مصدرون: فرصة واعدة لصادرات الأغذية والملابس الجاهزة والنسيج في السوق الأمريكية

منذ 7 أيام
مصدرون: فرصة واعدة لصادرات الأغذية والملابس الجاهزة والنسيج في السوق الأمريكية

• تشجع التغيرات في الاقتصاد العالمي الاستثمار وتوطين العمليات الصناعية.

وأكد عدد من رواد التجارة الخارجية والمستثمرين أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب على عدد من الدول، وخاصة الصين وكندا والمكسيك والبرازيل وفيتنام والهند والاتحاد الأوروبي، توفر فرصاً كبيرة للمنتجات المحلية في السوق الأميركية. وأضاف رجال الأعمال أن السوق المصرية ستشهد أيضاً زيادة في الاستثمار الأجنبي المباشر خلال الفترة المقبلة، نظراً للمزايا الكبيرة التي تقدمها الحكومة الآن للقطاع الخاص.

وفي وقت سابق، أعلن حسام هيبة الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن الحكومة المصرية تستهدف جذب نحو 60 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر، وزيادة قيمة الصادرات إلى 145 مليار دولار، وتستهدف أن يساهم القطاع الخاص بما يصل إلى 65% من إجمالي الاستثمارات بحلول عام 2030.

نجحت مصر في الآونة الأخيرة في تطبيق إصلاحات اقتصادية هيكلية ساهمت في تعزيز بيئة الاستثمار. وفي عام 2024، من المتوقع أن تسجل مصر استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 46.6 مليار دولار، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي المتزايدة في الاقتصاد المصري.

من جانبه، أكد المجلس التصديري للصناعات الغذائية برئاسة محمود بازان، وجود فرص تصديرية كبيرة لمنتجات القطاع في السوق الأمريكية. ويتماشى ذلك مع خطط المجلس الرامية إلى زيادة معدلات صادرات القطاع بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة.

وأوضح بازان أن السوق الأمريكي يعد من أكبر الأسواق في العالم ويوفر فرص تصديرية واعدة للعديد من المنتجات الغذائية المصرية، خاصة أنه من المتوقع أن يصل حجم واردات مصر من الغذاء إلى نحو 208 مليارات دولار بحلول عام 2024.

وأضاف أن المجلس بالتعاون مع الجهات الحكومية يبذل جهوداً كبيرة لفتح أسواق خارجية جديدة أمام المنتجات المصرية، خاصة التوسع في الأسواق الأمريكية والأوروبية.

تعد المكسيك المصدر الرئيسي للغذاء إلى السوق الأمريكية، حيث تمثل ما يقرب من 23 في المائة من إجمالي واردات الغذاء بقيمة 46.99 مليار دولار. وتليها كندا بنسبة 17%، بقيمة 35.98 مليار دولار. وتلتها إيطاليا والبرازيل بنسبة 4% لكل منهما، بقيمة نحو 8 مليارات دولار، ثم تشيلي وفرنسا والصين بنسبة 3% لكل منها.

شكلت الدول السبع الكبرى وحدها حوالي 57% من إجمالي واردات الولايات المتحدة من الأغذية في عام 2024. وكانت معدلات التعريفات الجمركية المفروضة على هذه الدول 34% للصين، و37% للبرازيل، و25% للمكسيك، و25% لكندا، و20% لفرنسا وإيطاليا، و10% لتشيلي.

قال خالد أبو المكارم رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية، إن قطاع الأسمدة من القطاعات التي تأمل أن تحظى بفرص جيدة في السوق الأميركية.

وأكد أبو المكارم أن الشركات المصرية يجب أن تسعى للاستفادة من التغيرات في الاقتصاد العالمي، وخاصة الصراع الكبير بين الصين والولايات المتحدة.

وتوقع أبو المكارم أن تساهم هذه التغييرات في زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر في السوق المصرية، بدعم من رغبة الشركات في الاستفادة من الحوافز والفرص الكبيرة في مصر.

