البترول بعد تحريك أسعار الوقود: الفترة المقبلة ستشهد الاعتماد على المنتج المحلي بدلا من الاستيراد

قال المهندس معتز عاطف المتحدث باسم وزارة البترول والثروة المعدنية، إن القرار النهائي بشأن تعديل الأسعار صدر في 18 أكتوبر 2024، وتقرر حينها عدم تعديل الأسعار لمدة ستة أشهر، وهو القرار الذي تم تنفيذه الآن.
وأضاف في لقاء مع الإعلامية حنان عاطف على قناة إكسترا نيوز الجمعة، أن الوزارة تأخذ عدة عوامل في الاعتبار عند تعديل الأسعار، وخاصة الاستيراد، حيث تعتمد البلاد على الاستيراد في نحو 40% من إجمالي استهلاكها من الوقود.
وأوضح أن نسبة كبيرة من الغاز والبنزين يتم استيرادها، مما يؤثر بشكل مباشر على أسعار الوقود. وبالإضافة إلى ذلك، هناك تقلبات عالمية. وعلى الرغم من الانخفاض الأخير في أسعار النفط والسلع العالمية، فإن هذا الانخفاض لم يكن له تأثير كبير على إجمالي تكاليف الوقود المحلية.
وأشار إلى أن انخفاض السعر لم يكن له تأثير يذكر على تكلفة الديزل (40 قرشاً للتر)، لأن تكاليف الاستيراد تتجاوز سعر المنتج وتتضمن أيضاً تكاليف النقل والتخزين، ما يجعل التكلفة الإجمالية أعلى من المنتجات المنتجة محلياً.
وأكد أن الحكومة مستمرة في دعم أسعار الوقود حتى بعد الزيادة الأخيرة، مضيفاً أنه رغم انخفاض أسعار السلع عالمياً فإن الدولة تتحمل دعماً كبيراً يبلغ 366 مليون جنيه يومياً أي نحو 11 مليار جنيه شهرياً.
وأشار إلى أن وزارة البترول تعتزم مراعاة الأبعاد الاجتماعية للقرار، مؤكداً أن الدعم الأكبر سيكون للمنتجات الأكثر تأثيراً على المواطن مثل السولار والبوتاجاز، بالإضافة إلى بنزين 80 و92. وأشار إلى أن الوزارة تتابع تأثير القرار على تكاليف نقل المنتجات والسلع، والتي بدورها تنعكس على الأسعار في الأسواق المحلية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على زيادة الإنتاج المحلي من الوقود من خلال خلق حوافز للشركاء المحليين. والهدف هو تقليل الاعتماد على الواردات وبالتالي خفض التكلفة الإجمالية للمنتجات في المستقبل.
وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد الاعتماد على المنتجات المحلية بشكل أكبر من الواردات، مشدداً على أنه لن يكون هناك أي تعديلات أخرى على الأسعار لمدة ستة أشهر على الأقل حتى يتم إجراء دراسة شاملة للآثار.
وأعلنت لجنة تسعير المواد البترولية عن زيادة في أسعار البنزين والسولار جنيهين، ليصل سعر بنزين 95 إلى نحو 19 جنيهاً للتر، وبنزين 92 إلى 17.25 جنيهاً للتر، وبنزين 80 إلى نحو 15.75 جنيهاً للتر. وسيرتفع سعر السولار إلى 15.5 جنيه للتر، كما سيصل سعر الكيروسين إلى نحو 15.5 جنيه للتر.
قررت الحكومة رفع أسعار الديزل للمصانع إلى 10500 جنيه للطن. ويستثنى من ذلك أسعار وقود الديزل المورد لصناعات الكهرباء والأغذية. كما تقرر تثبيت أسعار البنزين المخصصة لتزويد المركبات بالوقود.
كما تقرر زيادة سعر أسطوانة غاز البوتان سعة 12.5 كجم للاستخدام المنزلي إلى 200 رطل، وأسطوانة البوتان إلى 400 رطل، وطن الغاز السائب إلى 16 ألف رطل، والغاز المورد لأفران الطوب إلى 210 رطل لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وقالت وزارة البترول والثروة المعدنية في بيان لها أمس، إن الأسعار الحالية لن تتغير لمدة الأشهر الستة المقبلة. وأوضحت أنه في ضوء الأسعار الجديدة المعلنة للمنتجات البترولية ورغم الزيادات الأخيرة في الأسعار فإن الفجوة السعرية بين التكلفة وسعر البيع لا تزال قائمة حيث أن الزيادات الكبيرة في التكلفة لم يتم استيعابها بعد من خلال هذه الزيادات.