هل يخفض المركزي سعر الفائدة الخميس بعد التضخم ومخاوف التباطؤ العالمي؟

ويتوقع مصرفيون، في لقاء مع ايجي برس، أن يخفض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة على الودائع والقروض في اجتماعه الخميس المقبل، رغم حالة عدم اليقين والمخاوف بشأن التأثير السلبي للرسوم الجمركية الأميركية.
وتوقع مصرفيون، في لقاء مع ايجي برس، أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسب تتراوح بين 1 و4% في اجتماعه المقبل لتحفيز الاقتصاد المصري وسط تراجع التضخم.
يعقد البنك المركزي المصري اجتماعه الثالث للجنة السياسة النقدية لعام 2025 الخميس المقبل لاتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة على الودائع والقروض. هناك خطر متزايد من اندلاع حرب جمركية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين في العالم.
أعلن ترامب أمس أنه سيزيد الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة من 104% إلى 125%، بعد أن زادت الصين الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من 34% إلى 84%، والتي دخلت حيز التنفيذ اليوم. وأدى ذلك إلى تصعيد الصراع بين البلدين.
ولتخفيف العجز التجاري المتفاقم للولايات المتحدة، فرض ترامب رسوما جمركية على أكثر من 180 دولة، تتراوح بين 10% إلى 47% لبعض الدول.
ويتوقع الخبير المصرفي محمد عبد العال أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 4% في اجتماعه المقبل، بعد أن هدأت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، خاصة بعد تعليق ترامب للرسوم الجمركية على عشرات الدول.
أعلن ترامب أمس تعليق الرسوم الجمركية لمدة ثلاثة أشهر على عشرات الدول التي لم ترد برسوم جمركية انتقامية – باستثناء الصين.
وأوضح عبد العال أنه يتوقع أن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير لدعم الاستثمار الأجنبي المباشر وخفض تكلفة الإقراض للقطاع الخاص.
يشتكي العديد من رواد الأعمال من أن أسعار الفائدة المرتفعة تجعل من الصعب إدارة أعمالهم، حيث وصلت أسعار القروض إلى مستويات قياسية.
ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 8% في الربع الأول من العام الماضي، بما في ذلك زيادة بنسبة 6% في مارس/آذار، إلى مستوى قياسي بلغ 27.25% للودائع و28.25% للقروض. وكان الهدف هو الحد من التضخم الناتج عن تحرير سعر الصرف.
وفي اجتماعاته السبعة الأخيرة، قرر البنك المركزي إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير بعد انخفاض التضخم.
قال محمود نجلاء، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت في الأهلي للاستثمارات المالية، إن البنك المركزي من المرجح أن يتوخى الحذر في خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل مع مراقبة تأثير الصراع التجاري العالمي بعد رسوم ترامب الجمركية.
وخفض نجلاء توقعاته السابقة بخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 3% و4% في الاجتماع المقبل إلى 1% و2% على التوالي، حيث تأخذ حسابات البنك المركزي في الاعتبار توقعات التضخم المستقبلية ومدى تأثرها بالظروف الخارجية.
وانخفض معدل التضخم السنوي في مدن مصر إلى 13.6% في مارس/آذار الماضي، مقارنة بـ12.8% في فبراير/شباط الماضي، وهو ما يعكس سنة أساس مواتية، بحسب بيان للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ويهدف البنك المركزي إلى خفض معدل التضخم إلى 7% (زائد/ناقص 2%) في الربع الرابع من عام 2026 وإلى 5% (زائد/ناقص 2%) في الربع الرابع من عام 2028.
لا خوف من التضخم والأموال الساخنة
قلل محمد عبد العال، من المخاوف بشأن تراجع التضخم، سواء بسبب استمرار تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر أو العودة إلى ارتفاع التضخم.
وأوضح أن أسعار الفائدة ليست العامل الوحيد الذي يحرك الاستثمار غير المباشر في الدين المحلي، بل إن انخفاض التضخم واستقرار أسعار الصرف يلعبان دوراً أيضاً.
واستقطبت مصر نحو 28 مليار دولار استثمارات غير مباشرة في أذون وسندات الخزانة خلال الأشهر العشرة الأولى من تحرير سعر الصرف، ليصل الإجمالي إلى نحو 41.5 مليار دولار بنهاية ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، بحسب وزارة المالية.
توسع العائد الحقيقي
ويتوقع كبير الاقتصاديين في أحد البنوك الاستثمارية أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 2% أو 3% في اجتماعه المقبل بسبب اتساع العائد الحقيقي للجنيه المصري.
وأوضح أن اتساع العائد الحقيقي للجنيه نتيجة انخفاض التضخم أعطى البنك المركزي مجالا لخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل.
وارتفع العائد الحقيقي على الجنيه المصري بنحو 15%، وهو يمثل العائد الإجمالي الذي يحصل عليه المستثمر بالجنيه المصري بعد تعديل التضخم ــ أي زيادة أسعار السلع الأساسية.