“باشوات مصر”.. مؤرخون يرفضون اقتراح الغزالي حرب بعودة الألقاب الملكية: “هزل في وقت الجد”

منذ 4 أيام
“باشوات مصر”.. مؤرخون يرفضون اقتراح الغزالي حرب بعودة الألقاب الملكية: “هزل في وقت الجد”

ويرفض العديد من الكتاب والمثقفين هذه الفكرة، معتبرينها خطوة إلى الوراء، وعاراً على التضحيات التي قدمتها مصر لإقامة نظام سياسي قائم على المساواة، بعيداً عن شبح الطبقية التي قضت عليها الثورة.

وقال الدكتور محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة والأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة: “أستغرب هذا الاقتراح في وقت تشهد فيه المنطقة من حولنا اضطرابات”. ووصفها بأنها “مهزلة في لحظة جدية”.

وفي تصريحات خاصة لايجي برس، أضاف عفيفي: “تمر مصر والمنطقة بأسرها بأوقات عصيبة ومشكلات. هذه الآراء تُعبّر عنها في أوقات الاستقرار والهدوء، ولا نملك ترف التفكير في مثل هذه الأمور في الوقت الحالي”.

وتابع عفيفي: «الماضي الصحفي والرأي العام لأسامة الغزالي حرب ثري، ولذلك أنا مندهش مما قدمه».

واعتبر المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة حلوان، أن هذا المقال يمثل انقلاباً على الواقع الذي عاشته مصر في العقود الأخيرة، حيث كان الوضع قبل ثورة يوليو 1952 يتسم بالفوارق الطبقية.

وأوضح الدسوقي لايجي برس في تصريحات خاصة: “لم يقتصر نظام الطبقات الاجتماعية في العهد الملكي على الأغنياء والفقراء، بل امتد إلى الأغنياء الذين يشكلون طبقات أنفسهم. فكان هناك الباشوات والبكوات والأفندية، وهم من يمنحهم الملك مقابل خدمات تُقدم له، كالتبرعات وغيرها”.

ضرب الدسوقي مثالاً: “منح الملك فاروق أم كلثوم لقب صاحبة العصمة عندما أحيت إحدى حفلاتها في النادي الأهلي في أحد الأعياد عام ١٩٨٤. غنّت أغنية “حبيبي طاب وقته” لزكريا أحمد، وحرفت كلماتها عندما دخل الملك فاروق الحفل. أنشدت كلمات أغنية “والليلة عيد جميل للعالم… المجد والشرف، وأنتِ حبيبتي”، لتقول: “والليلة عيد جميل للعالم… المجد والشرف، وأنتِ ملكي”. لذلك، منحها الملك وسام الاستحقاق، ومنحها لقب “صاحبة العصمة”.

وتابع الدسوقي: “في عهد الملكية، كان من ولد فقيرًا يبقى فقيرًا، ومن ولد غنيًا يزداد غنى. كانت هناك مدارس للأغنياء لم يلتحق بها الفقراء، والآن يريد حرب أن يعيدنا إلى تلك الحقبة البائدة”.

وتابع دسوقي: “حصلت بنفسي على شهادة الدراسة الابتدائية قبل شهر من اندلاع ثورة 1952، وكانت تنص على أن عاصم أفندي دسوقي حصل على لقب أفندي بعد إتمام الدراسة الابتدائية”. وتساءل: إذا كانت الثورة قامت بسبب هذه الأوضاع الاجتماعية الغريبة فهل يحاول من يطالبون بعودة هذه الأوضاع مرة أخرى إثارة ثورة جديدة؟!

حاولنا الاتصال بالدكتور أسامة الغزالي حرب، ولكن محاولات الاتصال به باءت بالفشل حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

اقرأ أيضاً:
بعد زيادة أسعار الوقود.. تعرف على العقوبات المترتبة على التلاعب بالأسعار

ومن المتوقع هبوب الرياح والأمطار في هذه المناطق. الأرصاد الجوية تكشف عن حالة الطقس المتوقعة للأيام المقبلة.


شارك