بيان برلماني عاجل بسبب زيادة أسعار المحروقات: الناس مطحونة.. والطبقات بقت طبقة واحدة

منذ 8 أيام
بيان برلماني عاجل بسبب زيادة أسعار المحروقات: الناس مطحونة.. والطبقات بقت طبقة واحدة

تقدم النائب إيهاب منصور، عضو مجلس النواب ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، ببيان عاجل بشأن قرار زيادة أسعار الوقود.

وقال منصور إن استمرار الحكومة في رفع أسعار الوقود يفاقم معاناة المواطنين. ولم يتعافَ المواطنون بعد من ارتفاع أسعار المواد الخام والكهرباء والمياه وغيرها من السلع. وفي بعض هذه الزيادات عوقب المواطنون مرتين: المرة الأولى بزيادة تعسفية في فواتير الكهرباء، والمرة الثانية بحجب بطاقات التموين.

وتساءل منصور: من يتخذ القرارات ومن يراجعها؟ تميل الحكومة إلى اتخاذ القرارات دون النظر إلى تأثيرها. هناك أمثلة عديدة على ذلك.

وتابع: “تراوحت الزيادة المفاجئة الأخيرة في أسعار الوقود بين 11.76% و14.81%. والمثير للدهشة أن أسعار الديزل تشهد أعلى زيادة (كما حدث في أكتوبر الماضي)، مما سيؤثر بشكل كبير على ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات. يضاف إلى ذلك الضعف الواضح في الرقابة على السوق، واستمرار رفض الحكومة دعم الجانب الرقابي في طلبي خلال مناقشة الموازنة”. وبالإضافة إلى ذلك، هناك زيادة بنسبة 35 بالمئة في أسعار أسطوانات الغاز.

وقال النائب إن الطبقات الاجتماعية أصبحت طبقة واحدة. ولم تعد شكاوى ومظالم المواطنين تقتصر على الطبقة الفقيرة، بل انضمت إليها الطبقة المتوسطة، حتى أصبح أغلب المصريين يعانون من المعاناة. كيف يمكن لحكومة جديدة أن تتخذ هذا العدد الكبير من القرارات؟ هذه الحكومة لم تقض في السلطة سوى تسعة أشهر، ورغم انخفاض أسعار السوق العالمية فقد قامت بالفعل برفع أسعار الوقود مرتين، بالإضافة إلى قرارات في مجالات التعليم والصحة وتوفير الغذاء وغيرها؟ أين الدراسات حول تأثير هذه القرارات؟ ونحن نرفض ذلك تماما. يجب على الحكومة أن تعيد النظر في قراراتها وتوقيتها، فنحن نمر بمرحلة صعبة للغاية داخلياً وخارجياً!

وأكد منصور أن الشعب المصري تحمل ويتحمل ضغوطاً هائلة. لكن اتخاذ القرارات بضربات متتالية أمر غير مقبول في ظل حكومة يكون مصدر دخلها المفضل هو محفظة المواطن المصري، وفقاً لصندوق النقد الدولي. ومن الأمثلة على ذلك فشل الحكومة المستمر في تنفيذ قانون المصالحة، والذي كلف موارد الدولة ما لا يقل عن 150 إلى 200 مليار جنيه مصري، وفشلها في إنهاء معاناة مواطنيها. ما يحدث هنا هو استمرار لسياسة تفتقر إلى أولويات الإنفاق وأسس التنمية المستدامة.

وأوضح أن معظم المشاريع التي تقوم بها الحكومة وتنفذها حاليا مكلفة للغاية لكنها لن تحقق أرباحا على المدى الطويل. ويتم تمويل هذه الإصلاحات من خلال قروض قصيرة الأجل نسبيا، وهو ما يضاعف أعباء الدين الوطني ويضطر الحكومة إلى إزالة الدعم عن المواد الغذائية الأساسية، وهو ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار على الجميع. ويتحمل المواطنون عبء ارتفاع الأسعار دون وجود أي ضمان اجتماعي حقيقي.

وفي الوقت نفسه، لا تزال الاستثمارات في مصر تعاني من العراقيل البيروقراطية، وسياسات الضرائب والرسوم والجمرك غير المستقرة، ونقص القدرة التنافسية، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى هروب الاستثمارات أو توقف بعض الاستثمارات.

يرجى ملاحظة أن ارتفاع أسعار الوقود الحالية يتعارض مع أسعار السوق العالمية. وتؤدي أسعار الوقود المرتفعة إلى زيادة الأعباء على المواطنين من خلال التضخم وارتفاع الأسعار، مما يثقل كاهل الغالبية العظمى من السكان ويدفع فئات أخرى إلى الفقر.

وفي حين استفادت الحكومة بشكل كبير من انخفاض أسعار النفط الخام خلال أزمة كوفيد-19 (بلغ سعر برميل النفط 18 دولاراً آنذاك)، فإن لجنة التسعير الحكومية فشلت في أخذ هذا الانخفاض في الاعتبار لصالح مواطنيها. ويعني الوضع الحالي أيضًا أن المواطنين لا يستفيدون من انخفاض الأسعار في السوق العالمية.

ودعا منصور إلى إعادة هيكلة أولويات الموازنة العامة للسنة المالية الحالية 2025-2026، مع زيادة تمويل الحماية الاجتماعية، بما في ذلك دعم السلع وأسعار الوقود. ومن شأن هذا أن يخفف من آثار التضخم ويحاول السيطرة على عواقب الأزمة الاقتصادية.


شارك