ياسمينا العبد لـ«الشروق»: «زينة» أصعب شخصية قدمتها.. و«لام شمسية» نقطة فارقة فى مسيرتى

منذ 9 أيام
ياسمينا العبد لـ«الشروق»: «زينة» أصعب شخصية قدمتها.. و«لام شمسية» نقطة فارقة فى مسيرتى

• عملت تحت ضغط نفسي نتيجة إحساسي بالمسؤولية تجاه إخراج المسلسل. • لقد أجريت بحثًا موسعًا حول كيفية التعامل مع أفراد الأسرة الذين يعانون من الاكتئاب … وكانت مشاهد المستشفى هي الأكثر صعوبة. • استمتعت بالعمل مع يسرا اللوزي وكان العمل مع محمد شاهين سهلاً للغاية.

 

برزت الممثلة الشابة ياسمينة العبد خلال رمضان 2025، عندما قدمت دور “زينة” في مسلسل “لم شمسية”، الذي تناول قضية حساسة تتعلق بإساءة معاملة الأطفال. وأشاد كثيرون بقدرتها على التعبير بنظرة واحدة عن احتقارها لتصرفات الأب الذي صدمهم بتصرفاته غير الأخلاقية، فيما انهار الأب عندما رأى صورته تتحطم في عيون ابنته الوحيدة، بعد أن تحدى الجميع وحافظ على براءته طوال المحاكمة. وفي حوارها مع الشروق، تتحدث ياسمينا عن استعداداتها لدور “زينة”، والصعوبات التي واجهتها، وكيف عملت خلف الكواليس مع الأطفال الممثلين علي البيلي، ويسرا اللوزي، ومحمد شاهين. وتحدثت أيضًا عن مشاركتها في عمل درامي عائلي مع الفنان ماجد الكدواني، وتقييمها لمسرحية “بني آدم” التي شاركت فيها مع الفنان أحمد حلمي.

في البداية كيف جاءت مشاركتك في “لام شمسية”؟

قبل ثلاث سنوات، عندما كان عمري 15 عامًا، قرأت جزءًا من سيناريو المسلسل لأول مرة، وقمت بتجربة أداء أمام المخرج كريم الشناوي. لكن المسلسل تأجل أكثر من مرة وسعدت كثيرا عندما علمت أن موعد التصوير قد تم تحديده الآن.

هل كانت هناك أي تغييرات منذ قراءتك الأولى للسلسلة قبل ثلاث سنوات؟

لم أقرأ النص بالكامل، ولكن كان هناك بالتأكيد الكثير من التطورات، وليس مجرد تغييرات. كانت مريم نعوم مهتمة جدًا بهذا العمل وكانت تعمل على تطويره باستمرار. عندما بدأنا التصوير، كنا نتدرب على النسخة الخامسة من سيناريو المسلسل، أي أنه كان يتابع كل التطورات التي حدثت خلال السنوات الثلاث الماضية.

القصة معقدة. هل كنت خائفا من المشاركة؟

لم أكن خائفة من الدور، ولكنني كنت مليئة بالخوف والتوتر، متسائلة: هل سأتمكن من تجسيد الشخصية بطريقة يقبلها الجمهور ويصدقها؟ شعرت أنها مسؤولية كبيرة تقع على عاتقي، فالعمل يتناول موضوعًا مهمًا ويمثل فرصة وتحديًا جديدًا لشخصية بعيدة كل البعد عن البساطة والتعقيد، وفيها الكثير من التفاصيل على المستوى النفسي، حيث تجد نفسها في موقف لا يمكن لأحد أن يتخيله أو تضع نفسها في مكان شخص آخر. ويمثل هذا الدور نقطة تحول في مسيرتي الفنية.

كيف استعددتِ للدور، خاصة أن المسلسل يتناول شخصية أم تعاني من الاكتئاب؟

الشخصية تطلبت بحثاً مكثفاً جداً حول فكرة الابنة التي عليها أن تتعامل مع والدتها التي تعاني من مرض نفسي، ولذلك فإن الدور تطلب الكثير من التحضير الذهني والجسدي كونها شخصية معقدة ومركبة. والدتها تعاني من الاكتئاب، ووالدها الذي كان رمزًا للرجولة والحماية والأمان بالنسبة لها ونقطة مرجعيتها الأقرب، يكتشف فجأة أنه يسيء معاملة الأطفال. وكان من المهم أيضًا بالنسبة لي عدم المبالغة في التحضير حتى لا أقع في فخ مجرد حفظ الدور عن ظهر قلب دون فهم طبيعة الشخصية ومشاعرها. كنت أتعامل مع المواقف وأتعامل معها حسب توقيتها حتى أتمكن من التقرب من المشاعر الصادقة لأي شخص يجد نفسه في موقف مشابه لـ “زينة”. بشكل عام، كان جميع المشاركين في العرض مستعدين جيدًا. أجرينا الكثير من التدريبات على الطاولة مع المخرج كريم الشناوي والكاتبة مريم نعوم. لقد قمنا أيضًا بالعديد من التدريبات التمثيلية قبل التصوير لفهم أي تفاصيل قد تكون مخفية ولم نكتشفها بعد.

