دراسة علمية: الزنك.. قدر يسير وأثر كبير على الجهاز المناعي

منذ 8 أيام
دراسة علمية: الزنك.. قدر يسير وأثر كبير على الجهاز المناعي

يعد الزنك من المعادن التي تدخل في تركيب أنسجة وخلايا الإنسان بكميات صغيرة جداً، صغيرة جداً لدرجة أنه يعد من العناصر النادرة إلى جانب معادن أخرى مثل الكروم والنحاس والسيلينيوم والكبريت. لقد ارتبط اسم الزنك دائمًا بتأثير المناعة والعلاقة القوية مع جهاز المناعة البشري، دون أن يكون هناك تفسير علمي واضح يشرح تفاصيل هذه العلاقة.

ومن المعروف منذ فترة طويلة أن نقص الزنك يرتبط بانخفاض المناعة، مما قد يؤدي إلى انتشار المرض بسرعة أو تصاعد موجة العدوى. وهذا يشكل تهديدًا خطيرًا إذا انتشر المرض عبر الشرايين في جميع أنحاء الجسم.

وتبين أيضًا أن تناول كبسولات الزنك في بداية الإصابة بنزلة البرد أو الإنفلونزا يؤدي على الفور إلى تقصير مدة المرض.

وقد جاءت هذه الملاحظة، التي أدت إلى إجراء أبحاث مكثفة لاحقة على الخلايا البشرية، من فريق من العلماء في جامعة ولاية أوهايو. تناولت الدراسة العلاقة بين غياب أو نقص الزنك في خلايا أنسجة الفئران المعملية وحدوث عدوى معزولة، والتي يمكن أن تؤدي إلى عدوى واسعة النطاق (تسمم الدم) مع تسمم الدم اللاحق.

ربما قدمت دراسة نُشرت مؤخرًا وأُجريت علميًا في مختبر بجامعة أبردين في المملكة المتحدة بعض الأدلة على هذه الظاهرة المهمة.

ومن المعروف أن الجهاز المناعي يقاوم هجوم الكائنات الحية الدقيقة بكل قوته ووسائله. قد يتطلب الأمر قوة للسيطرة على إيقاع العملية الحيوية بين الكائن الحي الدقيق من جهة واستجابة الجهاز المناعي من جهة أخرى.

وتشير الدراسة إلى وجود بروتين خاص، NF-κB، يعمل بمثابة شرارة ويحفز استجابة الجسم للغزو الميكروبي. الزنك له تأثير مباشر على هذا البروتين. إن وجود الزنك يمنع هذا البروتين ويمنعه من إشعال النار بشكل مستمر والتسبب في الالتهاب.

لا شك أن العديد من التفاعلات البيولوجية تتدخل للسيطرة على استجابة الجهاز المناعي. إنها لا تسمح لجهاز المناعة بالخروج عن السيطرة ونشر العدوى، بل تعمل على ضمان أن تبدو الاستجابة معقولة ومنضبطة، وتحيط بالميكروب وتحاصره.

وتكمن أهمية الدراسة في أن الالتهاب بشكل عام يحمل العديد من المخاطر الأخرى، بما في ذلك الإصابة بتصلب الشرايين، سواء في القلب أو الدماغ.


شارك