توقعات بخفض محدود للفائدة خلال اجتماع البنك المركزي المقبل

منذ 2 أيام
توقعات بخفض محدود للفائدة خلال اجتماع البنك المركزي المقبل

حسن: التخفيض سيكون ما بين 1 إلى 2 بالمئة. الدماطي: الوضع الجيوسياسي والتوترات الدولية تلعب دوراً مهماً في القرار. فؤاد: سيكون التركيز هو السيناريو الأكثر حكمة.

في ظل ارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الوقود والحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، يتوقع خبراء الاقتصاد أن يخفض البنك المركزي المصري سعر الفائدة الرئيسي قليلا بنحو 1 إلى 2% في اجتماعه المقبل.

من المقرر أن يعقد البنك المركزي اجتماعه الثاني للجنة السياسة النقدية لهذا العام يوم الخميس المقبل. وفي اجتماعها الأول في فبراير/شباط، قررت اللجنة الإبقاء على أسعار الفائدة على الودائع عند 27.25% وعلى القروض عند 28.25%.

ووصف الخبير الاقتصادي محمد فؤاد الوضع الحالي بالمعقد، وتوقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بأقل من 3%. “إنه “”تخفيض رمزي”””

وتابع: “إذا أراد البنك المركزي سيناريو أكثر حذرا نظرا لتأثير الحرب التجارية، فإنه قد يترك أسعار الفائدة دون تغيير، رغم أنني أعتقد أنه من المرجح أن يخفضها”.

خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي لهذا العام والعامين المقبلين مقارنة بتوقعاته في ديسمبر/كانون الأول. وتشير التوقعات الجديدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 1.7% هذا العام، مقارنة بـ2.1% في توقعات ديسمبر/كانون الأول. ويتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضًا خفض أسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس في عام 2025.

قال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا للاستثمارات المالية، إن الاقتصاد المصري لديه مجال لخفض أسعار الفائدة بما يتراوح بين 1 و2% خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن ذلك قد يشجع الاستثمار خاصة في القطاع العقاري.

وأضاف أن التضخم انخفض بشكل كبير في فبراير/شباط، وحتى مع زيادة طفيفة في مارس/آذار، فإن التوقعات تشير إلى أن التضخم سيظل تحت السيطرة بفضل تأثير سنة الأساس.

وأوضح أن خفض أسعار الفائدة سيكون له أثر إيجابي في تسهيل التمويل للمستثمرين سواء الأفراد الراغبين في شراء العقارات أو المطورين العقاريين الذين يحتاجون إلى تمويل لاستكمال مشاريعهم. وأشار إلى أن القطاع العقاري هو المحرك الرئيسي للاقتصاد المصري، لكن أسعار الفائدة المرتفعة تسببت في حالة ركود منذ فترة طويلة.

وأشار إلى تأثير التوترات العالمية على الاقتصاد المصري، خاصة بين الولايات المتحدة والصين، مؤكدا أن هذه التوترات يمكن حلها من خلال المفاوضات. وأوضح أن مثل هذه الضغوط تستخدم كوسيلة للتفاوض على طرق التجارة العالمية.

توقعت الخبيرة المصرفية سحر الدماطي، أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة الرئيسي بنسبة تتراوح بين 1 و2% في اجتماعه المقبل، بسبب تراجع التضخم في فبراير/شباط الماضي.

وأشارت إلى أن عوامل عديدة أثرت على قرارات السياسة النقدية، أبرزها ارتفاع أسعار البنزين المتوقع بحلول عام 2025، وهو ما يعد عاملاً مهماً في معدلات التضخم.

وأعلنت لجنة تسعير البترول، الجمعة الماضية، عن زيادة أسعار الوقود. وارتفع سعر البنزين 95 إلى 19 جنيها للتر، والبنزين 92 إلى 17.25 جنيها، والبنزين 80 إلى 15.75 جنيها، والسولار والكيروسين إلى 15.5 جنيها للتر.

وأضاف الدماطي أن الأوضاع الجيوسياسية والتوترات الدولية لعبت دورا كبيرا في تحديد أسعار الفائدة، خاصة مع تأثير القرارات الاقتصادية العالمية مثل زيادة الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين، والتي أثرت بشكل غير مباشر على تكلفة الإنتاج في مصر.

لقد تصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير؛ فرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية بنسبة 145 بالمئة على الواردات الصينية. وردت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع الأميركية. وفي الوقت نفسه، أعلنت الولايات المتحدة عن تمديد لمدة 90 يوما وخفض كبير للرسوم الجمركية المتبادلة إلى 10 في المائة مع 74 دولة أخرى.

قال الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح، إن البنك المركزي قد يلجأ إلى خفض محدود لأسعار الفائدة يتراوح بين 1 و2% لتحقيق التوازن بين تعزيز النمو الاقتصادي وضمان استقرار الأسواق المالية، مع الحفاظ على جاذبية أدوات الدين المصرية وسط تقلبات الأسواق العالمية. وأكد أن “هذا الخيار قد يدعم الاقتصاد المحلي، خاصة في ظل تراجع مؤشر مديري المشتريات إلى 49.2، ما يعكس ضعف النشاط في القطاع الخاص خارج صناعة النفط”.

وأوضح أن معدل التضخم السنوي الذي ارتفع من 12.8% في فبراير/شباط إلى 13.6% في مارس/آذار بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، يفرض ضغوطا كبيرة على الاقتصاد رغم تباطؤ التضخم الأساسي إلى 9.4%.

وتوقع أبو الفتوح أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة الحالية عند 27.25% للودائع و28.25% للقروض لتجنب مخاطر تسارع التضخم وخروج رؤوس الأموال الأجنبية.

وأضاف أن الزيادات الأخيرة في أسعار الوقود من المتوقع أن تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم في الأشهر المقبلة. وقد يدفع هذا البنك المركزي إلى تأجيل خفض أسعار الفائدة حتى يتم تقييم التأثير الكامل لهذه الزيادات.

وأشار إلى أن الرسوم الجمركية الأميركية تتسبب في تقلبات في الأسواق العالمية، ما يخلق حالة من عدم اليقين قد تؤثر على تدفقات الاستثمار الأجنبي. ورغم أن وكالة ستاندرد آند بورز العالمية أكدت التصنيف الائتماني لمصر عند “B-/B” مع نظرة مستقبلية مستقرة، فإن ارتفاع تكلفة الدين العام يفرض ضغوطا كبيرة على الاقتصاد.

في العام الماضي، رفع البنك المركزي المصري سعر الفائدة الرئيسي مرتين فقط: المرة الأولى في الأول من فبراير/شباط بنسبة 2%، والمرة الثانية في السادس من مارس/آذار بنسبة 600 نقطة أساس خلال اجتماع استثنائي. وبلغ إجمالي الزيادة 800 نقطة أساس (8%). وأبقى البنك على أسعار الفائدة عند 27.25% للودائع و28.25% للقروض للاجتماعات الستة المتبقية من العام.


شارك