قال وزير التجارة والصناعة الأسبق طارق قابيل، إن حزمة الرسوم الجمركية التي أعلنتها الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب على السوق المصرية قد تمثل فرصة ذهبية لجذب الشركات العالمية ورؤوس الأموال المتضررة خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن حجم التجارة بين مصر والولايات المتحدة سيصل إلى نحو 8.6 مليار دولار في عام 2024، منها ستة مليارات دولار واردات من الولايات المتحدة، بينما بلغت الصادرات المصرية 2.6 مليار دولار.

وأوضح قابيل أن هذا هو قطاع الملابس الجاهزة. ويعد القطاع من أهم القطاعات المساهمة في هيكل الصادرات المصرية للسوق الأمريكية، حيث يمثل 45.6% من إجمالي الحجم، وذلك في ظل الاتفاقيات المبرمة لتنظيم التجارة الحرة، وخاصة بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة (الكويز). ويشكل قطاع الأسمدة 6.4%، وصناعة الحديد 6.2%، والسجاد 5.1%، والأغذية المعلبة 5.1%.

وأضاف قابيل أن فرصة مصر تكمن في جذب الشركات من الدول الأكثر تأثرا بالرسوم الجمركية الجديدة، والتي تتراوح بين 22 إلى 45%. وتشمل هذه الدول الصين، التي تمثل 22% من واردات واشنطن من الملابس الجاهزة، وفيتنام، التي تمثل 18%. وتبلغ نسبة واردات الولايات المتحدة من الملابس المصرية 1.65 بالمئة.

وقال أسامة حفيله عضو جمعية المستثمرين إن السوق المصرية يمكن أن تلعب دورا مهما في دعم الاقتصاد المصري وتحقيق خطط الحكومة لزيادة الصادرات إلى نحو 145 مليار دولار.

وأضاف حفيلة أن هناك فرصا كبيرة لإقامة المزيد من المشاريع المشتركة بين المستثمرين المحليين والأجانب للاستفادة من الحوافز الكبيرة التي تقدمها الحكومة الآن للمستثمرين ورجال الأعمال.

يُذكر أن ترامب فرض رسوماً جمركية عالية على بعض الدول مثل الصين وبنغلاديش وفيتنام، حيث وصلت إلى 104% و37% و46% على التوالي. وتخضع مصر لرسوم جمركية قدرها 10% فقط، وهو ما يزيد من فرص البلاد في جذب الاستثمارات وزيادة صادراتها إلى الولايات المتحدة.

قال مجدي طلبة، رئيس الشركة المصرية التركية المشتركة للملابس الجاهزة والرئيس السابق للمجلس التصديري للملابس الجاهزة، في بيان، إن فرصا كبيرة تظهر للشركات المصرية في أعقاب الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها الولايات المتحدة على منافسينا الرئيسيين في قطاع المنسوجات، وهي الصين وبنجلاديش وفيتنام.

وأضاف طلبة أن مصر يمكن أن تستفيد أيضا من انخفاض المنافسة في قطاعات مثل صناعة النسيج، لأن ذلك يؤثر على الدول التي لديها فوائض تجارية كبيرة مع الولايات المتحدة. وأشار بعض المسؤولين الحكوميين إلى أن مصر لديها الفرصة لزيادة صادراتها إلى السوق الأميركية، خاصة في ظل الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على عدد من الدول الكبرى، بما في ذلك الصين.

جدير بالذكر أن قيمة التجارة بين مصر والولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 84.8% في ديسمبر 2024 لتصل إلى نحو 974.7 مليون دولار، مقارنة بنحو 527.3 مليون دولار في الشهر نفسه من عام 2023. ووفقاً لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، استحوذت الولايات المتحدة على ما يقرب من 7% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية لمصر العام الماضي.

من المتوقع أن ترتفع قيمة التجارة بين مصر والولايات المتحدة بنسبة 37.4% في عام 2024، ليصل إجمالي التبادل التجاري بين البلدين إلى نحو 9.8 مليار دولار، مقارنة بـ7.1 مليار دولار في عام 2023.


شارك