وزير الصناعة: إطلاق مدينتين نسيجيتين متكاملتين بمنطقة وادي السريرية بالمنيا والمنطقة الصناعية بشمال الفيوم

كامل الوزير: المدينتين سيتم بناؤهما بالشراكة مع القطاع الخاص من خلال منظومة المطور الصناعي، بمساحة إجمالية 11 مليون متر مربع (5.5 مليون متر مربع لكل مدينة).
وادي السرية بالمنيا ستكون أول مدينة في صعيد مصر متخصصة في صناعة المنسوجات؛ وتبلغ تكلفة إنشاء المدينة 12 مليار جنيه مصري، في حين تبلغ تكلفة إنشاء المدينة الثانية في شمال الفيوم 15 مليار جنيه مصري. وستكون المدينتان بمثابة نموذج للمدن الصناعية مع التركيز على صناعة النسيج، وستحتوي كل منهما على منطقة خدمات ولوجستية.
وتتمتع محافظتا المنيا والفيوم بإمكانات استثمارية تضمن نجاح المشاريع المخطط لها من منظور صناعي. وتعتبر البنية التحتية التي تم إنشاؤها منذ عام 2014، بما في ذلك الطرق والموانئ الجافة والبحرية والسكك الحديدية، عاملاً رئيسياً في جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية إلى صعيد مصر.
وتهدف المدينتان إلى جذب استثمارات أجنبية ومحلية تصل قيمتها إلى 3.5 مليار دولار. ومن المتوقع أن تساهم هذه المشروعات في زيادة صادرات مصر الحالية من منتجات هذا القطاع من 2.8 مليار دولار إلى 11.5 مليار دولار سنويا بحلول عام 2030.
أعلن الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، خلال مؤتمر صحفي موسع، افتتاح مدينتين نسيجيتين متكاملتين في وادي السرية بالمنيا، وفي المنطقة الصناعية بشمال الفيوم، بمساحة كل منهما 5.5 مليون متر مربع. وأكد أن قطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة من القطاعات الواعدة التي تمتلك مصر فيها مميزات تنافسية كبيرة، وهو ما يساهم بشكل كبير في نمو الاقتصاد المصري وتحسين فرص العمل للشباب. وأضاف أن هذا القطاع يوفر أيضاً فرصاً حقيقية للنمو والتطور في مصر، خاصة في ظل توافر المواد الخام والقوى العاملة المحلية المدربة والقرب من موانئ التصدير واتفاقيات التجارة الحرة العديدة التي أبرمتها مصر مع دول العالم، فضلاً عن الخبرة الطويلة لمصر في استغلال القطن المصري وتعظيم قيمته المضافة.
وأشار إلى أن الدولة تنتهج خطة واعدة لمضاعفة الصادرات المصرية في هذا القطاع، خاصة في مجال الملابس الجاهزة. الهدف هو زيادة الصادرات من 2.8 مليار دولار إلى 11.5 مليار دولار خلال خمس سنوات.
المهندس شارك في الحدث. جزء. أحمد السويدي رئيس مجلس إدارة مجموعة السويدي إليكتريك، وفاضل مرزوق رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة، والدكتورة ناهد يوسف رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، وممثلين كبار من وزارة الصناعة.
وخلال المؤتمر استعرض نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل الجهود الوطنية لتعزيز التنمية المستدامة في مصر منذ إطلاق رؤية مصر 2030 في عام 2014 بموافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وفي هذا السياق، أشار إلى الجهود المبذولة لبناء بنية أساسية قوية وفق خطة عمل مدروسة دخلت حيز التنفيذ في 30 يونيو 2014. وتتضمن هذه الخطة رفع كفاءة شبكات الطرق والكباري والنقل والسكك الحديدية، وكذلك الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية وشبكات الاتصالات والكهرباء والمياه وكافة مرافق البنية الأساسية في مصر. وبالإضافة إلى ذلك، هناك خطط لإنشاء سبعة ممرات لوجستية متكاملة، والتي يجري تنفيذها حالياً. وتهدف هذه الممرات إلى المساعدة في ربط مناطق الإنتاج (الصناعة والزراعة والتعدين) بالموانئ البحرية، وربط موانئ البحر الأحمر بموانئ البحر الأبيض المتوسط، وخدمة المجتمعات الحضرية الجديدة عبر شبكة السكك الحديدية (الديزل / القطار فائق السرعة) أو شبكة الطرق الرئيسية التي تمر عبر الموانئ الجافة والمناطق اللوجستية الواقعة على طول هذه الممرات.
وأكد أيضاً أهمية الممرات اللوجستية، خاصة ممرات طابا العريش، والسخنة الدخيلة، وسفاجا قنا الإسكندرية، مشيراً إلى دورها الكبير في ربط البحر الأحمر والمتوسط، وكذلك الخليج العربي، بأوروبا وأمريكا وجميع دول العالم.
