هل تستطيع رسوم ترامب الجمركية قهر التنين الصيني؟

منذ 8 أيام
هل تستطيع رسوم ترامب الجمركية قهر التنين الصيني؟

جو يرق لـ”الشروق”: الصين قادرة على دعم اقتصادها وعملتها أسلم: الصين تمتلك أكبر حصة من سندات الحكومة الأميركية جاد الحريري لـ”الشروق”: القوة الصناعية للصين لا تبرر فرض الرسوم الجمركية. ترامب يزيد الرسوم الجمركية على الصين إلى 125 بالمئة ويعلقها لمدة 90 يوما لنحو 75 دولة.

ورغم أن الرئيس الأميركي أرجأ رفع الرسوم الجمركية التي فرضها مؤخرا على الدول التي لم تستجب، إلا أنه رفض تأجيل هذه الرسوم على السلع الصينية، بل رفعها بدلا من ذلك إلى 125 بالمئة. وترفض بكين الرضوخ لهذه التعريفات الجمركية. ويرى الخبراء الذين التقتهم الشروق أن هذا يعد تعبيرا عن الأداء الاقتصادي للصين، وهو ما يمنحها القوة لمواجهة هذه الرسوم، ويشكل خطرا يتمثل في امتداد الحرب التجارية إلى الاقتصاد العالمي.

وكانت الصين واحدة من الدول الأكثر تضررا منذ الإعلان عن هذه التعريفات للمرة الأولى. يعتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن فرض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية ضروري لأن السياسات الاقتصادية الصينية أضرت بالاقتصاد الأمريكي وأجبرت الشركات على نقل إنتاجها إلى الخارج.

أعلن ترامب للتو أنه سيزيد الرسوم الجمركية على الصين من 104% إلى 125%، اعتبارًا من الآن. كما قرر ترامب تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها مؤخرا على أكثر من 75 دولة لم تفرض رسوما جمركية انتقامية لمدة 90 يوما، مما أدى إلى خفض الرسوم الجمركية إلى 10% خلال تلك الفترة.

تعاني الولايات المتحدة من أكبر عجز تجاري مع الصين، والذي من المتوقع أن يصل إلى 295 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024.

ورغم الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة، تجاهلت الصين هذه القضية وزادت الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى 84 بالمئة.

كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء، أن من غير المرجح أن يقدم الرئيس الصيني شي جين بينج أي تنازلات سياسية أو اقتصادية في أزمة الرسوم الجمركية، خاصة وأنه يريد إرسال رسالة مفادها أنه لن يستسلم للترهيب.

وقال جو ياراك، رئيس الأسواق العالمية في سيدار ماركتس، إن سياسة الصين بشأن التعريفات الجمركية تغيرت تماما. وبعد أن اتبع ترامب نهجا متوازنا تجاه الجولة الأولى من الرسوم الجمركية خلال فترة ولايته الأولى، فإنه يسعى الآن إلى تطبيق مبدأ تحدي الولايات المتحدة اقتصاديا.

وأوضح يارك لـ”الشروق” أن بكين كانت تنتظر الرسوم الجمركية منذ بدء الجولة الثانية من الرسوم الأميركية في عهد ترامب، واستجابت لها، على عكس العديد من الدول الأخرى التي قبلتها وطالبت بالتفاوض مع الولايات المتحدة لرفعها أو تأجيلها فور تطبيقها.

أعلن كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، أن الحكومة الأميركية تلقت طلبات عديدة من دول للتفاوض لتجنب فرض رسوم جمركية متبادلة. وكانت كوريا الجنوبية واليابان من بين أوائل الدول التي دعت إلى إجراء مفاوضات لرفع الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتوقع ياراك أن يؤدي فشل الصين في التفاوض بشأن التعريفات الجمركية في الوقت المناسب إلى إطالة أمد الحرب التجارية العالمية. ورغم التأثير السلبي على الاقتصاد العالمي، فإن الاقتصاد الصيني قادر على الصمود، إذ يمثل حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة 2.5% من الاقتصاد الصيني.

وأشار زكار ياقيق إلى أنه كان يتوقع أن تؤدي هذه الحروب إلى تراجع النمو الاقتصادي للصين، لكن بكين استطاعت التدخل لدعم اقتصادها وعملتها والحفاظ على النمو الاقتصادي. وأشار إلى أنه لو كانت الصين تتوقع تأثيرات اقتصادية سلبية من هذه التعريفات، لكانت سارعت إلى التفاوض.

من المتوقع أن يسجل الاقتصاد الصيني نموا بنسبة 5.4 بالمئة في الربع الرابع من عام 2024 مقارنة بالعام السابق. وهذا هو أسرع معدل نمو في ستة أرباع، وتجاوز التوقعات البالغة 5%.

رفع صندوق النقد الدولي توقعاته؛ من المتوقع أن ينمو الاقتصاد الصيني بنسبة 4.6 في المائة هذا العام، بزيادة قدرها 0.4 في المائة عن التوقعات السابقة. من المتوقع أن يصل النمو الاقتصادي في عام 2026 إلى 4.5 بالمائة.

وقال نعيم أسلم، رئيس الاستثمارات في شركة زاي كابيتال ماركتس، إن الصين لا تخشى على وضعها الاقتصادي في ظل هذه الحروب. وانعكس ذلك في الدعم الرسمي الذي قدمته الحكومة الصينية للسوق المالية بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها بسبب تصاعد الحروب التجارية. لقد دعمت السوق المالية وأنقذتها من فوضى أسوأ.

وتابع أسلم: “تُدرك الصين قوتها الاقتصادية في هذه الحرب من خلال امتلاكها الحصة الأكبر من سندات الخزانة الأمريكية. وهذا يُمكّنها من إلحاق ضرر أكبر مما تستطيع الولايات المتحدة إلحاقه بها، ويمكنها استخدام عملاتها كسلاح ضدها”. ولذلك فإن “الولايات المتحدة لديها ما تخسره على المدى القصير والمتوسط من هذه الحروب أكثر مما ستخسره الصين”.

ونقلت رويترز عن مصادر قولها إن بنك الشعب الصيني لن يلجأ إلى خفض قيمة اليوان بشكل فوري لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية. وأكد مصدران أن البنوك الصينية الكبرى المملوكة للدولة باعت كميات كبيرة من الدولار واشترت اليوان اليوم الأربعاء لإبطاء تراجع قيمة اليوان في السوق الفورية المحلية.

وارتفع الدولار 0.15 بالمئة مقابل اليوان الصيني اليوم الأربعاء ليصل إلى 7.3 يوان لكل دولار.

وقال جاد الحريري، خبير أسواق المال في شركة فيرست فاينانشال ماركت، لـ«الشروق»، إن الصين لن تخضع بسهولة للرسوم الجمركية الأميركية، لأنها تعتبر القوة الصناعية الأولى في العالم.

وتابع الحريري أن الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين ستكون له تداعيات تتعدى الاقتصاد وستؤدي إلى ركود عالمي. ولكن الصين لن تستسلم، ولكنها قد تقبل بتسوية ترضي الجميع.


شارك