وسط حديث عن مهلة أمريكية لإنهاء الحرب في غزة.. تساؤلات بشأن نوايا نتنياهو واهتمامه بمصير الرهائن

منذ 7 أيام
وسط حديث عن مهلة أمريكية لإنهاء الحرب في غزة.. تساؤلات بشأن نوايا نتنياهو واهتمامه بمصير الرهائن

في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بنوايا حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في توسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة، تثار العديد من الأسئلة حول نتائج الحرب. الهدف من الحرب هو تحرير الرهائن المتبقين أو إعادة احتلال قطاع غزة بغض النظر عن مصيرهم. ويأتي ذلك وسط شائعات تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط لإنهاء الحرب خلال أسابيع.

ويشكك المحللون في قدرة إسرائيل على إنهاء الحرب والانسحاب من قطاع غزة حتى لو سلمت الجماعات المسلحة أسراها الأحياء المتبقين وجثثهم. ويشيرون إلى أنشطة عسكرية على الأرض، مما يدل على نية البقاء هناك لفترة طويلة بعد تقسيم قطاع غزة إلى جزر معزولة. وبالإضافة إلى ذلك، يتحدث المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً عن خطط لطرد الفلسطينيين.

ولكن مع انهيار وقف إطلاق النار واستئناف الحرب قبل نحو ثلاثة أسابيع، تتزايد الانتقادات الداخلية لتصرفات حكومة نتنياهو. ويعترف البعض بأن الضغط العسكري غير فعال، ولن يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق هدف إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

ولعل هذا الرأي يتعزز بالتقرير الذي أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء والذي أفاد بأن الجيش قدم وثيقة حول وضع حماس إلى مجلس الوزراء الأمني قبل بضعة أسابيع. وذكرت الإذاعة أن الوثيقة تظهر “أن 25 في المائة فقط من الأنفاق في قطاع غزة تم تدميرها وأن حماس لديها حاليا أكثر من 20 ألف مقاتل”.

وفي هذا السياق، قال اللواء أ. قال د. نعوم تيبون، القائد السابق لفرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لمحطة إذاعة عبرية هذا الأسبوع: “منذ عام ونصف، يقولون لنا إن الأسرى لا يمكن إعادتهم إلا من خلال الضغط العسكري، وحتى الآن قُتل 41 أسيرًا… أذكر الجميع أن اتفاق التبادل نص على مرحلة ثانية، لكن نتنياهو اختار عدم تنفيذه”.

خلال زيارة نتنياهو الأخيرة للولايات المتحدة، اختفت الأحاديث عن خطط لطرد الفلسطينيين مؤقتا، في حين عادت إلى الظهور تصريحات حول مقترحات من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن 59 سجينا ــ بعضهم ماتوا، والبعض الآخر ما زالوا على قيد الحياة.

وتتحدث العديد من وسائل الإعلام مرة أخرى عن مقترحات جديدة لإنهاء الحرب والتفاوض على إطلاق سراح الرهائن المتبقين.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر أميركية قولها إن واشنطن أبلغت عائلات الرهائن أنها تريد اتفاقا شاملا لإطلاق سراحهم وإنهاء الحرب في قطاع غزة. ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصادر إسرائيلية قولها إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب منح نتنياهو مهلة تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وهذا دليل آخر على أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة لواشنطن كانت مخيبة للآمال ومختلفة بشكل ملحوظ عن زيارته السابقة.

في حين يواصل أهالي الرهائن الضغط على حكومة نتنياهو بمظاهراتهم المستمرة ويطالبون بالعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار من أجل تأمين إطلاق سراح ذويهم، التقى وفد من أهالي الرهائن مع نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في واشنطن مساء الأربعاء. وأكد عزم الحكومة الأميركية على ضمان إطلاق سراح جميع السجناء. وقال إنهم “ما زالوا متفائلين” وأكد على ضرورة عودة الرهائن في أقرب وقت ممكن.

وتزامن ذلك مع محادثات يجريها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية جون راتكليف في إسرائيل بشأن إطلاق سراح الرهائن، وفق ما ذكر موقع “أكسيوس” الإخباري نقلاً عن مصدر أميركي.

في هذه الأثناء، أطلع نتنياهو حكومته على نتائج زيارته إلى واشنطن، وقبلها إلى بودابست. وتحدث نتنياهو عن “تنسيق مكثف ووثيق” مع الحكومة الأميركية بشأن العديد من القضايا، بما في ذلك غزة والتهديد الإيراني، بحسب مسؤول كبير لم يكشف عن هويته، نقلت عنه القناة 12 الإسرائيلية.

وعلى الرغم من التقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية حول تحول في الموقف الأميركي نحو الدعم غير المشروط لتل أبيب، استناداً إلى الزيارة الأخيرة إلى واشنطن ومؤشرات أخرى، فقد أكد نتنياهو صراحة خلال الإحاطة الإعلامية أن الرئيس الأميركي “يدعم بشكل كامل” سياسة رئيس الوزراء في إنهاء القتال ضد حماس وممارسة الضغط العسكري عليها لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين.

وقال نتنياهو إن “الضغوط السياسية التي تمارسها الولايات المتحدة على الوسطاء، إلى جانب الضغوط العسكرية الإسرائيلية، تقرب إمكانية التوصل إلى اتفاق”.

ورغم أن ترامب تجنب مناقشة خطته لإعادة توطين الفلسطينيين خلال زيارته الأخيرة، والتي سبق أن تناولها خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي قبل شهرين، فإن نتنياهو قال: “هناك اتصالات جارية مع دولتين كبيرتين لاستيعاب عدد كبير للغاية من سكان غزة الذين سيهاجرون طواعية”.

ونظراً لاستمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة وارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين، فقد تغير بعض الدول موقفها. وهذا هو الحال في فرنسا، حيث أثار الرئيس إيمانويل ماكرون، الأربعاء، في اليوم التالي لزيارته إلى مصر، إمكانية اعتراف بلاده بدولة فلسطين في يونيو/حزيران المقبل، قائلا إنه يعتبر ذلك “عادلا”.

علق وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على تصريح ماكرون قائلاً: “إن الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية وهمية من قبل أي دولة، كما نعلم جميعًا، لن يكون في الواقع سوى مكافأة للإرهاب ودعم لحماس. هذه الإجراءات لن تجلب السلام والأمن والاستقرار لمنطقتنا فحسب، بل على العكس، ستبعدها عنا”.

وتعتمد إسرائيل على التصعيد العسكري وعامل الوقت لتحويل قطاع غزة إلى مكان غير صالح للسكن في ظل حصار خانق مستمر منذ أكثر من 40 يوما. وهذا سيجبر سكان غزة على مغادرتها طواعية والبحث عن ملجأ في مكان آخر. في الأيام المقبلة، سيستمر الوضع في التطور بعد عام ونصف من الحرب، والتي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص وأصابت أكثر من 111 ألف شخص آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة.


شارك