وأعرب الوزير عن فخره بالإنجازات التي تحققت في قطاع النقل خلال السنوات العشر الماضية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فضلاً عن التقدم الكبير الذي تحقق في الممرات اللوجستية التي تلعب دوراً كبيراً في التجارة العالمية. ويأتي ذلك استناداً إلى المزايا التنافسية التي تتمتع بها مصر، وخاصة موقعها الجغرافي في قلب العالم وقربها من أهم ممر بحري دولي في العالم وهو قناة السويس. وتتمتع مصر أيضًا بساحل يبلغ طوله 3000 كيلومتر على البحرين الأحمر والمتوسط، و18 ميناء بحريًا قادرًا على استقبال السفن الكبيرة، و100 كيلومتر من الأرصفة. كما تم تنفيذ خطة شاملة لإنشاء 33 ميناء جاف ومنطقة لوجستية، بالإضافة إلى دعم الأعداد المتزايدة من الشباب في مصر.
وأشار الوزير إلى أن الصناعة تعد أحد أهم مصادر القوة لأي دولة، مؤكداً أهمية النمو السريع في القطاع الصناعي، حيث تشكل الصناعة حالياً نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي. وأشار إلى أن الهدف هو زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني إلى أكثر من 20 بالمائة.
وأشار الوزير إلى أن الاهتمام بالنهوض بالقطاع الصناعي ينعكس على توفير فرص العمل والعملات الأجنبية، وبالتالي تحسين حياة المواطنين وتحقيق مصالح الوطن. ويتم تحقيق هذه الأهداف من خلال استراتيجية شاملة للنهوض بالقطاع الصناعي، تهدف إلى تحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي. ويأتي ذلك في ضوء أهداف الخطة العاجلة للنهوض بالصناعة المصرية، والتي ترتكز على عدة محاور. ومن أهمها إنشاء مناطق صناعية متخصصة بالإضافة إلى تطوير المناطق الصناعية القائمة.
كما أعلن نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل عن معايير اختيار مواقع المناطق الصناعية لضمان نجاح المشاريع المقامة فيها. وتشمل هذه المعايير توفر المرافق وقربها من الموانئ والطرق وخطوط السكك الحديدية، وكذلك قربها من المناطق السكنية والمناطق ذات الكثافة العمالية العالية. وأكد أن كل هذه العوامل موجودة في محافظات الصعيد وخاصة الفيوم والمنيا.
وفي هذا الإطار استعرض الوزير كل ما يتعلق بافتتاح المدينتين النسيجيتين المتكاملتين في وادي السريرية بالمنيا والمنطقة الصناعية بشمال الفيوم، مشيرا إلى أنهما ستقامان على مساحة إجمالية تصل إلى 11 مليون متر مربع. وأشار إلى أن أول مدينة نسيجية سيتم إنشاؤها في وادي السريرية بمحافظة المنيا على مساحة إجمالية مخططة تبلغ 5.5 مليون متر مربع باستثمارات 12 مليار جنيه. وستكون علامة فارقة في تطوير صناعة النسيج في صعيد مصر حيث ستكون أول مدينة نسيجية في صعيد مصر وستعمل على إحياء الصناعات النسيجية القديمة في المحافظة. تتميز المحافظة بموقعها المتميز وقربها من الشرايين والطرق الرئيسية مثل طريق الصعيد الحر وطريق الصعيد الشرقي الصحراوي وطريق رأس غارب/الشيخ فضل وطريق البستان.
بالإضافة إلى ذلك، فهي متصلة بالعديد من الموانئ البحرية الهامة مثل العين السخنة وسفاجا والدخيلة، وتقع بالقرب من محطة سكة حديد المنيا. ومن المتوقع أن تجذب المدينة عند اكتمالها 1.5 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية والمحلية المباشرة، وأن تخلق 250 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ويمثل هذا دخلاً معقولاً لمليون نسمة من سكان المحافظة، علماً بأن متوسط حجم الأسرة أربعة أفراد.
وأشار الوزير إلى أن المدينة الثانية سيتم إنشاؤها في شمال الفيوم، البوابة الرئيسية لصعيد مصر، على مساحة إجمالية 5.5 مليون متر مربع، وستتجاوز الاستثمارات 15 مليار جنيه. ومن المتوقع أن يتم خلق 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. وتتميز المنطقة بقربها من العاصمة واتصالها المباشر بمحاور نقل هامة مثل طريق الجيزة الفيوم والطريق الدائري الإقليمي الذي يمر بست محافظات يبلغ حجم سوقها نحو 50 مليون نسمة. وتقع على بعد 4.5 كيلومتر فقط من القطار السريع، كما يقع الميناء الجاف في نيو أكتوبر على بعد 30 كيلومترًا فقط أيضًا، مما يجعلها مدينة استثمارية واعدة. وأشار إلى أنه بمجرد اكتمال تطويرها، من المتوقع أن تجذب المدينة 1.5 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية والمحلية المباشرة.
