الأسباب الكاملة لتعديل “ستاندرد آند بورز” النظرة المستقبلية لمصر من إيجابية إلى مستقرة

خفضت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية لمصر من “إيجابية” إلى “مستقرة”، وأبقت على تصنيفها الائتماني طويل الأجل وقصير الأجل بالعملتين الأجنبية والمحلية عند B.
وتعكس النظرة المستقبلية المعدلة مخاوف الوكالة بشأن احتياجات مصر التمويلية المرتفعة محليا وخارجيا، مع ميل المستثمرين الأجانب إلى تصفية أجزاء من محافظ ديونهم في الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، لمواجهة الضغوط المالية العالمية.
ما هي أسباب تدهور الأوضاع في مصر؟
وفي تقرير نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني، أوضحت الوكالة أسباب تغيير توقعاتها لمصر في الوقت الذي تواجه فيه الأسواق المالية العالمية تقلبات شديدة بسبب حرب الرسوم الجمركية الأمريكية.
وتتمثل الأسباب الرئيسية لتغيير وجهة نظر الوكالة تجاه مصر فيما يلي:
وعلى الرغم من الإصلاحات الكبيرة التي نفذتها مصر منذ مارس/آذار 2024، فإن احتياجاتها التمويلية الخارجية والداخلية المرتفعة تجعلها عرضة للتقلبات الحالية في السوق المالية العالمية.
وتعتبر مصر من بين الدول التي تتحمل أعلى أعباء دخل الفائدة على خزانتها، في حين تظل حساباتها الخارجية عرضة لظروف التمويل العالمية وتدفقات المحافظ الاستثمارية.
وتوازن النظرة المستقرة بين التزام مصر بالإصلاحات المالية والاقتصادية وتأثير انخفاض النمو العالمي وإمكانية زيادة التقلبات في ظروف التمويل الخارجي.
وأدى تشديد البنك المركزي لسعر الفائدة الرئيسي للسياسة النقدية إلى 27.25% في مارس/آذار 2024، إلى جانب تحرير سعر الصرف، إلى ارتفاع أسعار أذون وسندات الخزانة المحلية، والتي يصدر معظمها بآجال استحقاق قصيرة.
وستبلغ نسبة الإنفاق الحكومي على الفوائد إلى الإيرادات الحكومية 58% في السنة المالية 2025 (التي تنتهي في 30 يونيو 2025) وستبدأ في الانخفاض اعتبارًا من السنة المالية 2026، لتصل إلى 45% من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2028.
وفي ظل الظروف العالمية، قد يختار المستثمرون الأجانب أيضاً اتخاذ مراكز استثمارية خالية من المخاطر في سوق السندات المحلية، وهو ما قد يؤدي إلى خروج تدفقات من محافظهم، وهو ما من شأنه بدوره أن يزيد الضغوط على أسواق السندات بالعملة المحلية.
وعلى مدار الأيام الخمسة الماضية، باع الأجانب بعض استثماراتهم في أذون وسندات الخزانة المحلية، ما زاد الضغوط على الدولار في سوق الإنتربنك (سوق شراء وبيع الدولار في مصر) إلى نحو 3.75 مليار دولار.
وأدى ذلك إلى هبوط الجنيه المصري إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، مسجلاً 51.29 جنيه للشراء و51.39 جنيه للبيع في نهاية تعاملات اليوم الخميس.
فرضت الحكومة الأمريكية تعريفات جمركية جديدة على السلع المستوردة من كل دول العالم تقريبا.
لقد تجاوزت التعريفات الجمركية التوقعات من حيث النطاق والمدى وكانت لها عواقب غير مؤكدة على النمو العالمي والأسواق المالية.
على الرغم من أن الحكومة الأميركية أوقفت تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة على جميع الدول باستثناء الصين، إلا أنها أبقت على الحد الأدنى للرسوم الجمركية بنسبة 10% على جميع المنتجات.
وقد أدت هذه الإجراءات إلى تقلبات كبيرة في الأسواق العالمية.