إلغاء تأشيرات أكثر من 600 طالب دولي في أمريكا بسبب مواقف مؤيدة لفلسطين

وبحسب موقع Inside Higher Ed، كشفت تقارير إعلامية أميركية أن أكثر من 100 جامعة وكلية في الولايات المتحدة أفادت بحالات ألغت فيها وزارة الخارجية الأميركية تأشيرات طلاب دوليين. وقد أدى ذلك إلى تغيير الوضع القانوني لأكثر من 600 طالب وخريج دولي.
وقالت منظمة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إن التصعيد “يمثل اختبارا أيديولوجياً غير مقبول”، مضيفة: “ليس لأي رئيس الحق في تحديد من يبقى أو يتم ترحيله بناء على آرائه السياسية”.
وبحسب الجامعات المعنية، فقد تفاجأ العديد من الطلاب بإلغاء تأشيراتهم دون سابق إنذار. وعلم بعض الناس بذلك من خلال قاعدة بيانات حكومية أو من خلال رسائل نصية مفاجئة أو رسائل بريد إلكتروني. وأشار محامو الطلاب إلى أن أغلب الطلاب لم تتاح لهم الفرصة للتعليق أو الاستئناف، ولم يتم إبلاغ الجامعات رسميا بالأسباب.
وربطت منظمات حقوق الإنسان هذه الإجراءات بالمواقف المؤيدة للفلسطينيين، وأشارت إلى أن إدارة ترامب السابقة، والتي تستمر في بعض سياساتها في ظل الإدارة الحالية، تعاملت مع حرية التعبير بشكل انتقائي عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.
وقالت منظمة “فاير” المدافعة عن حرية التعبير، بحسب موقع الجزيرة نت الإخباري، إن “حرية التعبير تحل محلها الخوف، ويبدو أن الهدف الحقيقي هو إسكات الأصوات”.
المراقبة والتقييد
أعلنت وزارة الأمن الداخلي مؤخرا أنها ستراقب حسابات المهاجرين على وسائل التواصل الاجتماعي بحثا عن “محتوى معاد للسامية”.
قالت تريشيا ماكلولين، المسؤولة في وزارة الأمن الداخلي: “لن نسمح لأحد بالاختباء وراء التعديل الأول لنشر الكراهية أو تشجيع العنف. إنهم غير مرحب بهم هنا”.
وفي تصريحات مثيرة للجدل، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه تم إلغاء أكثر من 300 تأشيرة. وزعم أن المتضررين شاركوا في أنشطة “تتعارض مع المصالح الوطنية”، مثل نشر تعليقات تنتقد الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة أو المشاركة في احتجاجات طلابية تدعو إلى مقاطعة إسرائيل.
وقال روبيو “إذا اكتشفت أحد هؤلاء المتطرفين فسوف ألغي تأشيرته على الفور”، مضيفا أن تأشيرة الطالب مخصصة للتعليم فقط وليس للنشاط السياسي.
وشجعت السلطات الطلاب على مغادرة البلاد طواعية بدلاً من مواجهة الترحيل من خلال محاكم الهجرة، وهي العملية التي قد تؤدي إلى الاحتجاز. في شهر مارس/آذار الماضي، أصدرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم تهديداً مباشراً: “إذا لم يغادروا، فسوف نجدهم ونرحلهم ولن نسمح لهم بالعودة أبداً”.
وتعتزم الإدارة أيضًا فرض غرامة يومية قدرها 998 دولارًا على أولئك الذين يتجاهلون أوامر الترحيل، وهو ما سيضع عبئًا ماليًا كبيرًا على الطلاب.
قضت محكمة الهجرة الأمريكية في لويزيانا يوم الجمعة بأنه يمكن ترحيل الناشط في جامعة كولومبيا محمود خليل بسبب أنشطته ومعتقداته السياسية السلمية. وأعطى القاضي محامي خليل مهلة حتى 23 أبريل/نيسان لتقديم طلب لوقف ترحيله.
وقدمت الإدارة مذكرة وقعها وزير الخارجية ماركو روبيو تفيد بأنه يمكن ترحيل خليل من الولايات المتحدة بسبب أنشطته. ولم يتهم مسؤولو إدارة ترامب خليل بارتكاب أي سلوك إجرامي، وهو مقيم دائم قانوني.
وفي نهاية الجلسة طلب خليل الإدلاء ببيان رسمي، فقام وتوجه مباشرة إلى قاعة المحكمة.
أود أن أؤكد ما قلته سابقًا: لا شيء أهم لهذه المحكمة من الإجراءات القانونية الواجبة والإنصاف الجوهري. ما شهدناه اليوم لم يلبِّ أيًا من هذه المبادئ، لا في هذه الجلسة ولا طوال المحاكمة بأكملها، على حد قوله.
وأضاف: “هذا هو السبب تحديدًا وراء إرسالي إلى هذه المحكمة، على بُعد آلاف الأميال من عائلتي. آمل فقط أن تُمنح نفس العجلة التي ظننتم أنها لي لـ”آخرين” قضوا أشهرًا هنا دون أن تُسمع قضاياهم”.
وفي بيان له، قال نهاد عوض، المدير التنفيذي لمنظمة كير: “إن الحكم الخطير وغير الدستوري الذي أصدره قاضي الهجرة في لويزيانا والذي يسمح بترحيل مقيم دائم قانوني لأن الإدارة الحالية تسعى إلى معاقبته على ممارسة حقه في حرية التعبير وانتقاد الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، يجب ألا يتم تنفيذه”.
وتابع: “على الرغم من أن الحكم ليس سوى الخطوة الأولى في معركة قانونية طويلة، فإنه ينبغي أن يكون موضع قلق لجميع الأميركيين الذين يقدرون وثيقة الحقوق والحريات الأساسية، مثل حرية التعبير”.
وأضاف: “نحن على ثقة بأن المحاكم الفيدرالية ستحكم بأن هجوم إدارة ترامب على حرية التعبير غير قانوني وأن الحركة ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية في بلدنا ستستمر في النمو على الرغم من هذه المحاولات لقمع حرية التعبير”.
الغموض والخوف
وفي ضوء هذه التطورات، طلب المجلس الأمريكي للتعليم، إلى جانب 15 منظمة أكاديمية أخرى، عقد اجتماع عاجل مع وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي لمناقشة تأثير هذه القرارات على الطلاب الدوليين.
وقال رئيس المجلس تيد ميتشل: “لقد خلقت هذه الإجراءات حالة من عدم اليقين والخوف وأثرت على قدرة مؤسساتنا على تقديم الدعم اللازم للطلاب”.