وأعلن الوزير أن المدينتين سيتم بناؤهما ضمن مخطط التنمية الصناعية بالشراكة مع القطاع الخاص، حيث يكون المطور مسؤولاً عن تطوير وتخطيط المدينة ومرافقها الداخلية وإدارتها وتشغيلها وتسويقها محلياً ودولياً. وأشار في هذا الصدد إلى أنه سيتم توفير كافة التسهيلات الإجرائية اللازمة للبدء في إنشاء المدينتين وضمان تشغيلهما السريع بما يعزز الإنتاج ويحقق التنمية الصناعية المستدامة في المحافظتين وبالتالي زيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد الوزير أن ذلك يأتي في إطار خطة الحكومة لتنمية محافظات الصعيد وتوفير فرص عمل لائقة للسكان، خاصة أن صناعة الغزل والنسيج من القطاعات كثيفة العمالة. وأوضح أن هناك استراتيجية وطنية لتنمية هذا القطاع، انطلاقاً من صعيد مصر.
وأوضح الوزير أن إنشاء مدينتين متخصصتين لصناعة النسيج في المنيا والفيوم لا يهدف فقط إلى خلق بنية تحتية صناعية متطورة، بل يهدف أيضاً إلى تحقيق نقلة نوعية في تعميق التصنيع المحلي وزيادة القدرة التنافسية وتحسين الابتكار في قطاعي الغزل والنسيج. وستوفر المدينتان بيئة صناعية متكاملة وتتوفر فيهما كافة معايير الاستدامة والتوافق البيئي، وفقاً لأعلى المعايير الفنية والخبرات العالمية في هذا المجال. والهدف هو تزويدهم بأحدث الأساليب التكنولوجية في جميع مراحل الإنتاج. وأشار إلى أن التوجه نحو التوسع في إنشاء المدن المتخصصة يهدف إلى دعم نقل التكنولوجيا وخلق التشبيك الصناعي وتعميق التصنيع المحلي. كما أنه من شأنه أن يعمل على خفض التكاليف وتحقيق استدامة أكبر للموارد وتحسين جودة المنتجات، ومن ثم زيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية على المستوى العالمي.
وأضاف أن وزارة الصناعة تعتزم إنشاء مدينتين متكاملتين لجميع مراحل الإنتاج في صناعة النسيج من الغزل والنسيج والصباغة إلى الملابس الجاهزة والأثاث، فضلاً عن الصناعات المكملة لهذه الصناعات، بما يضمن تكامل سلاسل القيمة وتحقيق الاستدامة لهذا القطاع، للوصول إلى منتجات عالية الجودة بمواصفات عالمية، قادرة على الوصول إلى جميع الأسواق الخارجية. كما حرصت الوزارة على أن تحتوي المدينتان على مناطق خدمية ولوجستية، ومدرسة صناعية متخصصة في صناعة الغزل والنسيج وتقنياتها، ومراكز خدمات للمستثمرين والرعاية الصحية وغيرها، بالإضافة إلى مراكز للمعارض والأبحاث والتسويق.
وناقش الوزير أيضا القطاعات التي سيتم الترويج لها وتحدث عن تكثيف الجهود للنهوض بها خلال الفترة المقبلة بما يلبي احتياجات السوق المحلي وخفض تكاليف الاستيراد. وهذه هي الصناعات الوطنية التي تمتلك مصر فيها إمكانيات تكنولوجية ومهنية، وصناعات تستطيع المنتجات المصرية من خلالها تحقيق تنافسية عالمية عالية من حيث الجودة والسعر، وصناعات تمتلك مصر فيها المواد الخام اللازمة للإنتاج، مما يتيح تشغيل عدد كبير من العمالة المصرية، بما في ذلك صناعة الملابس الجاهزة.
وأشاد الوزير بالتعاون مع القطاع الخاص في مختلف المجالات باعتباره شريكا تنمويا مهما في إطار وثيقة سياسة ملكية الدولة. وأكد أن الدولة لديها خطة واعدة لمضاعفة الصادرات المصرية بالشراكة مع القطاع الخاص، وجدد وعدها بتقديم كافة أشكال الدعم للمستثمرين المحليين والأجانب، تماشياً مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي.
عن كثب. من جانبه أشاد المهندس أحمد السويدي رئيس مجلس إدارة مجموعة السويدي إليكتريك بجهود الدولة لتحسين بيئة الأعمال ودعم القطاع الخاص وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي. وأشاد أيضاً بالتركيز القوي الذي توليه الحكومة المصرية للنهوض بالقطاع الصناعي في مصر والإجراءات التي اتخذتها لجذب الاستثمارات في هذا القطاع المهم.
كما أشاد فاضل مرزوق رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة باهتمام الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الصناعة باستعادة مكانة صناعة المنسوجات في مصر، مؤكداً أن مصر لديها تاريخ طويل ومتميز في هذا القطاع. وأشاد أيضاً بمناخ الاستثمار الواعد في مصر وجهود الحكومة المصرية لدعم كافة المصنعين والمستثمرين المحليين والدوليين، مما يساهم في إقامة الصناعات المختلفة وينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني لتحقيق التنمية الشاملة.