من هو أحمد مناصرة الذي اعتقلته إسرائيل وعمره 13 عامًا وأصيب بالفصام في سجونها؟

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن الأسير الفلسطيني أحمد مناصرة، بعد أن أمضى تسع سنوات ونصف في سجون الاحتلال. تم اعتقال مناصرة عندما كان طفلاً في عام 2015 عندما كان عمره 13 عامًا.
من هو مناصرة؟
في أكتوبر/تشرين الأول 2015، اعتقل الطفل أحمد مناصرة، الذي كان يبلغ حينها 13 عاماً، في قلب مدينة القدس المحتلة. وكان برفقته ابن عمه حسن مناصرة بالقرب من مستوطنة بسغات زئيف في القدس عندما وقع هجوم طعن أصيب فيه مستوطنان إسرائيليان واتهموا بالتورط فيه. وأطلقت شرطة الاحتلال النار على الفور على ابن عمه البالغ من العمر 15 عاماً حينها، ما أدى إلى وفاته على الفور.
وبعد الحادثة اعتقلت قوات الاحتلال الطفل مناصرة على الفور، وتعرضت لأساليب مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي أثناء التحقيق. واشتهر لاحقا بالفيديو الشهير الذي ظهر فيه مناصرة وهو يصرخ مرارا وتكرارا “لا أتذكر” أثناء التحقيق معه من قبل ضباط الاحتلال.
وفي تلك الفترة لم يخضع الطفل مناصرة لأي تحقيق قانوني، وتعرض للتهديد من قبل المحققين الإسرائيليين، ولم يكن لديه محام، وتم وضعه في الحبس الانفرادي. وتدهورت حالته الصحية، وتم تشخيص حالته بالفصام، بحسب منظمة العفو الدولية. وهو مرض يتميز بالأوهام الذهانية والاكتئاب الشديد مع أفكار انتحارية.
من جانبها، نفت عائلة مناصرة تورط ابنها في الحادث، الذي أصيب فيه هو الآخر وتلقى العلاج لاحقا. ونفى محامي الطفل أيضًا تورطه في الحادث.
اختبار صعب
وفي عام 2016، حكمت محكمة عسكرية إسرائيلية على مناصرة بالسجن لمدة 12 عامًا، لكن تم تخفيف الحكم لاحقًا إلى 9.5 سنوات. وبمرور الوقت، تفاقمت معاناته في السجن، حيث ظل محتجزًا في الحبس الانفرادي لفترات طويلة، مما أثر بشدة على صحته العقلية والجسدية. وأكدت التقارير الطبية أن مناصرة يعاني من اضطرابات نفسية حادة نتيجة سوء العلاج والإهمال الطبي المتعمد.
ورغم نقله إلى قسم الأمراض النفسية في سجن أيالون الإسرائيلي، طلبت مصلحة السجون الإسرائيلية تمديد حبس مناصرة الانفرادي لفترة إضافية بسبب تدهور حالته الصحية نتيجة حبسه الانفرادي لفترات طويلة. ويشكل هذا انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الذي يعتبر احتجاز الشخص في الحبس الانفرادي لمدة تزيد عن 15 يوماً انتهاكاً واضحاً.
وبحسب تقرير منظمة العفو الدولية، فإن مناصرة عانى من صدمة نفسية وجسدية شديدة نتيجة التعذيب الذي تعرض له منذ اعتقاله قبل تسع سنوات. ويعاني حتى يومنا هذا من صداع مزمن واضطرابات نفسية حادة تتطلب الدعم والعلاج المستمر.
وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس، قد صرح في وقت سابق، بأن أحمد مناصرة (21 عاماً حينها)، لم يرد اسمه في أي صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس، رغم اعتقاله وهو طفل. وكان أساس ذلك هو الأحكام المتعلقة بالإفراج عن الأطفال المسجونين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا.