبالإضافة إلى ذلك، هناك قصة نجاح ملهمة تهدف إلى إقناع شركات الأسمنت باستخدام أنواع الوقود البديلة في مزيج الطاقة لديها لتقليل اعتمادها على الفحم. وقد شجع هذا العديد من مصانع الأسمنت على إدخال آليات لإنتاج الوقود البديل.

وناقشت فرص التعاون في الاستثمار في إنتاج وقود الطيران المستدام، حيث أجرت وزارات البيئة والبترول والطيران المدني دراسة شاملة حول إنتاج هذا النوع من الوقود من زيوت الطهي المستعملة.

وأشارت إلى أن النظرة إلى العلاقة بين الصناعة والبيئة تغيرت في السنوات الأخيرة، حيث ساعد برنامج مكافحة التلوث الصناعي التابع لوزارة البيئة العديد من المنشآت الصناعية على تكييف ظروفها البيئية. وتهدف المرحلة الجديدة من البرنامج، والتي أطلق عليها اسم “الصناعة الخضراء المستدامة”، إلى تقديم قروض منخفضة الفائدة للقطاع الخاص، ليس فقط للمنشآت الملوثة ولكن أيضًا للمنشآت التي ترغب في اتخاذ خطوات أكبر نحو الاستدامة، وبالتالي تعزيز التحول الأخضر في مصر.

فحص الدكتور. وأشارت ياسمين فؤاد إلى عدد من فرص التعاون المشترك، منها إنتاج المواد الخام من مخلفات البناء والهدم في إطار الاستراتيجية الوطنية لمخلفات البناء والهدم، والتي تم تنفيذ أول مشروع تجريبي منها بالتعاون مع القطاع الخاص في القاهرة الجديدة. وأشارت إلى تنفيذ أكبر مدينة لإدارة المخلفات بالتعاون مع البنك الدولي في مدينة العاشر من رمضان لإدارة المخلفات من شرق القاهرة والقليوبية، بما في ذلك المخلفات البلدية والطبية والصناعية والبناء والهدم. لقد جعلت الحكومة والبنك الدولي من مهمتهما بناء البنية التحتية لهذه المدينة وجعلها متاحة للتشغيل من قبل القطاع الخاص.

وسلطت وزيرة البيئة الضوء على فرص الاستثمار في التصميمات الصديقة للبيئة التي تعتزم مصر تطويرها، بالإضافة إلى مبادرة المنسوجات المستدامة أو “من النفايات إلى الذوق الجيد”، التي تم إطلاقها في مؤتمر المناخ COP27 لإعادة تصميم وإعادة استخدام الملابس والأقمشة المستعملة. وأشارت أيضاً إلى مجال الاستشارات البيئية وتقييم الأثر البيئي الاستراتيجي، خاصة على الساحل الجنوبي للبحر الأحمر والساحل الشمالي. وفي مجال الحياد الكربوني في صناعة السيارات، تسعى مصر إلى تنفيذ خطة طموحة لإنتاج السيارات التقليدية والكهربائية محلياً، واستخدام الوقود منخفض الانبعاثات، وتعزيز النقل العام الكهربائي من خلال العديد من المشاريع القومية، حيث حقق قطاع النقل بالفعل معدلات خفض انبعاثات أعلى من تلك المتوقعة في خطة المساهمة الوطنية.

واستعرضت برنامج البنك المركزي الطموح لتشجيع القطاع المصرفي على تبني المشاريع والسياسات المناخية، والقيام بالتحول الأخضر، وتمويل مشاريع التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها. أصبح لزاما على البنوك الوطنية الآن إنشاء وحدات للاستدامة؛ يجب أن تتكيف أنظمة التمويل المصرفي مع أجندة التحول الأخضر للبلاد. يجب تنفيذ استراتيجية الاقتصاد الحيوي الوطنية لتزويد الصناعة بالمواد الخام من المواد البيولوجية. يجب تقليل استخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. وعلاوة على ذلك، لا بد من إدخال مسؤولية موسعة للمنتج.

من جانبه، أكد رئيس الوفد التجاري الفرنسي اهتمام شركته بتطوير أسواق جديدة في مصر من خلال الاستثمار في المشروعات التي تدعم التحول الأخضر للبلاد. وأشاد بالفرصة الممتازة التي توفرها القيادة السياسية المصرية لتبادل وجهات النظر وتعزيز التعاون المشترك والعمل المشترك لتحقيق الاستدامة في مجالات مختلفة مثل الهيدروجين الأخضر والحياد الكربوني وتوازن النظام البيئي.

وأشاد الوفد الفرنسي بجهود الجانب المصري في توفير بيئة داعمة للاستثمارات الخضراء وتمهيد الطريق للتحول الأخضر، وأعرب عن تطلعه إلى بناء شراكات فرنسية مصرية في مجال الاستثمارات البيئية والمناخية.

وتم الاتفاق على عقد سلسلة من اللقاءات الافتراضية مع الشركات الفرنسية لتطوير فرص التعاون الاستثماري بين الجانبين في مجموعة من المشاريع البيئية.

يشار إلى أن الوفد الفرنسي ضم شركات ناشطة في مجالات البناء الأخضر واستخدام مواد البناء منخفضة الكربون والاستشارات والدراسات البيئية والمطارات الخضراء وصناعة إعادة التدوير والطاقة الخضراء.


شارك