“إتش سي” تتوقع خفض البنك المركزي أسعار الفائدة 1.5% الخميس المقبل

منذ 2 أيام
“إتش سي” تتوقع خفض البنك المركزي أسعار الفائدة 1.5% الخميس المقبل

توقعت إدارة البحوث المالية بشركة إتش سي للأوراق المالية والاستثمار، أن يخفض البنك المركزي المصري سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 1.5% في اجتماعه الخميس المقبل، نظرا للتطورات الأخيرة في الوضع الاقتصادي الكلي والجيوسياسي في مصر.

قالت هبة منير، محللة الاقتصاد الكلي في إتش سي كابيتال، في بيان للشركة اليوم، إن التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للبنك المركزي تستهدف في المقام الأول تعزيز النمو الاقتصادي المحلي مع الأخذ في الاعتبار المخاوف العالمية من الركود.

وبحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفع معدل التضخم السنوي في مصر إلى 13.6% في مارس/آذار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ارتفاعا من 12.8% في فبراير/شباط.

وارتفعت الأسعار الشهرية بنسبة 1.6% على أساس شهري، مقارنة بزيادة قدرها 1.4% في فبراير.

أبقت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي على أسعار الفائدة الرئيسية لليلة واحدة والإقراض دون تغيير عند 27.25% و28.25% على التوالي، للشهر السابع على التوالي.

وأشارت هبة منير إلى أن الوضع الاقتصادي الخارجي لمصر أظهر نتائج متباينة خلال الفترة الحالية.

وبحسب منير، ارتفعت الأصول الأجنبية الصافية للقطاع المصرفي بمقدار 1.48 مليار دولار على أساس شهري إلى 10.2 مليار دولار في فبراير، مقابل 8.71 مليار دولار في يناير.

وبالمقارنة، بلغ صافي الالتزامات في العام السابق 22 مليار دولار. ويرجع ذلك إلى انخفاض صافي التزامات القطاع المصرفي (باستثناء البنك المركزي المصري) شهريا بنحو 1.38 مليار دولار، وهو ما يعكس انخفاض الضغوط على السيولة بالعملة الأجنبية.

وأضافت أن صافي احتياطيات النقد الأجنبي ارتفعت بمقدار 363 مليون دولار إلى 47.757 مليار دولار في مارس مقارنة بالشهر السابق (47.394 مليار دولار في فبراير). ويرجع السبب في ذلك إلى ارتفاع كبير في سعر الذهب بنحو 6 بالمئة مقارنة بالشهر السابق.

وارتفعت الودائع غير المدرجة في الاحتياطيات الرسمية بمقدار 398 مليون دولار إلى 11.065 مليار دولار في مارس مقارنة بالشهر السابق.

وفي المقابل، ارتفعت عقود مقايضة الائتمان لمدة عام في مصر من 379 نقطة أساس في ديسمبر/كانون الأول إلى 525 نقطة أساس في أبريل/نيسان، وفقا لهبة منير. وكان السبب في ذلك هو الاضطرابات الاقتصادية العالمية الناجمة عن الرسوم الجمركية الأميركية وتداعياتها على تدفقات رأس المال الأجنبي، مما أثر بدوره على سعر الصرف المصري.

ونتيجة لذلك، باع المستثمرون الأجانب سندات حكومية بقيمة 1.04 مليار دولار في السوق الثانوية من الأحد 6 أبريل إلى الثلاثاء.

وارتفع حجم التداول عبر الإنترنت من متوسط يومي بلغ 150 مليون دولار إلى 250 مليون دولار إلى 1.12 مليار دولار يوم الأحد، ثم انخفض إلى 700 مليون دولار يوم الاثنين، و300 مليون دولار يوم الثلاثاء، وارتفع مرة أخرى إلى 955 مليون دولار يوم الأربعاء.

بالنظر إلى الوضع المحلي، بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 4.30% على أساس سنوي و0.2% على أساس ربع سنوي في الربع الثاني من السنة المالية 2024/2025، مدفوعًا بزيادة الصادرات.

وتذبذب مؤشر مديري المشتريات (PMI) وانخفض إلى ما دون المستوى المحايد عند 50.0 إلى 49.2 في مارس/آذار. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى ضعف الطلبات الجديدة، بعد تجاوزها مستوى 50.0 في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، مع تراجع الضغوط التضخمية بسبب زيادة الإنفاق الاستهلاكي.

وفيما يتعلق بالتضخم، جاءت قراءة مارس أعلى من تقديراتنا البالغة 12.4% وأعلى من تقديرات رويترز المتوقعة البالغة 12.6%، وهو ما نعزو ذلك إلى ارتفاع أسعار الأغذية والمشروبات الموسمية عن المتوقع بسبب حلول شهر رمضان في مارس.

العطاءات المالية

وفيما يتعلق بإصدار سندات الخزانة، ظلت العائدات على كل من سندات الخزانة والسندات دون تغيير. حقق أحدث سند خزانة لمدة 12 شهرًا معدل فائدة متوسط بلغ 24.95%، وهو ما يمثل عائدًا إيجابيًا بنسبة 9.42% استنادًا إلى توقعات التضخم لمدة 12 شهرًا بنسبة 11.8% (بعد تعديل معدل الضريبة البالغ 15% للمستثمرين الأوروبيين والأمريكيين).

وانخفض العائد الذي يتوقعه المستثمرون الأجانب على السندات الحكومية لأجل 12 شهرا أيضا من 29.3% في منتصف فبراير/شباط إلى 28%، وفقا لحساباتنا. ونحن نأخذ في الاعتبار الفارق الأقل في معدلات التضخم (بين مصر والولايات المتحدة) والزيادة الأخيرة في مؤشر مقايضة الديون المصرية لمدة عام واحد، والذي يقترب من متوسط سعر سندات الحكومة لمدة ثلاثة أشهر وهو 28.24%.

وفي ضوء النقاط المذكورة أعلاه، نستنتج أن الاقتصاد المصري نجح في احتواء بعض الضغوط التضخمية (على الرغم من أنها تظل أعلى من أهداف البنك المركزي المصري؛ ومع ذلك، يمكن ملاحظة اتجاه نزولي، ويرجع ذلك أساسا إلى تأثير سنة الأساس).

وأشارت هبة منير إلى أن استثمارات الأموال الساخنة في مصر ظلت جذابة، وأن هناك تحسناً كبيراً في صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي، مما سمح بالخروج الآمن النهائي لبعض المستثمرين الأجانب من سوق الدين المصرية.


شارك