اجتماعات ومفاوضات.. محطات بارزة بتعاون مصري قطري للوصول إلى وقف إطلاق النار بقطاع غزة في 15 يناير 2025

يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة. ويتوجه إلى قطر في بداية جولة جولف تشمل قطر والكويت.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئيس الجمهورية، بأن الرئيس سيلتقي خلال الزيارة شقيقه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ومناقشة التطورات الإقليمية، لا سيما تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية وجهود تحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ومن المقرر أن يعقد الرئيس أيضًا اجتماعًا مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري لبحث فرص التعاون الاقتصادي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس سيتوجه بعد ذلك إلى الكويت، المحطة الثانية في جولته الخليجية. وتؤكد هذه الزيارة عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين والتزامهما المشترك بتوسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً إيجابياً بوتيرة جيدة في الآونة الأخيرة، مع تبادل الزيارات واستئناف أطر التعاون المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية، بما يخدم تطلعات البلدين، لا سيما في ظل الدور الاستراتيجي والمحوري الذي تلعبه مصر في ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على المستوى الإقليمي وفي الدفاع عن مصالح الأمة العربية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم.
وفي التقرير التالي نسلط الضوء على أبرز الجهود التي تبذلها مصر وقطر للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة:
في 3 يونيو/حزيران 2024، اجتمع وزراء خارجية مصر وقطر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة افتراضيا لمناقشة تطورات جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة. وتهدف هذه الجهود إلى التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتوفير المساعدات الإنسانية الكافية لقطاع غزة.
وأكد وزراء خارجية الأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية دعمهم لهذه الجهود. كما أكد وزراء خارجية مصر وقطر والأردن والسعودية والإمارات على أهمية التعامل بشكل جدي وإيجابي مع مقترح الرئيس الأميركي. الهدف هو التوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق نار دائم وتوصيل المساعدات الكافية إلى كافة أنحاء قطاع غزة، وبالتالي وضع حد لمعاناة الناس هناك.
وأكد الوزراء أن العدوان على غزة يجب أن يتوقف وإنهاء الكارثة الإنسانية التي تسبب فيها. وشددوا أيضاً على ضرورة ضمان عودة النازحين إلى ديارهم، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة، وبدء عملية إعادة الإعمار في إطار خطة شاملة لتنفيذ حل الدولتين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبجداول زمنية محددة وضمانات ملزمة.
وأكد الوزراء أن تطبيق حل الدولتين، الذي يجسد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، هو السبيل لتحقيق الأمن والسلام للجميع في المنطقة.
في 2 يونيو 2024، أصدرت جمهورية مصر العربية ودولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية بيانًا صحفيًا مشتركًا جاء فيه: “إن الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية مصر العربية ودولة قطر، بصفتها وسطاء في المحادثات الجارية لتأمين وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، تدعو حماس وإسرائيل إلى إبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس بايدن في 31 مايو 2024”.
في 19 نوفمبر 2023، قامت السيدة لولوة الخاطر، وزيرة الدولة للتعاون الدولي بدولة قطر، بزيارة إلى مصر لتسليم مساعدات إنسانية قطرية إلى مطار العريش ومعبر رفح الحدودي. وكان في استقبالها وزير الخارجية سامح شكري.
وركزت المحادثات بين الوزيرين بالتفصيل على سبل تنسيق الجهود المشتركة لتحسين وصول الشعب الفلسطيني إلى المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة. وأكد الوزير شكري أن الكارثة الإنسانية التي يواجهها شعب غزة تتطلب إيصال المساعدات الإنسانية بشكل شامل وآمن ومستدام. وشدد على أهمية أن تتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي عن حجب أو تأخير المساعدات الإنسانية بشكل متعمد بهدف قمع سكان قطاع غزة وخلق ظروف لا تطاق للفلسطينيين في قطاع غزة.
وتبادل الوزيران التقييمات بشأن جهود واتصالات مصر وقطر لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وأكدوا أن وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط أمر لا مفر منه، وأن على الأطراف الدولية أن تتحمل مسؤولياتها في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين والمرافق المدنية، والتي تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وأكدوا أيضا على ضرورة محاسبة الجناة، وعلى ضرورة قيام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها كقوة محتلة.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، لعبت مصر دوراً هاماً في إعادة الاستقرار إلى قطاع غزة، ما أدى إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في 15 يناير/كانون الثاني 2025.
كما لعب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتعاون مع الجهات المعنية، دوراً هاماً في متابعة المفاوضات واتخاذ الإجراءات على المستوى الدولي، وخاصة في المؤتمر الدولي للسلام في القاهرة، الذي ترأسه وحضره ممثلو 34 دولة في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أسبوعين فقط من اندلاع الحرب.
– محطات مهمة في المفاوضات قبل التوصل إلى اتفاق 15 يناير 2025.
وبذلت مصر جهودا كبيرة خلال الأشهر الأخيرة للتوصل إلى اتفاق حول شروط وقف إطلاق النار.
تم التوصل إلى وقف إطلاق النار الأول في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بفضل جهود مصر وقطر والولايات المتحدة. استغرق الأمر عدة أيام قبل حدوث أي انتهاكات. وتم تبادل عدد كبير من السجناء، وتم إعلان وقف مؤقت لإطلاق النار، وتم استيراد أطنان من المساعدات من مصر ودول أخرى.
