مرض السكر من النوع الأول.. هل تعالجه خلايا من الجهاز الهضمي تفرز الإنسولين؟

على النقيض من مرض السكري من النوع 2، الذي يحدث في مرحلة البلوغ، فإن مرض السكري من النوع 1، الذي يحدث في مرحلة الطفولة، هو مرض مناعي ذاتي. يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس وتدميرها. عندما تنخفض مستويات الأنسولين، ترتفع مستويات السكر في الدم بشكل لا يمكن السيطرة عليه إلى مستويات تهدد الحياة. تتطلب مراقبة مستويات السكر في الدم إجراء قياسات متعددة يوميًا، في حين تعد حقن الأنسولين اليومية هي العلاج الوحيد المتاح حاليًا.

تمثل تجربة علمية فريدة من نوعها، رغم إجرائها على الفئران، اختراقاً حقيقياً في تفكير العلماء وفي جهودهم لتحقيق أمل العديد من مرضى السكري من النوع الأول في الهروب من عذاب حقن الأنسولين اليومية والتخلي عن كل الحلويات والسكريات الملونة التي يحبها الأطفال.

نشرت مجلة Nature Genetics الشهيرة في عددها الصادر في 11 مارس/آذار نتائج تجربة علمية أجراها فريق من الباحثين من جامعة كولومبيا. وهذه خطوة رائدة في التفكير العلمي لتعويض فقدان هذه الخلايا المنتجة للأنسولين.

تعتمد التجربة على اكتشاف نوع من الخلايا في الجهاز الهضمي، والتي تعد المصدر والمنشأ لإنتاج العديد من الخلايا القادرة على إفراز الهرمونات، بما في ذلك السيروتونين، المسؤول عن الحالة النفسية والمزاج، وغيابه يسبب الاكتئاب.

وتفرز هذه الخلايا أيضًا هرمونات لها تأثيرات بيولوجية على الجهاز الهضمي وعمليات الهضم والامتصاص. ومن خلال إزالة هذه الخلايا، وفحص خصائصها الجينية بعناية، والتدخل لوقف عمل أحد الجينات (Foxo 1)، استمرت هذه الخلايا الأم في إنتاج خلايا طبيعية بالإضافة إلى خلايا لديها القدرة أيضًا على إفراز الأنسولين، وهو ما كان مفاجأة مثيرة للفريق.

والخطوة التالية في عملية البحث هي البدء في أبحاث يمكن أن تؤدي إلى اكتشاف دواء له نفس التأثير على الخلايا الأصلية للجهاز الهضمي، مما ينتج خلايا قادرة على إفراز الأنسولين وتم تأكيد حساسيتها الطبيعية للجلوكوز. وهذا صحيح بشكل خاص لأن خلايا الجهاز الهضمي تتمتع بدرجة معينة من الحماية من تأثيرات هجمات الجهاز المناعي مقارنة بالأنظمة الأخرى في جسم الإنسان.