وسط تذبذب الأسواق العالمية .. ما أفضل القطاعات المحلية للاستثمار ؟

اقترح بعض خبراء الأسواق المالية أفضل القطاعات المدرجة للاستثمار في ظل التقلبات الحالية في الأسواق المالية العالمية.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأميركي الأربعاء الماضي أنه سيفرض رسوما جمركية على عدد من الدول. وأعلن أمس أنه سيعلق هذه التعريفات الجمركية على عشرات الدول لمدة 90 يوما. والاستثناء الوحيد هو الصين، حيث ارتفعت التعريفات الجمركية إلى 125 في المائة.
وأوضح خبراء الأسواق المالية أنه في ظل تقلبات السوق المحلية بسبب المشهد العالمي، فإنه من الضروري التركيز على قطاعات محددة لضمان تحقيق مكاسب على المدى المتوسط، مثل الأغذية والمشروبات والطاقة والعقارات والبنوك وغيرها من القطاعات الواعدة.
ونتيجة لهذه الصراعات العالمية، سجلت البورصة المصرية خسائر بلغت 85 مليار جنيه مصري من قيمتها السوقية على مدار ثلاث جلسات تداول، عقب إعلان الرئيس الأمريكي عن الرسوم الجمركية. وأدى هذا إلى خسائر فادحة للتجار.
واصلت البورصة المصرية صعودها خلال جلسة اليوم الثلاثاء، مسجلة مكاسب بقيمة 20 مليار جنيه، فيما تكبدت السوق المحلية خسائر جديدة بلغت 52 مليار جنيه من قيمتها السوقية خلال جلسة أمس. ونتيجة تصاعد الحرب التجارية العالمية بلغت الأرباح اليوم 45 مليار جنيه مصري.
السياحة والترفيه
قالت خبيرة البورصة حنان رمسيس، إن هناك قطاعات واعدة في البورصة المصرية تواصل النمو رغم التحديات الاقتصادية العالمية، مثل السياحة والترفيه، والأغذية والمشروبات، وتجارة التجزئة.
وأضاف رمسيس أنه بالإضافة إلى قطاع النقل فإن هذا يشمل أيضاً قطاع الشحن والتفريغ. ويوضح أن قطاع الشحن والتفريغ ربما يتأثر بحركة الملاحة في قناة السويس، لكنه سيحقق نموا جيدا على المدى المتوسط. بسبب وجود الاستثمار الأجنبي.
بالإضافة إلى ذلك، توفر الموانئ المحلية إمدادات الشحن وتنفذ أنشطة مثل إصلاح السفن واستكشاف أي أعطال قد تحدث. وهذا ما يزيد من نشاط هذا القطاع.
وأشار رمسيس إلى أن قطاع البترول والطاقة يعد قطاعاً مهماً في الاقتصاد المصري، إلى جانب قطاع المنسوجات الذي يعتبر من أقل القطاعات تضرراً بسبب فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية أقل عليه مقارنة بالدول المنافسة الأخرى في السوق الأميركية.
قالت رشا محسوب، خبيرة أسواق المال، إن سوق الأسهم المصرية لا تزال توفر فرصاً إيجابية كبيرة في عدد من القطاعات الواعدة. وتفاقمت هذه الفرص نتيجة التراجع الذي شهده السوق خلال أيام التداول السابقة، والذي جاء نتيجة لنتائج إيجابية للغاية في عدد من القطاعات القيادية، وخاصة في قطاع البنوك والعقارات والخدمات المالية غير المصرفية.
وأوضح محسوب أن السوق المحلي شهد تفاعلاً إيجابياً مع قرار تعليق تحصيل الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، ما ساهم في تحقيق البورصة معدلات نمو قادتها عدة قطاعات قيادية.
وأوضحت أن الأسواق شهدت تراجعاً حاداً الأسبوع الماضي بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها الحكومة الأميركية على عدد من الدول. وكان لذلك تأثير سلبي على معظم الأسواق، وخاصة السوق الأميركية التي شهدت تراجعاً حاداً، وخسرت أكثر من 5 تريليون دولار.
بدأت الحرب التجارية يوم الأربعاء الماضي عندما أعلن الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية شاملة على أكثر من 180 دولة تحت شعار “يوم التحرير”. وتتراوح التعريفات الجمركية ما بين 10 في المائة على الأقل إلى ما يقرب من 50 في المائة. الهدف هو سد العجز التجاري وإحياء العصر الذهبي لأميركا. وأدى ذلك إلى انهيار أسواق الأسهم العالمية والعربية يومي الخميس والأحد.
وأضافت أن هذه التأثيرات السلبية أثرت على أداء أسواق المنطقة والبورصة المصرية التي شهدت تراجعا حادا خلال تعاملات الأسبوع. وصل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية إلى مستوى 30 ألف نقطة، بتراجع بلغ نحو 6%، وخسرت القيمة السوقية للبورصة نحو 70 مليار جنيه.
وتوقع محاسب أن يستأنف سوق الأسهم المصرية مساره الصعودي خلال الربع الثاني، بدعم من خفض أسعار الفائدة المرتقب وتنفيذ بعض صفقات الاستحواذ خلال الفترة المقبلة. وهذا بدوره يساعد على زيادة الإيجابية.
من المتوقع أن يصل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “EGX30” إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 34 ألف نقطة مرة أخرى في الربع الثاني من العام.
لكن خبيرة الأسواق المالية أمل سليمان اختلفت مع هذا الرأي، وقالت إنه في ظل الظروف المتقلبة التي تشهدها السوق حالياً، فإننا لا نستطيع تقديم المشورة للمتداولين بشأن قطاع أو سهم معين بسبب المخاطر العالية التي ينطوي عليها الأمر.
وأشارت إلى أن الأسواق تتحرك بشكل كبير بسبب تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب. ولذلك، فمن الصعب تقديم توصية دقيقة في الوقت الحالي.
وأضافت سليمان أنها تنصح المتداولين بتجنب التداول بالهامش، والحفاظ على سيولة كافية لحماية أنفسهم، والانتظار حتى يستقر السوق وتصبح التوقعات أكثر وضوحا.
وبررت رأيها بالقول إن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي نفسه أشار إلى أن التوقعات الحالية غامضة للغاية وأن مناقشة السياسة النقدية أمر صعب، وهو ما يعني أن هناك حالة من عدم اليقين في جميع المجالات.
ونصحت بالحذر خلال هذه الفترة، وفضلت عدم ضخ سيولة جديدة في السوق حتى تتضح الصورة ويستقر السوق بشكل ملحوظ. إذا قرر المتداول البيع لتقليل خسائره، يجب عليه الانتظار حتى يستقر السوق قبل إجراء عملية الشراء التالية.
اقرأ أيضاً:
أسواق الأسهم الصينية تتجاهل زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية وتغلق مرتفعة
تسجل أسواق الأسهم الآسيوية مكاسب قوية بعد قرار ترامب بتعليق الرسوم الجمركية.
ارتفعت سوق الأسهم الأمريكية بشكل حاد بعد أن أعلن ترامب تعليق الرسوم الجمركية.