وزير الاتصالات: نستهدف تدريب أكثر من 30 ألف متخصص في الذكاء الاصطناعى ودعم 250 شركة ناشئة

منذ 13 ساعات
وزير الاتصالات: نستهدف تدريب أكثر من 30 ألف متخصص في الذكاء الاصطناعى ودعم 250 شركة ناشئة

من المتوقع أن يتمكن أكثر من ربع القوى العاملة من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي خلال خمس سنوات. أهمية رفع الوعي العام حول إمكانيات ومخاطر الذكاء الاصطناعي. تسمية القاعة الرئيسية بجامعة تكنولوجيا المعلومات باسم المرحومة الدكتورة ريم بهجت

 

شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ختام فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر علوم البيانات والذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025، بجامعة مصر للمعلوماتية بمدينة المعرفة بالعاصمة الإدارية الجديدة. تم تنظيم المؤتمر واستضافته من قبل الجامعة بشراكة استراتيجية مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA) وشركة Ntervento والسفارة الهولندية بالقاهرة. وانعقد المؤتمر، الذي أقيم في الفترة من 10 إلى 12 أبريل/نيسان، تحت شعار “تعزيز مجتمع الذكاء الاصطناعي”. وقد استقطب الحدث أكثر من 1500 مشارك و90 متحدثًا يمثلون مجموعة مختارة من صناع القرار وقادة الصناعة والمتخصصين والأكاديميين والمبتكرين ورجال الأعمال، مما ساعد في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشارك في المؤتمر السفير الهولندي بالقاهرة بيتر موليما وعدد من كبار المسؤولين بجامعة مصر لعلوم الحاسب.

وفي بداية كلمته نعى الدكتور عمرو طلعت والدكتورة ريم بهجت رئيس جامعة مصر للمعلوماتية الذي وافته المنية منذ أيام. وأشاد بسجلها الأكاديمي المتميز ومساهمتها في تأسيس الجامعة ورؤيتها الواضحة فيما يتعلق بدور الجامعة ورسالتها. وأكد أن ذكراها، وليس فقط صفاتها الفريدة – المعرفة، والتفاني في العمل، والرؤية والقدرة على تحقيقها – ستظل حية في عقول وقلوب كل من عرفها وعمل معها. وأعلن أنه تم الاتفاق مع مجلس أمناء الجامعة على تسمية قاعة الجامعة باسم الفقيد.

وأكد الدكتور عمرو طلعت حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على استضافة هذا المؤتمر الإقليمي للعام الثاني على التوالي، في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بهذه التقنيات. وأضاف الدكتور عمرو طلعت أن مصر بدأت في عام 2019 الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء المجلس القومي للذكاء الاصطناعي والذي يضم الجهات ذات الصلة، وإصدار الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، وإطلاق الميثاق المصري للذكاء الاصطناعي المسؤول. وأكد أن هذه التقنيات لم تعد مجرد محور اهتمام مجتمع المعلومات، بل أصبحت محور اهتمام جميع المؤسسات الحكومية، بما في ذلك القطاع العام والجامعات والمؤسسات العلمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، من أجل الاستفادة من إمكاناتها.

وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أنه في إطار تنفيذ أهداف النسخة الأولى من الاستراتيجية تم إنشاء مركز الابتكار التطبيقي لتطوير التطبيقات باستخدام هذه التكنولوجيا الهامة. وأوضح أن العمل على تطوير النسخة الثانية من الاستراتيجية، التي نُشرت في وقت سابق من هذا العام، سيبدأ في عام 2024. والهدف هو تنفيذ ستة محاور متوازية: أولاً، توفير البنية التحتية للمعلومات والحوسبة التي يمكن استخدامها لإنشاء أنظمة الذكاء الاصطناعي، وإتاحة بعض هذه الموارد للشركات الصغيرة والمتوسطة الناشئة المتخصصة في تطوير الحلول باستخدام الذكاء الاصطناعي، وذلك لمساعدتها على دفع المزيد من الابتكار في هذا المجال. ثانياً، البيانات، وهي جوهر صناعة الذكاء الاصطناعي، بهدف تحقيق التوازن بين حماية خصوصية البيانات وإتاحتها للشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي. ثالثا، تطوير التطبيقات لتوفير الحلول للتحديات في مختلف القطاعات، مثل الرعاية الصحية والزراعة والبيئة وإمدادات المياه وغيرها من القطاعات.

وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن المحور الرابع يتعلق بتنمية المهارات والكوادر القادرة على بناء الأنظمة باستخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات والمجالات. وأكد أن الإبداع والروح الإنسانية والتفكير الابتكاري يظل عنصراً أساسياً في الاستراتيجية، حيث يتم إطلاق المزيد من المبادرات التدريبية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع والفئات العمرية، لتمكين المواطنين من الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن المحور الخامس يتمثل في خلق بيئة داعمة للإبداع في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تشجيع ورعاية الشركات الناشئة من خلال البرامج والمبادرات التي يقدمها مركز مصر للإبداع الرقمي (كرياتيفا). وأضاف أن المحور السادس يتناول الحوكمة وإنشاء الأطر التنظيمية والقانونية لتنظيم الذكاء الاصطناعي.

وأكد الدكتور عمرو طلعت أن الاستراتيجية تستهدف عدداً من المؤشرات الرقمية بالغة الأهمية، أبرزها: تدريب أكثر من 30 ألف متخصص في الذكاء الاصطناعي بين عامي 2025 و2030؛ دعم ما لا يقل عن 250 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي ومساعدتها على إطلاق حلول مبتكرة في مختلف القطاعات؛ وتمكين أكثر من ربع القوى العاملة من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وفهم إمكاناتها لدعم الأهداف التجارية عبر المؤسسات.

وأكد الدكتور عمرو طلعت على أهمية رفع الوعي العام بإمكانيات الذكاء الاصطناعي وإمكانياته وعدم قدرته على تحقيق تلك الإمكانيات، وكذلك فوائده المحتملة ومخاطره.

وعلى هامش المؤتمر التقى الدكتور عمرو طلعت بالسفير الهولندي بالقاهرة بيتر موليما. وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون بين مصر وهولندا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وسلط الاجتماع الضوء على جهود وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تطوير صناعة التعهيد وبناء القدرات الرقمية ودعم الإبداع وريادة الأعمال الرقمية. ودعا السفير لزيارة مراكز الإبداع الرقمي المصرية للتعرف على أنشطة الوزارة في تنمية المواهب الرقمية ودعم الشركات الناشئة.

من جانبه أشاد السفير بالتطورات التي تشهدها مصر في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وإذ نذكر بالتعاون الوثيق بين مصر وهولندا؛ التأكيد على أهمية الكوادر المدربة، خاصة في ظل حاجة هولندا إلى المهارات الرقمية؛ وتذكيرًا بأن نظام ريادة الأعمال في شركة هوندا يعتمد على التعاون بين القطاعين العام والخاص؛ وأعرب عن اهتمامه بمعرفة المزيد عن مجتمع ريادة الأعمال والتكنولوجيا الرقمية في مصر وأنشطة الشركات الناشئة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

كما زار الدكتور عمرو طلعت المعرض المصاحب للمؤتمر والذي شارك فيه العديد من الشركات المحلية والعالمية والشركات الناشئة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهولندا المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويعد المؤتمر أحد أهم الفعاليات التكنولوجية في المنطقة، حيث يجمع مجتمع الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات لتعزيز الابتكار والتعاون من خلال تقديم سلسلة من المناقشات المتعمقة حول 25 موضوعًا، وتوفير فرص التواصل، واستكشاف أحدث الاتجاهات والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات. وأقيم المؤتمر على مدى يومين عبر الإنترنت واختتم في اليوم الثالث بمقر الجامعة.

تم مناقشة العديد من المواضيع في المؤتمر وفي عدة مجالات. وغطى المسار الفني أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحليلات البيانات الضخمة، والتحليلات المتقدمة، ومعالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي، والهندسة في الوقت الحقيقي، وتصور البيانات، ونشر نموذج التعلم الآلي، وهندسة البيانات، ورؤية الكمبيوتر، والروبوتات. ركزت الندوة على “السياسة العامة والمجتمع” وإطار الحوكمة المسؤولة والتأثير المجتمعي للذكاء الاصطناعي، في حين ركزت الندوة على “الأعمال التجارية” وبحثت كيف تعمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تحويل الصناعات والشركات. وتضمن المؤتمر مسابقة لتأمين الاستثمارات للشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتخصصة في تطوير الحلول باستخدام الذكاء الاصطناعي. كما شارك في المسابقة وفد من الشركات الهولندية الناشئة بدعم من السفارة الهولندية بالقاهرة. وتشكل المسابقة جزءًا من الجهود الرامية إلى فتح آفاق جديدة للتعاون بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.

ومن الجدير بالذكر أن جامعة تكنولوجيا المعلومات هي أول جامعة في أفريقيا متخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. تم إنشاؤه من قبل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. تقدم الجامعة برامج تعليمية متخصصة لتدريب مجموعة من المتخصصين في أحدث مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.


شارك