يناير 2024
انعقد في العاصمة الفرنسية باريس لقاء دولي ضم ممثلين عن مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل بهدف إيجاد إطار تفاوضي لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل. ورغم الاتفاق المبدئي على إطار التفاوض، رفض الطرفان نتائج الاجتماع.
وتضمن الاقتراح تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وعودة النازحين، وبدء إعادة الإعمار.
وفي فبراير/شباط 2024، جرت سلسلة من المحادثات والمفاوضات في القاهرة، تراوحت بين اجتماعات الوساطة وجولات غير مباشرة من المفاوضات مع ممثلي حماس وإسرائيل. وفي حين استمرت المحادثات في القاهرة والدوحة خلال هذه الفترة، استضافت القاهرة اجتماعا للجامعة العربية بمشاركة السلطة الفلسطينية. وركز اللقاء على سبل التوصل إلى وقف إنساني لإطلاق النار في قطاع غزة بهدف إنقاذ من تبقى منه وتخفيف معاناتهم الإنسانية.
وأخيرا، في 15 يناير/كانون الثاني 2025، وبعد 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
15 يناير 2025. الإعلان الرسمي عن الاتفاقية وشروطها.
رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي تم التوصل إليه بعد أكثر من عام من الجهود المضنية التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وشدد الرئيس السيسي على أهمية تسريع إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لشعب قطاع غزة لمعالجة الوضع الإنساني الكارثي الراهن دون عوائق حتى يتحقق السلام الدائم من خلال حل الدولتين وتنعم المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية في عالم شامل.
وأكد الرئيس السيسي أن مصر ستظل دائما وفية لتعهداتها، داعمة للسلام العادل، وشريكا وفيا في تحقيقه، ومدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
بيان الوسطاء: “جمهورية مصر العربية – قطر – الولايات المتحدة الأمريكية”
أعلنت مصر وقطر والولايات المتحدة، أن طرفي الصراع في قطاع غزة توصلا إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين والعودة إلى تهدئة دائمة، بما يحقق وقف إطلاق نار دائم بين الجانبين. ومن المتوقع أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025.
يتضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الطرفين ثلاث مراحل. المرحلة الأولى تستمر 42 يوما وتتضمن وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة انتشارها خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمعتقلين، وتبادل رفات القتلى، وعودة النازحين داخليا إلى ديارهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج الطبي.
وتضمنت المرحلة الأولى أيضاً تكثيف استيراد وتوزيع المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وتوفير إمدادات الدفاع المدني والوقود، وتوفير المأوى للنازحين بسبب الحرب.
وفي هذا السياق، أكدت مصر وقطر والولايات المتحدة أن سياستها كضامنة لهذا الاتفاق تتمثل في ضمان تنفيذ المراحل الثلاث بشكل كامل من قبل الطرفين. وبناء على ذلك، سيعمل الوسطاء معًا لضمان تنفيذ الأطراف لالتزاماتها بموجب الاتفاق وتنفيذ المراحل الثلاث بشكل كامل.
وسوف يعمل الضامنان أيضًا بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول المانحة والشركاء في جميع أنحاء العالم لدعم زيادة سريعة ومستدامة في المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة وفقًا لشروط الاتفاق.
وفي هذا السياق، نحث الجهات الفاعلة في المجتمع الدولي على دعم هذه الجهود في إطار الآليات القائمة لتنفيذ الاتفاق.
إشادة دولية بالدور المركزي الذي لعبته مصر وقطر في اتفاق وقف إطلاق النار.
-الولايات المتحدة الأمريكية:
وفي ذلك الوقت، شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس السيسي على قيادته وأشاد بدور مصر كوسيط طوال عملية التفاوض.
وأكد بايدن أيضًا أن هذا الاتفاق لم يكن ممكنًا أبدًا لولا الدور المركزي والتاريخي لمصر في الشرق الأوسط.
وأضاف البيت الأبيض أن الرئيس بايدن والرئيس السيسي أكدا على الحاجة الملحة لتنفيذ اتفاق لتقديم الإغاثة الفورية لشعب غزة من خلال زيادة المساعدات الإنسانية في أعقاب وقف إطلاق النار.
الأمين العام للأمم المتحدة:
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في غزة.
وأشاد بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة وجهودهم المخلصة في التفاوض على هذا الاتفاق.
-وزارة الخارجية السعودية:
أشادت وزارة الخارجية السعودية بالجهود التي بذلتها مصر وقطر والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
-قطر:
أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن أمله في أن “يساهم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في وقف العدوان والتدمير والقتل في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأعرب بن حمد في تغريدة على تويتر عن أمله في أن يسهم إعلان الاتفاق في بدء مرحلة جديدة لا يتم فيها تهميش هذه القضية العادلة، وأن يتم بذل جهود جادة لحلها بشكل عادل وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأكد أن “الدور الدبلوماسي لدولة قطر في التوصل إلى هذا الاتفاق هو واجبنا الإنساني الذي يقدم على واجبنا السياسي، ونشكر جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية على جهودهما القيمة”.
وشكر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري مصر خلال مؤتمر صحفي، وأكد أن الجهود المشتركة بين قطر ومصر ساهمت في دفع المفاوضات إلى الأمام.
-الأمين العام لجامعة الدول العربية:
ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معربا عن امتنانه وتقديره للدول الوسيطة مصر وقطر والولايات المتحدة.