رانيا المشاط تدعو الشركات المجرية لاستكشاف فرص الاستثمار في الصناعات التحويلية والتحول الرقمي

منذ 1 شهر
رانيا المشاط تدعو الشركات المجرية لاستكشاف فرص الاستثمار في الصناعات التحويلية والتحول الرقمي

تعتبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس سوقًا للصادرات المجرية إلى الشرق الأوسط وأفريقيا.

 

دعت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الشركات المجرية لاستكشاف فرص الاستثمار في عدد من القطاعات الواعدة. وأشارت إلى أن مصر تولي أهمية كبيرة للتحول الصناعي والتكنولوجي وتعمل على تعزيز الشراكات مع الدول الصديقة في هذا المجال وخاصة مع المجر.

جاء ذلك خلال مشاركتهم في المنتدى الاقتصادي المصري المجري الذي عقد بمقر الهيئة العامة للاستثمار، قبيل انعقاد الدورة الخامسة للجنة المصرية المجرية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني بالقاهرة. كما سيشارك في الاجتماع حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وبيتر سيارتو وزير الخارجية والتجارة المجري.

وقالت المشاط إن العالم يواجه تحديات اقتصادية وجيوسياسية غير مسبوقة تتطلب من الدول العمل معا وتبني نماذج تعاون جديدة تعتمد على الابتكار والتكامل والاستدامة. وأضافت أن منتدى الأعمال يوفر منصة مهمة لتبادل الأفكار والخبرات واستكشاف فرص الاستثمار المشترك وتعزيز التواصل المباشر بين ممثلي القطاعين العام والخاص في البلدين.

وأكدت التزام الدولة بتطوير القطاعات الرئيسية مثل الصناعات الدوائية والمنسوجات ومواد البناء والأجهزة الطبية، مع التركيز على نماذج الاقتصاد الدائري والابتكارات البيئية والتصنيع الذكي، والتي تعد محركاً مهماً للنمو الاقتصادي في المستقبل. وأكدت أيضًا التزام الدولة بجذب الصناعة المحلية والاستفادة من الخبرات المجرية في هذه المجالات.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط عمق الشراكة بين مصر والمجر والالتزام المتبادل بالمضي قدماً نحو تعاون أوسع مثمر وبناء في مختلف المجالات، خاصة في القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية التي شهدت تطوراً متزايداً خلال السنوات الأخيرة. وأضافت أن العلاقات بين مصر والمجر ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى عقود من التفاهم والتعاون.

وأوضحت أن العلاقات التجارية بين مصر والمجر شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، مضيفة أن حجم التجارة بين البلدين بلغ 380.4 مليون دولار في عام 2023، منها 87.1 مليون دولار قيمة الصادرات المصرية إلى المجر و293.3 مليون دولار قيمة الواردات. وأوضحت أن هذا التقدم يعكس الثقة المتبادلة بين مجتمعي الأعمال في البلدين ويعكس جودة المنتجات والخدمات المتبادلة وملاءمتها للأسواق.

وأكدت أيضًا على أهمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تعد ركيزة أساسية في استراتيجية التنمية في مصر ومركزًا جاذبًا للاستثمار الدولي. وأشارت إلى أن هذه المنطقة الفريدة بمناطقها الصناعية الأربع وموانئها البحرية الستة، تعد بوابة استراتيجية للأسواق الأفريقية والشرق أوسطية وتوفر فرصاً واعدة في قطاعات مثل الخدمات اللوجستية والسيارات والطاقة الشمسية والبتروكيماويات والأدوية والهيدروجين الأخضر.

وأكدت التزام الحكومة بتوفير فرص أكبر للقطاع الخاص وخلق بيئة أعمال أكثر تنافسية من خلال وضع سقف للاستثمار العام. وأوضحت أن هذا النهج يهدف إلى ترشيد الإنفاق العام وإعطاء القطاع الخاص المحلي والدولي مجالاً أكبر لدفع عجلة النمو الاقتصادي في بيئة تتميز بالكفاءة والشفافية والمنافسة العادلة.

وأضافت أن مصر تواصل تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي الذي أطلقته الحكومة عام 2021، وهو أحد الركائز الأساسية لرؤية التنمية الشاملة والمستدامة. وأوضحت أن البرنامج يرتكز على خمسة محاور رئيسية تستهدف زيادة الإنتاجية وتحفيز النمو الشامل وزيادة قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة الصدمات.

وأشارت إلى أن هناك خيارات تمويلية أخرى متاحة للشركات المجرية، وخاصة آلية ضمان الاتحاد الأوروبي بقيمة 1.8 مليار يورو، والتي تستخدم لدعم توسع الشركات المجرية وغيرها في مصر.

وتابعت أن التركيز الحالي لهذا البرنامج ينصب على ثلاثة محاور رئيسية هي: تعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي، وتحسين بيئة الأعمال، وتسريع التحول الأخضر. وأضافت أن هذه الإصلاحات بدأت تؤتي ثمارها، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.3% في الربع الثاني من السنة المالية الحالية، وهو أعلى معدل نمو ربع سنوي في أكثر من عامين. وأضافت أن هذا النمو جاء بفضل الأداء القوي للقطاعات الصناعية غير النفطية (17.7%) والسياحة (18%) وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (10.4%)، وهو ما يؤكد تحول الاقتصاد المصري نحو القطاعات الإنتاجية القائمة على الابتكار.

وأشارت أيضاً إلى الارتفاع الكبير في استثمارات القطاع الخاص بنسبة 35.4% مقارنة بانخفاض الاستثمار العام بنسبة 25.7%. ويشكل هذا مؤشراً واضحاً على نجاح جهود الحكومة في تحفيز القطاع الخاص وإعادة توجيه الموارد إلى قطاعات أكثر كفاءة وربحية. وأوضحت أن القطاع الخاص يستحوذ على أكثر من 50% من إجمالي الاستثمارات في مصر، مقابل أقل من 40% في القطاع العام. ويعد هذا تغييراً هيكلياً جوهرياً يعكس التزام مصر الثابت ببناء اقتصاد تنافسي وديناميكي.

وأكدت المشاط أن المنتدى يساهم في تأكيد عمق العلاقات بين مصر والمجر، معربة عن تطلعها إلى تعميق روابط التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات من خلال اللجنة المشتركة. وأعربت أيضا عن أملها في أن يكون المنتدى بمثابة نقطة انطلاق لشراكات اقتصادية وتجارية أوسع نطاقا تقوم على تبادل المصالح وتكامل المهارات واستثمار إمكانات البلدين.


شارك