البابا تواضروس الثاني يصلي قداس أحد الشعانين في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية

منذ 6 أيام
البابا تواضروس الثاني يصلي قداس أحد الشعانين في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية

احتفل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد بأحد الشعانين، المعروف شعبياً باسم “أحد الشعانين”، بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.

استقبلت جوقة الشمامسة قداسة البابا بسعف النخيل والصلبان، وأنشدوا ترنيمة أحد الشعانين “إفلوجيمينوس”. ثم قاد قداسته موكب أحد الشعانين، فطافوا حول الكنيسة وتوقفوا أمام بعض الأيقونات، والبابين الشمالي والجنوبي للكنيسة، ومكان القداس. في كل واحدة من المحطات الاثنتي عشرة، يقرأ المشاركون فصلاً من الإنجيل يتناسب موضوعه مع الأيقونة أو الباب الذي يقفون أمامه.

واختتم قداسته صلاة القداس الإلهي وألقى العظة التي أشار فيها إلى أن أحد الشعانين هو حدث فريد في تاريخ الكنيسة وليتورجياتها. وأوضح أن حدث دخول المسيح إلى أورشليم ذكره الإنجيليون الأربعة، وأنه يتميز أيضًا باختتامه بالصلاة العامة على الأموات.

أشار قداسة البابا إلى أن سعف النخيل وأغصان الزيتون من مظاهر أحد الشعانين، مضيفًا: “للأشجار دورٌ هامٌ في الكتاب المقدس، فمنها بدأت رحلة الإنسان إلى الفردوس، واستمرت هذه الرحلة حتى وُلد الرب في مذود من خشب الشجر – لقاءٌ بالمحبة. وخلال خدمته، التقى زكا العشار الذي تسلق شجرة جميز – لقاءٌ بالتوبة. واليوم، استقبلته الجموع بسعف النخيل وأغصان الزيتون في لقاءٍ بهيج. ثم يأتي يوم الجمعة العظيمة، حيث صُلب الرب في لقاءٍ خلاصي”.

وأضاف: “من خلال هذه الرحلة مع الشجرة وفي هذا العيد السعيد، يرسل لنا الله عدة رسائل، منها أن الله يريد أن يحكم قلبك بالنقاء والهدوء والتواضع؛ وأن المسيح يبكي على خطاياك ويطلب منك التوبة والفداء؛ وأن المسيح يدعوك للعيش في طاعة الوصايا ووسائل النعمة.

وبعد القداس، وحسب الترتيب الليتورجي للكنيسة، صلى قداسته “صلوات الجنازة العامة” التي تلي قداس أحد الشعانين وقبل البدء بصلاة الفصح المجيد.

وحضر الصلاة أصحاب السعادة الأساقفة العامين المشرفين على المناطق الرعوية بالإسكندرية، والأب إبرام إميل، النائب العام للبطريركية بالإسكندرية، وكهنة الكنيسة، وجموع غفيرة من الشعب امتلأت الكاتدرائية.

أحد الشعانين، المعروف شعبيا باسم “أحد الشعانين”، هو أحد الأعياد المسيحية السبعة الرئيسية. ويأتي بعد ذلك مباشرة أسبوع الآلام وهو عيد الفصح، الذي ينتهي بعيد القيامة المجيد.

قال ماجد وديع الراهب، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للحفاظ على التراث، إن أحد الشعانين هو عيد ديني بالدرجة الأولى، إذ أنه يخلد ذكرى دخول السيد المسيح إلى القدس واستقباله بسعف النخيل من قبل اليهود، الذين اعتقدوا أنه دخل المدينة ملكاً.

وأضاف وديع لـ«الشروق» أن اليهود عندما أدركوا أن المسيح جاء إلى القدس مبشراً وليس ملكاً بدأوا يسبونه حتى صلبوه يوم الجمعة. وفي تلك الأيام القليلة أدركوا أن مملكته لا تعتبر قوة ولا دولة، فحثوا الرومان على التخلص منه، قائلين لهم: “أصلبوه… أصلبوه”.

وتابع: “سُمي هذا المدخل بـ “حدود النخيل” لأن المسيح استُقبل بسعف النخيل، لكونه الأبسط والأسهل الحصول عليه، فكان يُفرش على الأرض ويُرحّب به. ومع انتشار المسيحية في العالم، بدأت الكنيسة تحتفل بمناسبات خاصة للمسيح، منها دخوله القدس”.

وأشار إلى أن العهد القديم تنبأ بدخول المسيح إلى أورشليم ومصيره على أيدي اليهود. وأوضح أن الدين وصفهم بقتلة الأنبياء، وقال: “إنهم شعب عنيد لا هم له إلا إقامة دولة ومملكة مدى الحياة وليس إلى الأبد”.

وأوضح رئيس الجمعية المصرية للحفاظ على التراث، أن سعف النخيل يتم نسجه بأشكال مختلفة خلال احتفالات عيد الأضحى. على سبيل المثال: الحمار، الذي يرمز إلى الحمار الذي ركب عليه المسيح عندما دخل أورشليم؛ يرمز القلب إلى نقاء القلب المسيحي، وهذا ما يفسر الصرخة “قلبك يا المسيح” التي تُسمع في العيد.

وعن علاقة الثقافة المصرية باحتفالات أحد الشعانين، أوضح أن بعض المؤرخين أشاروا إلى أن المصريين كانوا يحتفلون أحياناً بالآلهة المصرية بنفس الطريقة التي كانوا يحتفلون بها بأوزوريس باستخدام سعف النخيل. وأضاف: “لهذا السبب نقول أحياناً إن المصريين عمدوا بالطقس المصري، أي أضافوا إليه بعداً مسيحياً”.

وأكد القس الدكتور أندريه زكي، رئيس الطائفة البروتستانتية، أن السيد المسيح لم يكن مهتماً بشعبيته أو بهتافات الجماهير التي صرخت للتو “أُمِرْنَا” خلال ما وصفه بدخوله المنتصر. وأشار إلى أن هذا يعلمنا ألا ننخدع بدعم الجماهير فنفعل ما نريد على حساب الحقيقة.

وفي رسالته المصورة بمناسبة أحد الشعانين، أوضح أن المسيح كان غاضبًا بسبب استغلال الإنسان من قبل إخوته البشر باسم الدين. ووصف زعماء المعبد والتجار في داخله بأنهم “أوكار لصوص”. وهذا تحذير خطير لكل راع وخادم من استغلال الناس تحت أي ذريعة.

وتابع: “فلنحرص جميعًا على ألا نُبعد الناس عن الله، ولا نُقيم حاجزًا بينهم وبينه، ولا نُسبب لهم التعثر بسلوكنا وأفعالنا. لم يتوقف المسيح عند مهاجمة الخطاة، بل ساعد أيضًا المحتاجين، لذا نتعلم من هذا المشهد أن الغضب يجب أن يكون من أجل العدالة، وأن يكون مصحوبًا بمحبة غامرة”.


شارك