هل حضرت أي ورش عمل للتمثيل قبل تصوير الدور؟

رفض المخرج كريم الشناوي أن أشترك في ورش التمثيل قبل التصوير. لقد أرادني أن أكون نفسي. لقد ساعدني أيضًا كثيرًا قبل وأثناء التصوير، وناقش معنا التفاصيل المهمة قبل المشاهد الصعبة، وقدم لي الدعم النفسي بعد ذلك لمساعدتي على التكيف معها.

كان هناك الكثير من البكاء في المسلسل. هل سبب لك هذا ضغطا نفسيا؟

– بالطبع. لقد تأثرنا جميعًا عقليًا وجسديًا. نذهب إلى التصوير كل يوم ونشاهد مشاهد فيها بكاء. وهذا يتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة والهدوء المطلق والتركيز من أجل نقل جميع المشاعر والتفاصيل المعقدة التي ستقنع الجمهور. على المستوى الشخصي، شعرت بضغط كبير مما أثر سلباً على صحة بشرتي.

هل لازلت تشعر بالضغط بعد انتهاء المسلسل؟

عادة، أستطيع أن أتخرج بسهولة من أي دور ولا يؤثر عليّ ذلك عند انتهاء التصوير، لكن دور “زينة” حالة خاصة. لم ألعب أي شيء مثل هذا من قبل وقد وضع الكثير من الضغط علي بسبب المسؤولية التي شعرت بها تجاه السلسلة. كانت جميع المشاهد صعبة وتحتاج إلى الكثير من التحضير النفسي. إنه الدور الأصعب الذي لعبته حتى الآن، والخروج منه يتطلب جهداً هائلاً وليس سهلاً على الإطلاق، خاصة عندما أفكر أن هناك أطفالاً تعرضوا للتحرش وفتيات مثل “زينة” تعرضن لنفس الموقف. لكن من المفيد أن أتذكر أننا تناولنا قضية مهمة للغاية بالنسبة للناس. ولم نتوقف عند هذا الحد، بل قدمنا أيضًا حلولًا وشرحنا للجمهور كيف يمكنهم الحصول على المساعدة إذا وجدوا أنفسهم في مواقف مماثلة.

ما هي أصعب المشاهد التي مررت بها؟

المشاهد التي تم تصويرها في المستشفى. التصوير في المستشفيات دائمًا صعب بالنسبة لي ولست متحمسًا له تمامًا. علاوة على ذلك، فإن هذه المشاهد تتطلب مشاعر متضاربة.

كيف كان تعاونك مع الطفل في لعبة البلياردو؟

علي شخص محترف ومحترم للغاية. لقد عمل بجد وكان تحت ضغط كبير لأنه كان يلعب دورًا لم يكن سهلاً على الإطلاق. لقد كان صغيرًا جدًا لتحمل هذا الضغط، لكنه كان مدركًا لأهمية دوره. لقد جعله نجم رمضان 2025، لديه مستقبل مشرق أمامه، وقد استمتعت بالعمل معه.

كيف كان تعاونك مع يسرا اللوزي ومحمد شاهين؟

يسرا اللوزي هي واحدة من أكثر الأشخاص المضحكين الذين عملت معهم على الإطلاق. لقد جعلتني أضحك دائمًا واستمتعت حقًا بالعمل معها. أما شاهين فهو من الممثلين المفضلين لدي. لقد عملنا معًا من قبل في برنامج “Family Matters”، وكان دائمًا يجعلنا نشعر بتحسن خلف الكواليس، مما يسمح لنا بالابتعاد عن الأجواء الجادة للبرنامج.

لقد ظهروا في المسلسل كمغنيين. كيف استعديت للغناء؟

في البداية كان يجب أن أحب الرقص وأمارسه، ثم تطور الأمر حتى وصلت إلى الغناء، وهو ما أسعدني كثيراً لأني أحب الموسيقى والغناء كثيراً وأتمنى أن أخطو خطوة في هذا الاتجاه، خاصة مع مشاركتي في الجزء الثاني من فيلم “سكر” وهو فيلم غنائي، والحمد لله أعجب الجمهور بصوتي وأدائي الغنائي، وإن شاء الله سأتخذ خطوات جادة أكثر في الفترة القادمة.

