حزب المؤتمر: زيارة رئيس إندونيسيا للقاهرة تؤكد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية

وتؤكد زيارة الرئيس الإندونيسي للقاهرة موقف مصر الرافض للانجرار إلى دعوات طرد الفلسطينيين.
قال اللواء الدكتور رضا فرحات نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو للقاهرة ولقاءه بالرئيس عبد الفتاح السيسي شكلت نقطة تحول استراتيجية في مسار العلاقات المصرية الإندونيسية وأكدت عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. كما أنها تساعد على فتح آفاق جديدة للتعاون في ضوء التحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.
وقال فرحات في تصريح اليوم السبت، إن زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر في هذا التوقيت الحرج الذي يشهد تصعيدا غير مسبوق للعدوان الإسرائيلي على غزة، تعد إشارة سياسية قوية تؤكد ثبات موقف مصر الرافض لأي محاولة لطرد الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم المشروعة. كما تم التأكيد على أن مصر لا تتهاون في هذه القضايا ولا تقبل بأنصاف الحلول، ولكنها في ذات الوقت منفتحة على الحوار مع كافة الأطراف من أجل استعادة توازن المواقف الدولية وتجنب الانجرار إلى مطالب التطبيع أو الطرد.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن الزيارة لها بعد سياسي ورمزي مهم، حيث تحاول مصر من خلالها استعادة توازن المواقف الدولية تجاه الأحداث في فلسطين. إن موقف إندونيسيا الداعم للشعب الفلسطيني ينسجم مع الجهود الدبلوماسية والإنسانية التي تبذلها مصر، سواء في وقف إطلاق النار أو فتح المعابر الحدودية أو حشد الدعم الدولي لإنهاء معاناة السكان المدنيين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الدول الآسيوية الكبرى، بما في ذلك إندونيسيا، تسير على الطريق الصحيح، القائم على دعم الحل العادل والشامل، ورفض كل أشكال العدوان والتهجير القسري، وتعزيز التعاون بين دول الجنوب لمواجهة التحديات العالمية برؤية متكاملة.
وأكد أن مصر تتمتع بعلاقات وطيدة مع إندونيسيا تمتد لأكثر من سبعة عقود، حيث كانت القاهرة أول عاصمة تعترف باستقلال جاكرتا. وتعكس هذه الزيارة ثقة آسيا القوية في قوة الدولة المصرية وريادتها في العالمين العربي والإفريقي، وتؤسس لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية القائمة على الاحترام المتبادل. ويمهد الطريق لتوسيع التعاون الثنائي في مجالات رئيسية مثل الأمن الغذائي والطاقة المتجددة والتحول الرقمي والتعليم وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة في ضوء التجربة التنموية المتميزة التي تتمتع بها إندونيسيا، والتي يمكن أن تكون مصدر إلهام ونقل المعرفة لمصر في إطار رؤية الدولة المصرية 2030.
وأكد أن هذه الزيارة تؤكد دور مصر كدولة محورية في تشكيل الموقف الإقليمي، وكداعم قوي للقضية الفلسطينية في مواجهة محاولات التصفية أو التهجير، أيا كان الطرف الذي يطرحها أو يلمح إليها. كما أنها تعكس بوضوح رؤية مصر الثابتة في إدارة علاقاتها الدولية على أساس الحوار والشراكة والاحترام المتبادل، حتى وإن اختلفت المواقف بشأن بعض القضايا الجوهرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. كما أنها تأكيد على أن مصر، رغم التحديات، ستظل داعماً قوياً للقضية الفلسطينية، ومدافعاً قوياً عن حق الشعوب في العدالة والاستقرار.