سأنتظرك حتى تهتف فلسطين حرة.. رسالة حب وصمود من زوجة المعتقل بالسجون الأمريكية محمود خليل

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية رسالة مؤثرة من عبلة عبد الله، وهي شابة فلسطينية أميركية، إلى زوجها محمود خليل المحتجز دون تهمة في مركز احتجاز المهاجرين في الولايات المتحدة منذ شهر. وتقول عائلته ومحاموه إن هذا جزء من حملة قمع للأصوات المؤيدة للفلسطينيين.
وكتبت عبد الله في رسالتها، في إشارة إلى حملها بطفلها الأول: “كل ركلة، كل انقباضة، كل حركة صغيرة أشعر بها في داخلي تذكرني بالعائلة التي أردنا تكوينها معًا”.
وتابعت: “ومع ذلك، يجب أن أشرع في هذه الرحلة العميقة وحدي، بينما تجلسون خلف القضبان كضحايا لظلم لا يطاق”.
لم يتم توجيه أي اتهامات… وتهديدات بالترحيل الاستثنائي
محمود خليل هو خريج جامعي حديث ولم توجه السلطات الأميركية أي اتهامات ضده. لكن إدارة دونالد ترامب تحاول ترحيله. ويعتمد هذا القانون على بند نادر الاستخدام يسمح للحكومة بترحيل غير المواطنين إذا اعتبرتهم يشكلون تهديداً للسياسة الخارجية الأميركية.
ويقول فريق الدفاع عن خليل إن السلطات استهدفته بسبب أنشطته السياسية المشروعة وتصريحاته العلنية الداعمة للحقوق الفلسطينية. ويعتبرون ذلك انتهاكا صارخا لحرية التعبير التي يكفلها الدستور.
ومن المقرر عقد جلسة استماع في قضيته بعد ظهر الثلاثاء، وهي تخضع لتدقيق قانوني وحقوقي مكثف.
رسالة حب وصمود
وفي رسالتها، أعربت عبدالله عن فخرها العميق بخليل، ووصفته بأنه “الرجل الذي يجسد كل ما أردته في شريك حياتي وأب أطفالي”.
“ماذا يمكنني أن أطلب أكثر من رجل يقف بثبات من أجل حرية شعبه ويفهم عواقب قول الحقيقة للسلطة؟” وأضافت:
وتابعت: “شجاعتك لا حدود لها، واليوم، أكثر من أي وقت مضى، أُعجب بقوتك وعزيمتك. صوتك، وإيمانك بالعدالة، ورفضك الصمت، هي الصفات التي أشعلت حبي واحترامي لك”.
اتهامات بالصمت باسم مكافحة معاداة السامية
وانتقدت عبد الله ما وصفته بـ”الحملة القمعية” التي تشنها الحكومة الأميركية ضد حرية التعبير المؤيدة للفلسطينيين تحت ذريعة مكافحة معاداة السامية.
وقالت إن هذه الحملة تهدد مستقبل الطلاب وتمويل الجامعات الأمريكية، حتى من دون توجيه اتهامات.
وهاجمت أيضًا إدارة جامعة كولومبيا، حيث درس خليل، متهمة إياهم بالفشل في حمايته. وكتبت: “إنهم يجلسون في أبراجهم العاجية، ويخترعون الأكاذيب ويحرفون الحقائق، ويتبادلون الاتهامات على أمل أن يصيب أحدهم الهدف”.
وتابعت: “ما لا يدركونه هو أن جهودهم تذهب سدىً. سجنهم الظالم دليل على أنكم أثرتم عليهم، وكشفتم عن أكاذيبهم، وقلتم الحقيقة التي يرفضون قبولها”.
أمل اللقاء… وصوت لا ينكسر
وأعربت عبدالله عن أملها في اليوم الذي ستتمكن فيه من إخبار طفلها “قصص والده وشجاعته والفخر الذي يجب أن يشعر به لأن الدم الفلسطيني يجري في عروقه … دمك”.
وأضافت: “أدعو الله أكثر من أي شيء آخر أن لا يكبر طفلنا ويضطر إلى خوض نفس المعركة من أجل حقوقنا الأساسية”.
واختتمت رسالتها برسالة تحدٍّ وصمود: “سوف نرى بعضنا البعض مرة أخرى قريبًا، ولكن حتى ذلك الحين، سأستمر في النضال من أجلكم، ومن أجلنا، ومن أجل عائلتنا”.
وأضافت: “أعلم أن روحكم لا تنكسر، وأنهم لن يهزموكم، وأنكم ستخرجون منها أقوى من أي وقت مضى… وليس لدي أي شك أنه عندما يتم إطلاق سراحكم، سترفعون أيديكم وتهتفون: فلسطين حرة”.
وتعتبر قضية خليل واحدة من عدد متزايد من القضايا التي تتعرض فيها الأصوات المؤيدة للفلسطينيين للهجوم في الولايات المتحدة. وتنتقد منظمات حقوق الإنسان هذا الاتجاه باعتباره يهدد جوهر الحريات الأساسية في البلاد.