ورأى البعض أن المسلسل أكثر ملاءمة للمنصات. ماذا تقول في هذا الرأي؟

وبطبيعة الحال، أصبحت المنصات الرقمية مهمة جدًا هذه الأيام وتستخدمها معظم الفئات المستهدفة. ولكن الأمر المهم هو أن المسلسل تم عرضه على شاشة التلفزيون خلال شهر رمضان. يتناول المسلسل موضوعًا يؤثر على كل منزل في العالم العربي، ويجب على كل من لديه أطفال مشاهدة المسلسل. ومن هنا كان من المهم بث التقرير عبر التلفزيون ليصل إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور وإعطائهم الفرصة للاستفادة من المشكلة التي تمت معالجتها والحلول المقترحة.

> كيف تعلق على ردود الفعل على المسلسل؟

ولحسن الحظ، كانت ردود الفعل على المسلسل عديدة ومتنوعة، مما أدى إلى رفع مستوى الوعي العام بقضية إساءة معاملة الأطفال. وتفاعلوا معها بشكل مكثف وحظيت بشعبية وتفاعل كبيرين.

> كيف انضممت إلى مسلسل “عائلة مهمة”؟

أحاول دائمًا اختيار الأدوار التي أؤديها بعناية، وأعمل على نفسي وأتبنى أدوارًا وشخصيات مختلفة تفاجئ الجمهور. لقد أعجبتني شخصية “شيماء” كثيرًا لأنها فتاة من الطبقة العاملة. حلمت بمثل هذا التحدي وقبلته على الفور عندما عرض علي المخرج أحمد الجندي الدور. بعد أن اجتزت الاختبارات، بدأت التصوير على الفور وفوجئت بردود فعل الجمهور. لم أتوقع هذا لأنني كنت خائفة جدًا من رأي الجمهور واستقباله لدوري كشخصية شعبية.

حدثنا عن تعاونك مع الفنان ماجد الكدواني في مسلسل “عائلة مهمة”؟

لقد كان ماجد الكدواني داعمًا كبيرًا لي. في البداية، أخبرته كم كنت متوترة، خاصة وأن الشخصية كانت جديدة بالنسبة لي ولم ألعب أي شيء مثلها من قبل. بدأت التصوير فور اجتياز الاختبارات دون أن يكون لدي وقت كافٍ للتحضير للدور، وهذا كان سبب توترك. لقد طمأنني ماجد الكدواني كثيرًا ونصحني بالثقة في نفسي. ثقته في موهبتي حررتني من عصبيتي.

كيف تقيم تجربتك في مسرحية «بني آدم» مع أحمد حلمي؟

كان العمل مع أحمد حلمي أحد أكبر أحلامي التي تحققت. إنه شخص داعم ومفيد للغاية للشباب وكنت أرغب دائمًا في العمل معه في نوع ما من المشاريع. إن حقيقة حدوث هذا في مسرحية كانت بمثابة حدث كبير بالنسبة لي. ومن المعروف على نطاق واسع أن المسرح هو أبو الفنون وأصعب عمل لأي ممثل لأنه يحصل على ردود فعل فورية على أدائه من الجمهور. كانت هذه أول مرة أشارك فيها في مسرحية عربية. بالإضافة إلى ذلك، كان الأمر كوميديًا، لذا كان جديدًا بالنسبة لي. ولكن الحمد لله كانت تجربة ناجحة وكان رد فعل الجمهور ورأيهم في المسرحية مشجعا للغاية مما أدى إلى تمديد العرض. أتمنى أن تتكرر هذه التجربة.

يركز صناع السينما والمسرح حاليًا على الشباب. هل تفكر في تولي الدور القيادي؟

أتمنى أن أشارك في بطولة مطلقة في المستقبل القريب وأعمل حاليًا على تحقيق هذه الخطوة. إن شاء الله سيحدث ذلك قريبًا، لذا فأنا أستعد جيدًا.

لقد عملت بالفعل على المستوى الدولي. هل هناك مشاريع أخرى في هذا الاتجاه؟

لقد خضت العديد من تجارب الأداء في أمريكا وأحاول المخاطرة والتجربة بأعمال مختلفة والتواجد بشكل كبير في الأعمال العالمية لأن هذا يثريني ويطور أدائي حيث أن الثقافة والمحتوى مختلفان تمامًا لذا تظهر الأعمال مختلفة بالإضافة إلى التقنيات وأساليب الإخراج التي أتعلم منها أيضًا. وأحاول أيضًا إيصال أصواتنا كممثلة مصرية وعربية بالشكل الذي يناسبنا، ولأنني عربية فليس من شروطي أن أقتصر على أداء الشخصيات العربية في الخارج، بل أحاول دمج نفسي في أدوار مختلفة ومتنوعة.

 


شارك